مواضيع اليوم

الأستاذ المقدس محمود الزهار

فلسطين أولاً

2010-05-13 14:33:56

0

   

لم أستطع أن أكمل (محاضرة) السيد محمود الزهار في مؤتمر بدائل في فندق (البيست إيسترن) برام الله.

حضرت جزءا منها ثم خرجت.

كان صعبا جدا علي أن أكمل.

الأستاذ المقدس محمود الزهار

زكريا محمد

لم أستطع أن أكمل (محاضرة) السيد محمود الزهار في مؤتمر بدائل في فندق (البيست إيسترن) برام الله.

حضرت جزءا منها ثم خرجت.

كان صعبا جدا علي أن أكمل.

وطوال اليومين الماضيين كنت أسائل نفسي أأكتب عن الأستاذ الزهار وما قاله.

قلت في داخلي: لقد حاولت دوما أن أنأى بنفسي عن انتقاد أناس وضعتهم أمريكا وإسرائيل تحت الحصار. ليس من الجميل، ولا من الشهامة، أن توجه سهام نقدك للمحاصرين مهما كنت مختلفا معهم، أو غاضبا عليهم.

لكنني لم استطع.

لم استطع ان أصمد في سكوتي على الجهالة التي تتعالم، وعلى انعدام المنطق، وعلى الثقة الفارغة بالنفس التي تدل على ان صاحبها منقطع عن العالم فعلا.



بدأنا الأستاذ الزهار بمحاولة للتأريخ لظهور منظمة التحرير، فقرر لنا أن منظمة التحرير قامت بقرار مصري أردني! هكذا مرة واحدة!

الأستاذ الزهار لا يعرف حتى ألف باء تاريخ المنظمة. هو لا يعرف أن الأردن بالذات كان ضد قيامها، ثم قبل بقيامها على مضض، وعلى أمل ان يكون له شيء ما فيها.

ثم أتحفنا الأستاذ الزهار بتقييماته الجميلة: العروبة اختراع أجنبي، وهي عميلة تقريبا. وطنية فتح علمانية غير مقبولة. الجبهة الشعبية وغيرها ماركسيون ملحدون، لا يؤمنون بالله. أكثر من ذلك، فتح منذ البدء مليئة بالجواسيس. ثم إن تمويلها مشبوه منذ البدء.

وبعد هذا الكلام، يقسم لنا بالله انه مع الوحدة الوطنية. وحدة وطنية من مع يا أستاذ الزهار؟ مع الملحدين؟ مع العلمانيين؟ أمع مع القوميين؟ ولماذا تصنع مغعهم وحدة إذا كانوا وسخا ووذحا؟



طيب، أستاذنا العزيز، عندما كانت فتح والشعبية تحاربان وتقاتلان، أي كان الإخوان المسلمين أصحابك في فلسطين والأردن؟ كانوا حلفاء للأنظمة المتحالفة مع أمريكا. ثم صارت مهمتهم توجيه الناس للجهاد في أفغانستان ضد حليف العرب، الاتحاد السوفيتي، الذي كان يوفر لهم الأسلحة لمواجهة إسرائيل. ففلسطين وقتها كانت نقطة صغيرة على الخارطة، كما قال بيان طلابي شهير لحماس، نقطة لا تساوي شيئا بالنسبة لأفغانستان.

كان من يتبعون السياسة التي أفرزتك مقاولين لإرسال الناس إلى أفغانستان. أما فلسطين فلم تكن تعني شيئا لهم. وقتها كان عرفات العلماني يحارب، وكان كذلك جورج حبش. أما انتم فكنتم تستمتعون بالجهاد في أفغانستان. كما كنتم مرتاحون للفسحة التي فتحا لكم رابين لمواجهة فتح والمنظمة. يعني انتم سنة ثانية وطنية نسبة لجورج حبش ونايف حواتمة وعرفات.



ثم تتحدث عن التمويل، تمويل فتح والمنظمة. نحن نعلم من مولها، وكيف ارتد هذا التمويل ضدنا. لكنكم أنتم أيضا مولتم من المصادر ذاتها قبل سنوات. ثم مولتم من قطر حيث قاعدة العيديد. ثم مولتم من إيران، التي تعتبرونها، أنتم لا نحن والحمد لله، شيعة رافضة منحرفة عن الدين!



ثم شيء واحد أيها الأستاذ الزهار النظيف جدا، والذي لم تلوثه لا الوطنية ولا العلمانية ولا القومية ولا الشيوعية ولا غيرها... شيء واحد أريد ان ارفعه بوجهك فقط: ألست أنت نفسك، بلحمك وعظمك، من أمر بعرض تخريج شباب الشرطة في غزة يوم 27-12-2009 حيث جاءت طائرات وباراك وسحقتهم؟ ألست أنت من  فعل ذلك، رغم أنك وتنظيمك كنت قد أعلنتم انتهاء وقف النار قبل ذلك بأيام؟ تعلن انتهاء وقف النار، ثم تعرض الشرطة الغلابا في الساحات كي يذبحوا؟!



وبعد أن سحقتهم الطائرات ماذا قلت أنت؟ لقد أعلنت ان المصريين خدعوك، وأخبروك أنه لن تكون هناك حرب؟!! هكذا والله!!

طيب، لقد خدعك المصريون، وذهب مائتا شاب فقبر بسبب ذلك. الم يكن الأجدر بك ان تستقيل على الأقل. لقد جعلتنا نخسر مائتي شاب بسبب حماقتك، وقد كان حقنا عليك ان تستقيل بسبب ذلك.

لكن كيف يستقيل الزهار، الواثق من كل ما يقوله، وكل ما يفعله، الواثق من ماضيه ومستقبله، الواثق من كلامه وفعله، المنزه، الموحي إليه؟

لا، لن يستقيل حتى لو أرسل ألفين من الفقراء إلى الموت بحماقته.

هذه الحادثة وحدها كان يفترض في بلد طبيعي أن تنهي حياتك السياسية يا سيدي. لكن مقدس، وأخطاؤك مثل أخطاء الأنبياء. أخطاؤك ليست أخطاء. أخطاؤك وحي موحى. من اجل هذا يجب أن لا نسألك عن حياة مائتي شاب فقير. من اجل هذا لا يسائلك أحد عن مائتي شاي أرسلتهم للموت. ومن اجل هذا يجب أن تكون فوق رؤوسنا، وحتى يجب أن تعود وزيرا للخارجية حتى كما كنت سابقا، وذلك كي لا يقيم أحد معنا صلات ولا علاقات.

لو أن الوضع طبيعي لكان يجب ان ترسل إلى المحكمة، على فعلتك يوم السابع والعشرين من كانون أول ذاك.

لكن بما أننا لسنا في وضع طبيعي، فعلى الأقل تواضع يا أخي، واذكر أنك مسؤول عن ضياع حياة العشرات.



كان الله في عون خالد مشعل.

كان الله في عونه عليك وعلى أمثالك.


لكن علي ان أنهي بأمرين اثنين:


الأول: ان الزهار تحدث عن إكرام الجواسيس في فتح والمنظمة، وهو الكرم الذي تحول إلى ثقافة منذ اتفاق أوسلو. وقد أعطانا نموذجا على ذلك الجاسوس عدنان ياسين الشهير، الذي اكتشف الزهار أنه كان على كادر وزارة الخارجية يوم تسلمه للوزارة، وأنه عولج على حساب المنظمة في فرنسا، بل وأنه ما زال حتى الآن يأخذ راتبه بالكامل!! أي والله العظيم!!

الثاني: أن الزهار عند فتح الآن هو المعتدل، بينما مشعل هو المتطرف. وهو يمدح على اعتداله، ويلعن مشعل لتطرفه. إذ يبدو أنهم في فتح يحبون هذا الطراز من الحمساويين، حقا!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !