مواضيع اليوم

الأساليب الملتوية لأفعى الغش التجاري

رؤى صبري

2010-09-01 17:57:32

0

الأساليب الملتوية لأفعى الغش التجاري

الغش التجاري ظاهرة عالمية ليست مقتصرة على مجتمع معين أو دولة بعينها ، وكما وجد عبر التاريخ فهو الآن موجود في كافة أنحاء العالم ويكفي أن نعرف أن خسائره التي ضربت التجارة العالمية قد تجاوزت مبلغ تريليوني دولار ، بينما هو في العالم العربي 88 مليار دولار وفي منطقة الخليج 18 مليار دولار وفي المملكة العربية السعودية يصل إلى 11 مليار دولار، ولمعرفة كيف جاءت هذه الأرقام نستطيع القول أن أساليب الغش التجاري قد تنوعت بتنوع البضاعة وتقدم التكنولوجيا فلم يعد التفنن فقط في تقديم مختلف السلع بمختلف الأشكال بل أصبح الفن كله يتمركز على الاحتيال في بيع تلك السلع بغض النظر عن مدى جودتها ومطابقتها للمواصفات والمقاييس ,خصوصا أن استخدام التقنية الحديثة سهل العملية على البائع وصعبها على المستهلك.
فمع وجود المراكز الكبيرة حيث يتسوق معظم المستهلكين يوجد كم كبير من البضائع حيث يصعب على المستهلك أن ينتبه إلى قيمة كل سلعة وان السعر المدون على القطعة يمثل القيمة الحقيقية التي تحسب عليه عند شرائها بدون زيادة,وقد يكون أيضا من مسببات الحرج لبعض الناس إذا طلب إعادة التأكد من السعر,ثم عند العودة للمنزل قد لايشك أو قد لا يخطر بباله أنه قد دفع أكثر مما يجب لثقته التامة في دقة ماكينة الكاشير.
وتتلون أساليب الاحتيال وتتشكل في عدة أسماء وصور خاصة بما يعرف بالعروض الخاصة فهي طريقة تخفيض وهمية لخداع المستهلك وإشعاره بأنه قد وجد صفقة رابحة بينما يربح المتجر أضعاف السعر هذا إذا لم تكن السلعة مسعرة بسعرها الأساسي دون وجود أي تخفيض حقيقي.
وكما هي جعبة الحاوي مليئة دوما هي أيضا أساليب معظم التجار في الاحتيال لا تخلو ولا تنتهي ,فالتخفيضات هي طريقة أخرى لجذب المشتري وخب لبه ، ففي وجود التخفيض ينزل السعر إلى أكثر من النصف مما يدعو إلى التساؤل, فما دام التاجر يربح دوما لماذا لا تباع السلعة بهذا السعر من الأساس؟
بالطبع من المعروف في أبجديات البيع والشراء أن التاجر يهدف إلى الربح دوما ، وأستطيع أن أتفهم الربح لضعف الثمن لكني لا أستطيع أن أبرر الربح لأربعة أضعاف الثمن واستنزاف المستهلك خاصة في المواد والاحتياجات الأساسية التي لاغنى عنها ,وللأسف تساهم الشركات الكبيرة في مثل هذا الاستنزاف وإحدى وسائلها الإعلانات الكاذبة عن وجود مبالغ مالية ضخمة أو ألماس في داخل السلع,مما يدعو المستهلك إلى شراء هذه السلع دون غيرها على أمل وجود الكنز الموعود,وهذا غش بكل الأشكال والصور فقد لا يوجد شي ممل يعلنون عنه أو قد يوجد في عبوة واحدة من بين ملاين العبوات,وقد تكون دعاية كاذبة لا أساس لها ، وإنما الهدف الحقيقي منها هو رفع نسبة المبيعات

أيضا هناك لعبة أخرى من ألعاب الغش والخداع وهي الاعتماد على الفضول البشري في السؤال والجواب,اشترى العبوة التالية لتعرف إجابة السؤال على العبوة التي تحملها وبالطبع قد لا يجد المستهلك إجابة سؤاله المنتظر فيشترى عبوة أخرى وأخرى إلى أن يمل المستهلك تلك اللعبة ويكون أصحاب الغش التجاري قد وجودوا ألف لعبة أخرى.

والمأزق الحقيقي أن المستهلك لايستطيع الا ستغناء عن تلك السلع فيجد نفسه يخدع وبكل سذاجة بل و
يعود لطلب المزيد,أما في رفع الأسعار فالكل يتنافس وبقوة على فريسة واحدة لاحول لها ولا قوة .

وهنا لايكون للمستهلك سوى قلة الحيلة والشكوى لله و في نفس الوقت أتساءل إلى أين سوف تصل أساليب الغش التجاري ؟ وإلى متى سوف نجعلها تتنصر علينا.؟!!

كاتبة سعودية
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !