مواضيع اليوم

الأساليب الحديثة في تربية الأولاد

فادي سميسم

2010-04-07 08:52:07

0

          اتصلت بي مشرقة القسم الابتدائي في المدرسة التي يدرس فيها أولادي، و بدأت تتكلم بشكل منفعل وغاضب قائلة: إن ولدك عبادة في الصف الأول أتعبنا كثيرا لدرجة أننا لم نعد نصبر عليه، فهو كثير الحركة، وأحيانا يؤذي زملاءه في الصف، وأنا أخبرك حتى تتعاون معنا في إيجاد الحل، لكن دون عنف أو ضرب حاول أن تحرمه من متابعة برامج الأطفال، أو هدده بالحرمان من اللعب بالدراجة في عطلة نهاية الأسبوع، استمعت إليها قائلا: طبعا، سأحاول معه فهناك الكثير من الطرق لإصلاح سلوكه، وعدتها خيرا، ثم وضعت الهاتف على الطاولة، وبدأت أردد: احرمه من لعبة يحبها، أو احرمه من برامج الأطفال....حتى كررت كل الأساليب المقترحة في عقوبة الولد كثير الحركة، دون استخدام القنابل المسيلة للدموع أو كرسي الاعتراف. ثم بدأت الذاكرة باستيراد الأساليب التربوية التي كنا نعالَج بها في المدرسة، ففي المرحلة الابتدائية كانت العقوبات تتدرج من الوقوف إلى جانب السبورة على قدم واحدة مع رفع اليدين عاليا، ويا ويله من ينزل إحدى يديه، إلى نسخ الواجب عشرين مرة، وغالبا ما كنا نشاهد الفلقة التي كانت أسلوبا تربويا معتمدا في مؤسساتنا التربوية.أما في المرحلة الإعدادية والثانوية فتتوسع دائرة المعارف و الأساليب المنهجية والخطط الذكية لردع الطلاب المشاكسين، فذات يوم جاء أخي وهو في الصف التاسع يحمل عيِّنة من شعر رأسه كان أستاذ اللغة الإنكليزية قد أخذها بسبب عدم حفظه للكلمات المقررة، وعندما ذهبت إلى المدرسة مستفسرا، قال الأستاذ: إنه طالب مجتهد ولولا محبتي له لما عاقبته!! ربما يدخل هذا تحت قول: ومن الحب ما نتف، وجاء الأشراف وتدخلوا في الأمر وأكدوا أن المدرس لم يكن قصده النتف بل الشد والشد فقط؛ ولكنه لم يستطع التحكم بقوة الشدة، فشددت رحلي وعدت إلى البيت راضيا بما سمعت.وهاأنذا أقف حائرا قبل أن تأتي عطلة نهاية الأسبوع، فهل سأستعمل ما ورثته من أساليب تربوية، أم سأحرم ولدي من اللعب في الحديقة على دراجته، وأكون بذلك خائنا لمؤسسات التربية التي تربيت في أحضانها؟وهل وصل الأمر بأن يتعلق أبناؤنا باللعب لدرجة أنهم ربما نفذوا كل ما نطلبه منهم خوفا من حرمانهم من اللعبة التي يحبونها؟ سأجرب معه بعد نهاية الأسبوع منتظرا اتصالا آخر من المشرفة تقول فيه: لقد أصبح ولدك هادئا كما كان، فاسمح له بمشاهدة قناة الجزيرة للأطفال.نسيت أن أقول لكم: إن ابني هذا، جاءني بشهادة الفصل الأول ولم تنقصه درجة واحدة في أي من المواد، وقد أقمت له حفلة خاصة بهذه المناسبة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات