الأستاذ المحقق موجهاً تساؤلاً إلى الجموع السائرة للزيارة عن فريضة الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر
ضياء الراضي
لا يختلف إثنان على أن الهدف الأسمى الذي خرج من أجله الإمام الحسين-عليه السلام- ليضحي بروحه الطاهرة من الحفاظ على كلمة الحق من أجل إصلاح المجتمع المسلم الذي يعيش بالخرافة وجهل الأمويين خرج لأجل أن يقف بوجه الحاكم الظالم وكل هذه الأمور هي تنخرط تحت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعطلت فعلى السائرين وهم يتوجهون بأعداد غفيرة أن يسلكوا هذا النهج وأن يرفضوا الظلم لا يعيشوا بخرافات الشيرازية وأكاذيبهم ودسائسهم التي حرفوا بها الدين الإسلامي وزرعوا الفرقة والطائفية فلذا سماحة المرجع المحقق يوجه هنا تساؤلاً خلال بيانه الموسوم (محطات في مسير كربلاء) حول هذه الفريضة العظيمة التي هي فيها إحياء النفوس والقلوب والمجتمعات وتخليصهم من الجهل والخرافة وأدناه كلام سماحته بهذا الخصوص:
المحطة الثانية:
ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات، هل تعلمناها على نهج الحسين (عليه السلام)؟ وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار(عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات….؟ قال العلي القدير جلت قدرته : بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}التوبة/ 16.
فها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الَّزَبد والضارّ ويتميّز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتّخذ بِطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين (عليهم الصلاة والسلام) فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب (جلّ وعلا) ونيل رضاه وجنته، وفي كربلاء ومن الحسين (عليه السلام) جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام (عليه السلام) في أصحابه وقال :((إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها………. ألاَ تَرَون أنّ الحقَّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه، ليرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا))
بيان رقم (69): (محطات في مسير كربلاء)
https://www.al-hasany.net/بيان-رقم-69-محطات-في-مسير-كربلاء/
التعليقات (0)