شيركو شاهين
sherkoo.shahin@yahoo.com
مازال هناك العديد برغم وقوفنا على أعتاب القرن الواحد والعشرين ومع كل ماندعيه من تحضر ومدنية يمتهنون أشكالا شتى من العنف العائلي، والقائم بالأساس على الأهانة والتنكيل ضد الفتيات الشابات ممن لاحول لهن ولاقوة، ففي مجتمعات تعودت ان تحمل من اصولها التاريخية صفة القبلية والعشائرية يكون العنف في غالب الاحيان عنصرا رئيسا في تكوينه.
ويمكن بعدها تعريف العنف الاسري او كما يحلو لنا تسميته بـ (الارهاب المنزلي)، انه سلوك عدواني مبني على اساس علاقات غير متكافئة في حيز تحديد الادوار داخل الاسرة، ويظهر من صيغة التعريف ان المتضررات من هذا التوجه شرائح وفئات متعددة من النساء بمختلف اعمارهن، الان الفتيات يعتبرن الاكثر ضرراً لما له من انعكاسات هدامة في احاسيسهم ومشاعرهم، دافعة بعدها لتعطيل امكانياتهم الذاتية مهما علت، مولدة حينها تباعداً سلبياً عن اي فعل ايجابي في بناء مجتمعاتهم.
ويتجلى هذا العنف عبر ما قد يصبه أب فاقد لأدنى معاني الرحمة او منه ما يصدر عن ام جاهلة بابسط مبادئ ومعاني التربية القويمة وكذلك منه مايبدر من اخ خارج عن جادة الصواب، وتتجلى اثارها خاصة الجسدية اما عن اصابات شديدة او اعاقات دائمة، فضلا عن الاضرار بصحتها النفسية والتي يكون في أساسها مشاعر الكبت وماتلازمه من قلة الثقة بالنفس وضعف الشخصية واراء مهزوزة وما يغلبها على الدوام من مشاعر الوحدة، فتتقاذفها حين ذاك امواج الحياة من شاطئ الى آخر بعدما فقدت الأمان في كنف العائلة.
المهم هنا ان يتم الاعتراف اولا ًبهذه الظاهرة الاخذة بالتزايد في مجتمعنا مع ازدياد الضغوط المختلفة في حياتنا، وذلك لغرض دراستها والبحث عن أسس القضاء عليها، وذلك عبر تفعيل التوجهات الاجتماعية المختلفة بدءاً من السادة رجال الدين لحث وتعميق العلاقات الانسانية القويمة داخل الاسرة من خلال رؤية صادقة وكاشفة لمقدار أدراك ديننا الأسلامي الحنيف وجميع الأديان السماوية الاخرى لعزة مكانة المرأة وكيانها.
فضلا عن اعادة النظر من قبل القائمين على امور الاعلام في صورة المرأة والتي تومي الى ثانوية دور الفتاة العراقية نسبة الى نظيرها الرجل، بل ويجب التركيز على المناحي الايجابية التي يمكن للفتاة الريادة عبرها وتحقيق ذاتها.
ويجب ايضا ان لانغفل مكانة منظمات المجتمع المدني في ممارسة نشاطاتها الحيوية وذلك اذا ماعزمت ان تكون مقاصدها واقعية الاثر وليست اعلامية دعائية فحسب وان يكون على رأس اولوياتها دفع الجهات القانونية والتي لايزال دورها معطلا ومغيبا عن هذه المعاناة.
وآن لها لو ارادت اعادة العمل بنظام الحماية الاجتماعية عبر التوعية والتثقيف الاجتماعي والاخلاقي للفرد، وتنشيط ذوي الاختصاص في هذا المجال للتحرك داخل المدارس والجامعات بشكل خاص.
ان منح الفتاة كرامة مصانة واحتراماً اكبر سيكون له ابلغ الاثر في دفعها للأبداع والانجاز في الاصعدة كافة.
نشر بتاريخ 16/7/2006
التعليقات (0)