مواضيع اليوم

الأرهاب لادين له

زين الدين الكعبي

2010-11-02 03:34:12

0

 

 

أحدا لايستطيع أن ينكر مدى السوء الذي وصلت أليه حالة الأقليات في العراق بعد الأحتلال . وهذا السوء لم يكن وليد الأرهاب الوهابي التكفيري فقط . فالقاعدة وتفرعاتها لم تترك عراقيا من أي عرق أو دين أو طائفة ألا وأذاقتها مرارة الأرهاب الوحشي اللذي تندى له جبين الأنسانية .

وأنما هذا السوء هو نتيجة طبيعية لغياب سلطة الدولة بعد أن فكك الأحتلال هيكلها ، ليعيد تركيبها بصيغة التداخل بين الأجهزة الأمنية والميليشيات المسلحة . وهذه الميليشيات هي ما لاتملكه الأقليات في العراق ، نتيجة عدم أمتلاكها للقوة البشرية واللوجستية اللازمة لتشكيل مثل هكذا ميليشيات . الأمر اللذي جعل من الأقليات صيدا سهلا لأي طامع من أي نوع . وما تهجير العائلات المسيحية  بقوة سلاح البيشمركة الكردية " واللتي تعبر بوضوح عن التداخل اللذي تكلمنا عنه أعلاه " من قراها في شمال العراق ، لتغيير ديموغرافية المناطق اللتي يقطنها المسيحيون لصالح العنصر الكردي ألا مثالا صارخا لتنوع الأستهداف اللذي يطال الأقليات في الشمال والجنوب والوسط .  

لم يجزم أحدا من المسؤولين الأمنيين أو من قوة الأحتلال الى الآن ، فيما أذا كانت الخلية الأرهابية اللتي روعت العراقيين جميعا قبل أن تروع أخوتنا في الأنسانية والوطن من المسيحيين تستهدف المصلين في كنيسة " سيدة النجاة " ، أم كانت تستهدف سرقة سوق الأوراق المالية الملاصق للكنيسة ، ومن ثم حاولت الأفلات من قوات الأمن بالدخول الى الكنيسة لأخذ الرهائن .

ألا أنه وبغض النظر . تبقى هذه المذبحة الجبانة مدانة من جميع العراقيين سواء أكان الأستهداف للكنيسة أو للبورصة .

لذا فأن أصرار البعض ، سواء من الداخل أو من الخارج ،على تجيير المصيبة وتصويرها على أنها حقد اسلامي عام على غير المسلمين لهو أمر مرفوض تماما لا يمكن أن يصدقه عاقل .

فأخوتنا من المسيحيين والصابئة والازدية وغيرهم من الأقليات عاشوا بين ضهرانينا منذ الف وأربعمئة سنة ، لم يسجل فيها التأريخ يوما مذبحة واحدة لهذه الأقليات على اسس دينية .

الأرهاب لادين له كما  يقال . والقاعدة والسلفية التكفيرية والوهابية هي حركات تكفر حتى أمهات معتنقي أفكارها ممن يخالفن رأي أبنائهن . لذا فأننا نرى العراقيين المسلمين من جميع المذاهب كانوا عرضة لأرهاب هؤلاء التكفيريين ، وبنسبة ضحايا تفوق بكثير نسبة ضحايا الأقليات المسيحية وغيرها .

ولذلك نعلن عن أشمئزازنا لهذه المتاجرة الرخيصة بأرواح الأبرياء واللتي تضاف الى أنواع المتاجرات اليومية بكل القيم السماوية والأرضية واللتي يذهب ضحيتها المواطن العراقي من زاخو الى الفاو كل يوم .

تعازينا الحارة الى كل أقارب الضحايا اللذين سقطوا في كنيسة سيدة النجاة ، والى كل العراقيين اللذين فقدوا أخوة أعزة عليهم جميعا .

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات