الطريق الجديد أو عندما تصبح صحيفة يسارية تقدمية حكرا بيد فرد واحد
منذ تحول صحيفة الطريق
الجديد التي يصدرها حزب حركة التجديد إلى أسبوعية في جانفي 2008 بعد أن كانت تصدر
بصورة شهرية، علق عدد غفير من المراقبين الكثير من الآمال على قدرة هذه الوسيلة
التي كانت إحدى منارات الإعلام خلال الحكم البورقيبي في مزيد كسر الشرخ الإعلامي التي تسيطر الحكومة
عليه بقبضة من حديد، وبتطعيم هيئة التحرير بأقلام كفئة سواء تلك الناشطة في حركة
التجديد أو من المستقلين حزبيا من اليساريين المستقلين، استبشر العديد منا خيرا في
هذا المولود الجديد- القديم.
غير أنه بمرور
الأسابيع والأشهر تبين لنا أن تلك الآمال لم تكن سوى أضغاث أحلام لما بدر من عدد
محدود من أعضاء هيئة التحرير وعلى رأسهم رئيس التحرير هشام سكيك من سلوكيات أثبتت
على الملأ تجذر العقلية الاقصائية والوصائية لدى من يدعي الدفاع عن حرية الرأي
والتعبير.
عديدة هي الممارسات
التي تثبت أن الادعاء بكون حركة التجديد قد اتخذت خطا سياسيا جديدا منذ اتمام
مؤتمرها الماضي المنعقد صيف 2008 تعيد بنا إلى نقطة الصفر.
أولاها: كثيرة هي المقالات
التي تم اقتراحها من طرف مناضلين ونشطاء قريبين فكريا من حركة التجديد إلى هيئة
تحرير الصحيفة ولكن يقوم رئيس التحرير بعدم نشرها سوى لا لكونه يشم منها رائحة
قريبة من مجموعة الأمين الأول السابق محمد حرمل.
ثانيها: إلغاء عدد من
الأركان القارة لكتاب تعودوا الكتابة سابقا في الطريق الجديد، نظرا لوكن هشام سكيك
في خلاف شخصي معها، وهو أثار حفيظة عدد من النشطاء من القريبين حتى من رئيس
التحرير.
ثالثها: افتقار هشام
سكيك للحس الإعلامي والحنكة الصحفية، ولم يتجاوز دوره سوى المراقبة الدقيقة
للمقالات المنشورة بما تتلاءم ورؤيته الخاصة الوحيدة للأشياء وهو ما دفع للاحتجاج
على مثل هذا السلوك في طور أول ثم الامتناع عن الكتابة أصلا في طور ثان بالرغم من
التدخلات التي قام بها عضو الحركة عادل الشاوش.
رابعها: كل من يعرف
هشام سكيك في السابق، يشهد لهذا الرجل القدرات الكبيرة التي يتمتع بها في حبك
الدسائس بين المناضلين في الحزب، ونسجه للمؤامرات التصفوية ضدهم، وهو ما يفسر في
جزء منه انسحاب المئات من أعضاء الحزب الشيوعي سابقا واختيارهم العمل المستقل.
خامسها: لا أحد يفهم
لماذا اختارت حركة التجديد وبالتحديد أمينها الأول أحمد إبراهيم شخصية غير كفئة
لهذه المهمة، ونرجو أن لا تكون عوامل الصداقة القديمة هي التي كانت خلف اتخاذه مثل
هذا القرار.
من موقعي كناشط سياسي
أنتمي للفكر العلماني التقدمي أدعو هياكل الحزب إلى اتخاذ قرار بتنحيته عن هذه
المهمة، وأعتبر نفسي معني بالدفاع عن الطريق الجديد لكي تكون منارة للاعلامي
التقدمي العقلاني الذي تحتاجه بلادنا، ولن أتوان عن تقد سلوكيات الانفرادية التي
تمارس من قبل أشخاص يجب عليهم أن يتقاعدوا سياسيا مثلما تقاعدوا مهنيا.
مناضل
علماني ناشط في حركة التجديد
التعليقات (0)