الأستاذ المحقق: الأمة المهزومة لا يطلبون التغيير ولكن يطلبون الإصلاح
بقلم: سليم الحمداني
من الأمور التي زرعوها في نفوس الأمة أئمة المارقة وسلاطينهم بتسلطهم وظلمهم وكيف ساروا بالناس نحو طريق الخيانة والخضوع والخنوع وبعد أن كان الإنسان المسلم إنسانًا سويًا لا يهادن لا يراوغ لا يتملق لا يتآمر وبسبب أن حكامهم ومن لبس جلباب الخلافة ونصب نفسه قائدًا ومربيًا إلا أنه لا يملك أي خلق أي إيمان أي صفة من صفات القائد بل نراه انتهازي خاضع ذليل يعمل من أجل إشباع غرائزه وتشاهد الأمة قائدها وخليفتها قد إنشغف بحب الخمر وثاني بحب النساء والرقص وجمع المغنين والجواري وآخر يعشق غلام ولا يريد أن يسمع من أحد أنه مات مع علمه أنه ميت حتى وصل به الأمر أن يقتل كل شخص يقول له غلامك مات في بلاء ابتليت به الأمة هذا كله بسبب أنها ابتعدت عن القائد الحقيقي عن الذي يعمل النهج الإسلامي الصحيح فابتليت الأمة بالأمراض والفقر والجوع والأوبئة وأصحاب يدعون لا يستجاب لهم ومع ذلك لم يخرجوا لم ينتفضوا لكرامتهم لم يسعوا لتغيير واقعهم بل يهبون إلى نفس الظالم نفس الخائن نفس المجرم ويطلبون منه الاصلاح فأي عقول وأي أمة هذه وأين وصلت به الأمور وهذا واقع أمة الإسلام مع حكمها المارقة في كل زمن ومنها ماحصل في الموصل في زمن حكم الزنكية في زمن السلطان والحاكم سيف الدين غازي الزنكي وهذا ما بينه وأشار إليه سماحة المحقق الأستاذ الصرخي الحسني خلال المحاضرة الرابعة والعشرون من بحثه الموسوم ((وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)) بقوله:
(.....(ذِكْرُ وَفَاةِ سَيْفِ الدِّينِ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ وَوِلَايَةِ أَخِيهِ عِزِّ الدِّينِ بَعْدَهُ:
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، ثَالِثَ صَفَرٍ، تُوُفِّيَ سَيْفُ الدِّينِ غَازِي بْنُ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ، وَكَانَ مَرَضُهُ السُّلَّ، وَطَالَ بِهِ ثُمَّ أَدْرَكَهُ فِي آخِرِهِ سِرْسَامٌ، وَمَاتَ.
وَمِنْ عَجِيبِ مَا يُحْكَى أَنَّ النَّاسَ خَرَجُوا سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ يَسْتَسْقُونَ لِانْقِطَاعِ الْغَيْثِ وَشِدَّةِ الْغَلَاءِ، وَخَرَجَ سَيْفُ الدِّينِ فِي مَوْكِبِهِ، فَثَارَ بِهِ النَّاسُ وَقَصَدُوهُ بِالِاسْتِغَاثَةِ، (( خرجت الناس بتظاهرات، باعتصامات، باحتجاجات، ولم يطلبوا منه أموال لأنّه لا يملك الأموال، فالناس تيقنوا سبب البلاء من الله، فأرادوا إزالة السبب، التفتوا ربما الكثير منكم سيستغرب من طلب الناس، فماذا طلبوا؟ قال ابن الاثير " فَثَارَ بِهِ النَّاسُ وَقَصَدُوهُ بِالِاسْتِغَاثَةِ" هذا كما يحصل الآن ونشهده في بلادنا وفي باقي البلدان؛ أنّ الناس وصلوا إلى مستوى من الضعف وليس عندهم طموح إلّا أن يُرفع الحيف والظلم والمرض والفقر عنهم، فماذا يفعلون؟ يذهبون إلى نفس الشخص ويقولون له تصرّف بإنصاف معنا، خذ وأسرق ما تريد ولكن اترك لنا الفتات والحد الأدنى من الطعام والدواء حتّى نعيش كباقي الناس، إذن لا يُطلب التغيير ولكن يُطلب الإصلاح، وأيضُا هؤلاء لا يطلبون التغيير وإنّما يطلبون الإصلاح، فلاحظ: هذه هي السنّة فينزل البلاء ويسود في البر والبحر ما هو السبب؟ بما كسبت أيدي الناس فاذا لم نلتفت إلى هذا لا يوجد فرج)) ......) انتهى كلام المحقق الأستاذ
ما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه تلك الجموع بهذه فإنها على نفس المنوال لا يوجد لديها إرادة لا تملك قرارًا بل تركت أمرها إلى الألم وبدل أن تطالبه بالتغيير تسلم له وتطلب منه الفتات الفتات تريد منه إصلاح أمره.
المحاضرة الرابعة والعشرون من بحث ((بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري)) محاضرات تحليليه في العقائد والتاريخ الاسلامي لسماحة المرجع الصرخي الحسني
التعليقات (0)