الأستاذ الصرخي يبين الفتنة السفيانية الكبرى المُضلة وتشخيصها والنجاة منها.
بقلم: محمد جابر
السفياني من العلامات البارزة في حركة ظهور المهدي عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد نصَّت الأحاديث الشريفة على أنَّ خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : « إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني. »، البحار : ٥٣/١٨٢.
فهو من أخطر وأعظم الفتن التي حذَّر منها النبي وأهل بيت العصمة والتي ستُبتلى به الأمة الإسلامية، ففي المستدرك عن الحاكم النيسابوري قال عبد الله بن مسعود قال لنا رسول الله: « احذركم سبع فتن تكون بعدي فتنة تقبل من المدينة وفتنة بمكة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن الشام وهي فتنة السفياني».
وستكون له من الواجهة والقوة والسطوة والهيمنة والسيطرة ما تُمكنه من السيطرة على كور الشم الخمس ( سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان) ومن ثم العراق الذي سيكون هدف سباق وتنافس بينه وبين والخراساني كما دلَّت الروايات،
ولسنا هنا بصدد الحديث عن تفاصيل هذه الفتنة والمصاديق التي ينطبق عليها عنوان السفياني سواء كان شخص، أو حركة، أو منهج، أو غيرها، وانما نريد أن نبين باختصار الموقف الشرعي العلمي الأخلاقي الذي ينبغي أنْ يتخذه الانسان تجاه هذه الفتنة المُهلكة، وما هو طريق النجاة والخلاص منها، في ظل زمن يسود فيه الجهل والظلام والضلال والتضليل والشبهات والانحراف والفساد والمكر والخداع المدعوم ماديًّا ومعنوياَّ واعلاميَّا وانخراط الناس معه الا الأندر الأندر ممن رحم الله.
السيد الأستاذ في كتابه الموسوم (السفياني) قد تناول هذه العلامة بصورة مفصلة بحثًا وتدقيقًا وتحليلًا ومحاكاةً وربطًا بين الراويات والأحداث، طارحا في الوقت ذاته المصاديق والتطبيقات المُحتملة لانطباق عنوا السفياني عليها، وبيان موقف المُكلَّف من هذه الفتنة العظمية، حيث قال بهذا الخصوص:
« بعد أن ثبت عندنا إمكانية تعدد التطبيقات والمصاديق للسفياني بلحاظ ألاشخاص وبلحاظ البلدان وبلحاظ ألازمان وبلحاظ نسب السفياني وبلحاظ المنهج والسلوك، وبعد دخول القانون الإلهي في البداء وقانون الإذاعة والتأجيل وقلم المحو والإثبات ، وقانون التعجيل وانعقاد الأمر في ليلة . وبعد...وبعد......فلابد أن نربّي أنفسنا ونؤدبها ونهيء قلوبنا وعقولنا في كل ساعة وفي كل آن لاستقبال هذا الأمر الخطير والفتنة السفيانية الكبرى المضلة ومعركته وتشخيصه وعدم الوقع فيه بل رفضه والابتعاد عنه والوقوف ضده والالتحاق بمعسكر الحق والعدل والصلاح الالهي القدسي.»، انتهى المقتبس من كلام السيد الأستاذ.
فكان هذا الموقف الذي شخصَّه السيد الأستاذ تجاه فتنة السفياني هو تُرجمان لما ورد عن النبي وأهل بيت النبوة ومنها: عن ابي عبد الله عليه السلام: « السفياني لا بد منه ولا يخرج الا في رجب، فقال له رجل يا أبا عبد الله اذا خرج فما حالنا قال عليه السلام اذا كان ذلك فالينا».
وبالتاكيد أنَّ قوله عليه السلام: (اذا كان ذلك فالينا) يعني الرجوع الرسالي الى منهجهم الأصيل بالقول والعمل، منهج الفكر والاعتدال والوسطية والأخلاق والإنسانية والسلام، ومعرفة هذا المنهج يتم من خلال المرجع الأعلم الجامع للشرائط الذي أمرنا الشارع المقدس بالرجوع اليه في عصر الغيبة الكبرى كما نصَّت الروايات، باعتباره الأقدر والأعرف في تشخيص وبيان الأحكام الشرعية وتحديد الوظيفية العملية تجاه الوقائع والأحداث والفتن.
التعليقات (0)