الأستاذ المعلم الصرخي و البحث عن سُبل التقارب و التسامح و التعايش السلمي
تبحث الإنسانية دائماً عن المُصلح الصادق الحقيقي الذي يأخذ بيدها إلى بر الأمن و التعايش السلمي، و ينشر فيها مظاهر الحياة الحرة الكريمة، و يدفع عنها رياح الفتن التي لا تبقي ولا تذر سوى الخراب و الدمار و آهات الثكلى و أنين اليتامى وهم يعانون الأمرين من ويلات و معاناة قاسية، فالتاريخ حافل بمختلف تلك الأشكال التي طالت سائر ميادين الحياة فخلفت وراءها منظومة حياة متهالكة، و حروب طائفية مهلكة لا تفرق بين الشيخ الكبير و الطفل الصغير هدفها إراقة الدماء، هتك الأعراض، استباحة المحرمات، التلاعب بالموروث التاريخي، فمشروعها نشر الرعب و تزييف الحقائق، و تحريف مضمونها بالكامل حتى تنطلي اللعبة على الناس فتؤمن بما موجود أمامها، من هنا ستظهر بوادر الحاجة الملحة لوجود القائد المُصلح و الإنسان المُخلص و المتفاني في سبيل إنقاذ البشرية من براثن ما حلَّ بها من مآسي و ويلات، لكن وكما يُقال أن لكل شيء مقدمة، فحينما تُريد الإنسانية أن ترى نور العزة و الكرامة، و تنعم بخيرات الأرض و السماء، و تطمح بأن تصل إلى مراتب الكمال الأخلاقي و النفسي و العلمي و الفكري النقي الخالص لوجه السماء، و تقطف ثمار شقاءها خلال سني عملها الدؤوب في السعي الجاد، و السهر ليلاً، و العمل المتواصل نهاراً فهذا يقيناً لن و لن يتحقق هذا ما لم تكن قد تفاعلت حقيقةً و ليس ظاهراً فقط مع أواصر المحبة و أساسيات التسامح و مظاهر التعايش السلمي و تربي أبنائها على قيم التقارب و مبادئ التجاذب الأصيلة و تنبذ كل منغصات التناحر و التباغض و تترك مخلفاتها الفتاكة كالتعالي على الغير و التكبر على الفقراء و المساكين و الشعور بما يعانون منه و الوقوف إلى جانبهم في السراء و الضراء و مد يد العون و الرحمة لهم حتى بلوغ أدنى درجات الوحدة الصادقة كاقتسام رغيف الخبز معهم وهذا إن تحقق عندها ستكون الأمم على استعداد تام للعيش في الفيوضات السماوية و أنوار رحمتها الواسعة فيتحقق العدل و المساواة و الإنصاف، و ترى الناس ومن جميع الملل قد غدت تدخل في جنة ديننا الحنيف ومن أوسع الأبواب أفواجاً أفواجاً، وهذا ما شدد عليه المعلم الحسني في مشروعه الوسطي الاعتدالي و ضمن بحثه الموسوم مقارنة الأديان بين التقارب و التجاذب و الإلحاد فقال المحقق الأستاذ فيه : ( أنّ الكراهية والعنف والإرهاب يضرب في كل مكان ويقع على جميع الأجناس والأعراق البشرية، فالأمر خطير والمسؤولية عظيمة يتحملها علماء الأديان السماوية وأهل الاختصاص، فعليهم أن يدفعوا الاختلاف والتوفيق بين معاني الكتب السماوية التي ظاهرها الاختلاف، فعليهم العمل بإخلاص ومصداقية ومهنية وعقلانية للتقريب بين المعاني والأديان ... الخ ) .
https://www.facebook.com/2MediaCenter/photos/pcb.379316486266413/379314439599951/?type=3&theater
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)