مواضيع اليوم

الأستتمارات العربية والأزمات الأقتصادية

mos sam

2010-07-09 09:56:11

0

 
لاحظنا ظاهرة لجوء الدول الرأسمالية الغربية وشركاتها إلى المال العربي كلما واجهتها مشكلة إقتصادية ومالية . وكان هذا اللجوء عادة يتم بشكل عادي مغلف كقيام وزراء الدول الغربية أو رؤساء حكوماتها بزيارة الدول العربية كلما واجهت دولهم عجزا ماليا في ميزان مدفوعاتها والخروج بتوقيع عقود أسلحة أو مشاريع بناء مدن وفنادق بعشرات البلايين من الدولارات . ويتم هذا في هدوء دون أن تعرف الشعوب العربية ما هي هذه الأسلحة التي من المفروض أنها من أخر طراز نظرا لأثمانها الباهضة ولكن بمرور السنوات والعقود وصرف ما يزيد على ترليونات الدولارات على الأسلحة العربية لم يعرف أحد أين هذه الاسلحة . فلا زالت الجيوش العربية تفتقر إلى أبسط أنواع الأسلحة ولازالت القوات العربية المسلحة في مجموعها اضعف بكثير من قوة دولة صغيرة واحدة مثل إسرائيل , وهذا حسب مراكز البحوت الدولية الاستراتيجية . لكن هذه الطريقة لم تعد كافية لأمتصاص المال العربي السائل الذي يتراكم في المصارف الغربية , رغم أن الأقتصاد العربي في مجموعه لا يساوي إقتصاد أية دولة أوربية متوسطة (إسبانيا) . ولهذا سارعت هذه المصارف الغربية المثقلة بالأستتمارات العربية في أعطاء القروض العقارية والأستهلاكية الى الشركات والأفراد في الغرب دون إعتبار لأمكانية إستردادها . وهكذا أنتعش الأقتصاد الغربي بديون مصرفية على الورق تزايدت حتى وصلت إلى درجة الأنفجار مما سارع في حدوث الأزمة الأقتصادية الكبرى التي لا زال العالم يعاني من أثارها . و كان من نتيجتها خسارة المستتمرين كل مدخراتهم أو 50% منها وكانت الأستتمارات العربية على رأس هؤلاء الخاسرين. (وقيل وراء الكواليس أن الأزمة الأقتصادية كانت أزمة مفتعلة الهدف منها إمتصاص الأستتمارات العربية التى تراكمت في المصارف الغربية) ورغم أن بعض المستتمرين من الافراد في الغرب الذين خسروا بعض إستسماراتهم عوضوا بشكل أو أخرإلا أن ما بقى من الأستتمارات العربية ضخت لانقاد المصارف الغربية من الأفلاس وأستمرار أقراضها للمواطنين الغربيين وألغاء أو تأجيل بعض ديونهم ليحافظوا على مستوى معيشتهم المرتفع . وقيام الحكومات بضخ هذه الأموال في المصارف تم بالأقتراض لأن كل ميزانيات الدول الغربية تعاني عجزا مرتفعا يصل في بعضها ألى مستوى الدخل القومي . وإقتراض الحكومات يتم بطبع النقود والسندات وبيعها للمستتمرين ومعظمهم من العرب . وأخر مثل لمثل هذا الأستغلال الغربي تعرض شركة النفط البريطانية ب.ب. لحادث أنفجار النفط وتلويت خليج المكسيك وإضطرارها تحت ضغط الحكومة الأمريكية أل التكفل بدفع تعويضات أولية تزيد على 20 بليون دولارللمتضررين مما جعل الشركة معرضة للافلاس الذي سيتضرر منه ملايين المستتمرين فيها من الأفراد وصناديق التقاعد التي تستتمر فيها ومعظمهم من البريطانيين . وبدعم الحكومة البريطانية سارع مدراء شركة ب.ب. وشدوا الرحال إلى الدول العربية للأغاثة لأقناعهم بشراء أسهم جديدة وسندات لأنقاذ الشركة . والغريب أن خبراء الاستتمار العرب باركوا هذه الخطوة بحجة إستغلال إنخفاض اسهم وسندات شركة ب.ب.الى مستوى كبير , هكذا يتم التصرف في المال العربي . الأستتمار شئ مفيد والمستتمر يسعى إلى إستتمار أمواله إما رغبة في الحصول على دخل يعيش عليه من أرباحه أو جني أرباح تزيد من ثروته , وهذا النوع الاخير هو هدف الاستتمار العربي في الخارج لأن العرب الذين يستتمرون في الخارج ليسوا في حاجة إلى اموال للأنفاق فلديهم فوق ما يكفيهم . أي أنهم يستتمرون أرباح إستتماراتهم أيضا وهكذا تتراكم الثروات العربية في المصارف والشركات الاجنبية وفي السندات الحكومية التي لا أمل في رجوعها الى الوطن العربي بأي حال من الاحوال . وقد يقول قائل وما الغلط في ذلك فالدول والشركات الغربية تستتمر أموالا ضخمة في البلاد العربية ولماذا لا يستتمر العرب أيضا في الدول الغربية. هذا صحيح ولكن الفرق هو الهدف من الأستتمارفالأستتمارات الغربية في البلاد العربية تهدف ألى جني الأرباح الكبيرة المتوفرة في البلاد العربية وحصول الحكومات على أموال طائلة من الضرائب للانفاق الحكومي على رفاهية شعوبها , وتصدير إنتاج الشركات الغربية إلى البلاد العربية والأرباح الكبيرة التي تجنيها, وتوفير العمل للخبراء الغربيين الذين يرافقون مشتريات الأسلحة والاستتمارات الغربية وتنفيذ عقود الشركات الغربية في البلاد العربية . ويوجد في البلاد لعربية اليوم مئات الألوف من الخبراء الاجانب يكسبون مئات البلايين من الدولارات التي تعود بالكامل إلى بلادها وهي مبالغ تساوي أضعاف ما يتلقاه ملايين العمال العرب في الغرب الذي لا يرجع للبلاد العربية إلا قليله . هذا باختصار الفرق بين الاستتمار الغربي في العالم العربي الذي تعود أرباحه في شكل تصديربضاعة أو خبرة أوجني ضرائب ألى الدول الغربية وشعوبها وهي أضعاف قيمة إستتماراتها في البلاد العربية. والأستتمار العربي في الغرب الذي يتراكم ولا يعود منه او من أرباحه شئ ألى العالم العربي لأن العرب يستوردون ولا يصدرون الصناعة أو الخبرة ولا ينفذون مشاريعهم الأستتمارية في الغرب .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !