الأزمة العراقية - السعودية القطرية تحت المجهر الكويتي

بغداد/بلادي اليوم

رحب عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية النائب عماد يوخنا، بالوساطة الكويتية لترطيب العلاقة بين العراق ودولة قطر والمملكة العربية السعودية. وقال يوخنا في تصريح صحفي امس الاثنين: كانت لدى العراق علاقات جيدة مع الدول العربية وبالأخص المجاورة، لكن غزو النظام السابق للكويت أدى لقطع العلاقة مع هذه الدول، مبيناً إن إزالة هذا القطع في حاجة لتدخل دول عربية لأجل عودة العلاقة كما كانت في السابق.وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية: نرحب بالوساطة الكويتية، وعلى الرغم من عدم امتلاكنا (لجنة العلاقات النيابية) معلومات عنها، معتبراً الوساطة بأنها جاءت من حرص رئيس الوزراء نوري المالكي، لاجل ترطيب العلاقة مع الدول العربية ومنها قطر والسعودية، بخاصة بعد ترؤس العراق للجامعة العربية. وكشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي برغبته في أن تؤدي الكويت دوراً لتسوية الخلافات بين بغداد من جهة والسعودية وقطر من جهة ثانية. في حين قال النائب عن التحالف الوطني سامي العسكري: إن بعض دول الخليج مازالت تساهم بتأزم الوضع السياسي في العراق، داعياً الكتل السياسية الى عدم العمل بالأجندات الخارجية. وأضاف العسكري في تصريح صحفي امس الاثنين: أن السعودية وقطر تدفعان باتجاه الإطاحة بالحكومة العراقية، خوفاً من مواصلة نجاحها، وأن يكون العراق البلد الأول في الشرق الأوسط. واشار الى أن تحركات العراق ونجاحه في القمة العربية واستضافته للمرحلة الثانية من جولة الحوار بشأن البرنامج النووي الإيراني ومع الاتحاد الاوربي (1+5) في ايار المقبل، أوصل رسالة واضحة لدول الخليج وبالأخص السعودية وقطر، بأنهما سيكونان خارج دائرة الأضواء في الشرط الأوسط وسيتصدر العراق المشهد. وذكر العسكري أن السعودية وقطر تدفعان باتجاه تحشيد الرأي العام والكتل السياسية المقاربة لأفكارها وتوجهاتها، نحو إسقاط أو سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، داعياً الكتل السياسية التي لم يسمها الى عدم العمل بالأجندات الخارجية.

الى ذلك شكك النائب عن التحالف الوطني علي شبر، باستجابة دولة قطر والمملكة العربية السعودية لوساطة دولة الكويت التي تتضمن حل مشاكل الدولتين مع العراق.وقال شبر في تصريح صحفي امس الاثنين: نحن مع حل الأزمات وتفكيكها خاصة التي تتعلق بدول الجوار والمنطقة العربية، ونرغب ان تكون لدينا علاقات جيدة مع الدول، مرحباً بالوساطة التي قد تلعبها دولة الكويت لحل الخلافات بين العراق والسعودية وقطر. وأضاف النائب عن الوطني: لدينا شكوك حول استجابة الدولتين للوساطة الكويتية، لأنهما لا تؤمنان بالعملية السياسية في العراق ولديهما نظرة طائفية اتجاه البلاد والمنطقة، موضحاً: إن قطر لديها مواقف متشنجة ضد العراق سابقاً وحالياً، اما السعودية فانها ترعى أفكارا تعمل على القتل وتكفير الآخرين.

وكانت الامانة العامة لمجلس الوزراء قد اعلنت عن السماح للكويتيين المالكين للعقارات في العراق التصرف بعقاراتهم الى الجهات المعنية للتنفيذ. وذكر بيان للامانة امس ان "مجلس الوزراء صادق على المحضر المحرر بشأن إجتماع اللجنة المشكلة بموجب الأمر الديواني رقم [26] لسنة 2011 المتضمن السماح للكويتيين المالكين للعقارات في جمهورية العراق التصرف بعقاراتهم ما لم يوجد مانع قضائي". وأضاف: ان القرار تضمن شرط مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل من الجانب الكويتي بخصوص حقوق العراقيين، مشيراً إلى أن تبادل الإلتزامات والموافقة عليها يتم عبر القنوات الدبلوماسية ومن تلقي الطلبات الفردية وتوثيقها من قبل الجهات المعنية في الدولتين. وأشار البيان الى ان محضر الإجتماع أشار إلى أن الجانب الكويتي بيّن عدم وجود قرارات إدارية بشأن منع التصرف أو المصادرة تتعلق بأملاك عقارية لمواطنين عراقيين بدولة الكويت، كما تعهد برفعها إن وجدت على أن تستثنى من ذلك الأحكام القضائية.

وتشهد العلاقات بين العراق وكل من قطر والسعودية فتورا كبيرا في الاونة الاخيرة سيما بعد استقبال الدوحة والرياض للملاحق قضائيا طارق الهاشمي، فضلا عن ان تمثيلهما في القمة العربية التي عقدت في بغداد اواخر الشهر الماضي كان ضعيفا في محاولة من الدولتين لافشال تلك القمة وعدم السماح للعراق بالعودة الى محيطه العربي وقيادة العمل العربي لعام كامل. إذ اكد رئيس الوزراء القطري حينها ان ضعف التمثيل الدبلوماسي لقطر هو رسالة موجهة الى حكومة المالكي بسبب تهميشها لمكونات اخرى من مكونات الشعب العراقي حسب تعبيره, يذكر ان السعودية قد اعلنت في وقت سابق عن تسمية سفير لها في بغداد بشكل غير مقيم في بغداد وهو الامر الذي لاقى ترحيبا كبيرا من قبل بغداد حيث عدت الحكومة هذه الخطوة بالايجابية نحو تمتين العلاقات العراقية السعودية.