مواضيع اليوم

الأزهر متى يعود

Riyad .

2014-07-12 00:09:43

0

الأزهر متى يعود

  مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة فكرية ثقافية دينية لها ثقلها الديني والفكري والثقافي بالوطن العربي والعالم الإسلامي , ثقلٌ مرتبط بالتاريخ وبالدور الذي مارسته مؤسسة الأزهر على مر العصور فكانت على خط التساؤلات المجتمعية سواءً داخل مصر أوخارجها متخذة من التجديد والتحديث والمراجعة مبداً لم يتغير بتغير الظروف ولم توقفه الصراعات الفكرية والسياسية المختلقة , وتلك ميزة تٌضاف لتاريخ المؤسسة التي تخطت مؤسسات كثيرة بالعالم العربي والإسلامي , ميزة جعلتها محل إنتقاد في كثير من الأحيان فبعض المدارس الفقهية لا يعجبها التجديد والمراجعة لأسباب فكرية بحته معتمدة على النقل الشامل في كل صغيرة وكبيرة غافلة عن المتغيرات العصرية التي لا مفر من مواكبتها , تقوم مؤسسة الأزهر بمواكبة المتغيرات مواكبة لم تخل بالمباديء والأسس وتلك ميزة تٌضاف لها وتجعلها محل إحترام المثقفين والمفكرين الطامحين لشمولية المواكبة الغير مخلة والطامحين أيضاً لأن تحذو كل المؤسسات ذات الصبغة والصفة الدينية بالوطن العربي حذو الأزهر لتواكب المتغيرات فتعيد صياغة الخطاب الديني وتراجع ما أنتجته من أطروحات وأراء في الحقب الزمانية الماضية ! في هذا الوقت تحديداً يتعرض الأزهر للكثير من الإنتقادات بسبب غيابه عن حالة الإحتقان الطائفي والمذهبي بين طوائف المسلمين من جانب والطوائف الدينية الأخرى من جانب أخر , إنتقاد وعتب يطلقه من يؤمن بضرورة التعايش والتعددية ويدرك حجم الخطر المحدق بالأمة العربية والإسلامية المتعددة في كل شيء ذلك الخطر يتمثل في بروز حالة صراع إسلامي إسلامي بين قوى التسنن السياسي والتشيع السياسي "حركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي " فتلك القوى كانت السبب الرئيسي في إزدياد حالة الإحتقان لأسباب سياسية في المقام الأول ولو كانت لأسباب فكرية كما يعتقد البعض لكانت حالة الإحتقان خفيفة لا يشعر بها عامة المجتمع , تحول الإختلاف الفكري الخفيف لمادة صراع سياسي أنتج حالة إحتقان متزايدة فكل طائفة تتصيد أخطاء الأخرى وتشوه الحقائق والأسباب سياسية فمن يؤجهها هم عمالقة الفكر الحزبي الحركي المؤمنين بأدلجة حياة الناس رافعين شعارات رنانة وكأن الإسلام ملك لؤلئك العمالقة ليسقطوه على الخطب الرنانة لأهداف سياسية بحته وتلك حقيقة يدركها الأزهر ويدركها العقلاء الذين يحذرون مراراً من إستغلال الدين والمذاهب والطوائف في الصراعات السياسية ويحذرون من إستغلال المقدسات والمسلمات لإهداف سياسية بحته وتلك كارثة تتزايد بإستمرار ولعوامل عدة لعل أهمها عامل الجهل وغياب دور العلماء الثقات وغياب مؤسسات دينية كالأزهر عن الساحة وغياب دولة المواطنة المدنية الحاضنة للجميع والصائنة للمقدسات والمسلمات عوامل بحاجة لمن يفكك رموزها المعقدة ويعيد ترتيبها لتشكل عقداً منسجماً مع التطلعات المجتمعية الإنسانية .. لا يمكن لحالة الصراع الإسلامي الإسلامي المختلقة من المتطرفين والمتشددين أن تخفت وتنطفي نارها بالصدور قبل الأوطان في ظل غياب مؤسسة الأزهر عن تلك الحالة , فدورها التاريخي ووسطيتها المعهودة وعلمائها الأفاضل عوامل تحتم عليها كمؤسسة تاريخية حضارية الإنخراط في ذلك الصراع لتخفف من حدته وتوقف صلفه وتبعد الشرورعن الطوائف والمجتمعات التي تدفع ثمن الطموحات السياسية والأدلجة الفكرية من تعايشها ومسلماتها وإيمانها ومن إستقرار أوطانها , فشكل الإنخراط المطلوب والمنتظر فكري صرف ورش عمل ومراجعات ودعوات مصالحة وفتح لنوافذ الأفكار وتبني لخطاب الإعتدال المعهود عن مؤسسة الأزهر وتبني أفكار المواطنة والمشاركة لا المغالبة والتكفير والتطرف والتشدد والهدف تحقيق نظرية التعايش والتعددية المفقودة منذ زمن طويل , وبيان أن المواطنة حق والأدلجة والتطرف والتشدد عوامل تقتل الحقوق وتشرعن الإستبداد والدموية , قامت مؤسسة الأزهر بدور ريادي جنب مصر مزالق التطرف والتشدد والدموية بين أبناء بلد واحد فجمعت المصريين ببيت العائلة المصرية الذي ضم كل الطوائف الدينية والأفكار المدنية ومثلما أستطاعت بمصر قلب العروبة النابض ومختبر الأمة الأقليمي فهي قادرة "مؤسسة الأزهر " على تحقيق أحلام المجتمعات المتعطشة للتعددية والتعايش والوسطية وقبول الأخر فتجمع الطوائف والمذاهب والجماعات والحركات تحت سقف واحد مثلما جمعتهم بمصر , إجتماع يكون هدفه تحييد الدين والمذاهب عن الصراعات والطموحات السياسية التي هي سبب كوارث المجتمعات في العالم الثالث , ويكون الهدف أيضاً إيجاد مخارج لتلك الصراعات وتبني وثيقة شرف تعزز الوسطية وترفض التشدد والتطرف أياً كان مصدرة وتكون داعية وداعمة للمجتمعات المدنية المعتدلة الوسطية التي على ضوئها يتم التحديث والمراجعة والتنقيب في كتب وإنتاجات فكرية يتبناها المتشددون والمتطرفون " من مختلف الطوائف والمذاهب " في الخطاب والتطبيق ويكون الهدف أيضاً وضع المجهر العلمي على مختلف الأفكار والأطروحات ليتبين للجميع الغث من السمين وتعود المجتمعات لإنسانيتها المفقودة بفعل التطرف والتشدد وأدلجة الحياة الإنسانية . للأزهر دور ريادي منذ زمن ومن الحق التاريخي والفكري إستعادة ذلك الدور المختطف من قبل عبثيين لا يدركون الحقائق والمسلمات عبثيون أفراداً ومؤسسات وجماعات وحركات وقد حان الوقت لأن يعود الأزهر مؤسسة تعمل من أجل العالمين العربي والإسلامي فمواقفها التاريخية بمصر وبخارج مصر وتاريخها العريق كمؤسسة فكرية دينية ثقافية وسطية يجعل منها محل متابعة ومحطة آمل ينتظرها العقلاء وأهل الوسطية من كافة الملل والنحل فمتى يعود الأزهر ليمارس دورة العلمي والحضاري فالمجتمعات منتظرة العودة بفارغ الصبر ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات