الأزهر أيقونة الإعتدال
يُحسب لمؤسسة الأزهر الريادة في نشر الوعي والفكر الإسلامي المُعتدل ويُحسب له محاولة تجديد الفقة الإسلامي السُني عبر إعادة دوران عجلة البحث الفقهي المتوقفه منذ القرن الرابع الهجري ، تلك المحاولة وذلك الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف لم يرق للبعض ممن أدمن الإقصاء وتشويه الرأي المُعتدل فأخذ يشوه ادوار الأزهر ويضربها من تحت الحزام مُعتقداً أنه سينال من تلك المؤسسة العريقة بمعاولِ بائسة فاسدة ، لو تتبعنا تاريخ الأزهر لوجدناه يقف مع الأمة في قضاياها المعاصرة ونوازلها الطارئة ولوجدنا من تلقى تعليمه بذلك الصرح الديني العملاق يشتغل على العقل أكثر من إشتغاله بالنقل وإعادة تدوير المنقولات والآراء القديمة تاريخاً ومُناسبة ، لا يمكن للأمة أن تتخلص من تراكمات التاريخ وثأراته الدموية ومشكلاتها الفكرية المعقدة وتشدد وتطرف العقل والنفس ومؤسسة الأزهر تُقصى من محيطها العربي بطريقةِ فجه لا مُبرر لها ، إقصاء تلك المؤسسة العريقة إقصاء للعقل وللمنطق وشرعنه مُبطنه للتطرف والتشدد وتقديم النقل على العقل وإتاحة الفرصة لمن يحمل أجندات لتصدر المشهد بكل اريحيه ، قضايا كثيرة حسمها الأزهر كقضية تمركز قوات أجنبية بالسعودية ابان حرب الخليج الثانية وكقضايا الإرهاب والعنف الدموي التي عصفت بالوطن العربي في القرن السابق والتي ما تزال تعصف به بسبب السياسة والهمجية الدينية التي يعتنقها البعض تقرباً إلى الله كما يعتقد ، الأزهر الشريف جامعة للعلوم الشرعية يمثل الوسطية الإسلامية التي نحن في أمس الحاجة لإعادتها وبعثها من تحت ركام التشدد والتطرف الذي لم يعد ظاهرة فحسب بل طبيعة بشرية في بعض المجتمعات ، لو تخلت المؤسسات الدينية بالوطن العربي عن شذوذها الرافض لكل رأي يأتي من خارج محيطها وتواصلت مع الأزهر وشيوخه وفتحت نوافذ اتصال مع تلك المؤسسة وأوفدت علماء وفقهاء لذلك الصرح للدراسة والبحث والمناقشة لكان في تلك الخطوة خيرُ للدين والدُنيا فالحوار والتواصل المعرفي علاجُ لأمراض العقل وكوارث النقل التي ادخلت المجتمعات في دوامةِ لا نهاية لها فبدون مؤسسة الأزهر تبقى جميع محاولات التصحيح و التوضيح الفردية والجماعية محاولاتِ بائسة وإن حُشد لها أهل الأرضُ والسماء.
@Riyadzahriny
التعليقات (0)