مواضيع اليوم

الأرهابي النرويجي ينتمي للقاعدة

زين الدين الكعبي

2011-07-26 10:25:18

0

 

 

بالرغم من أن جميع الصحف العالمية قد نقلت البيان اللذي نشره الأرهابي النرويجي على الانترنت ، قبيل أرتكابه للعملية الأرهابية البشعة اللتي راح ضحيتها حوالي 190 شخصاً معظمهم من المراهقين الشبان ، واللذي جاء فيه عبارات مليئة بالكراهية لغير الأوربيين ، " multiculturalism  " ، والشيوعيين ، والمسلمين ، ألا أن معظم هذه الصحف ، وبقدرة قادر ، أصبحت تتكلم عن عداء هذا الأرهابي المتطرف ضد المسلمين فقط ، دون غيرهم .

وبالأمس ، جائت تصريحات القاضي كيم هيغر عقب انتهاء جلسة الاستماع ، واللتي قال فيها أن المتهم أعترف بالوقائع لكن دون الاقرار بذنبه ، حيث قال ((انه اراد الدفاع عن بلاده وعن اوروبا في وجه الاسلام والماركسية )) .

ومع ذلك ، فأن أي محاولة لأيجاد أي مقال في صحيفة أوربية أو امريكية عن الخطر الماركسي أو الآسيوي اللذي تمثله الهجرات الصينية والبورمية والبوتانية والهندية الى أوربا وأمريكا ، "وهي هجرات كبيرة جدا ،عبر الأرهابي بيفرك عن كرهه الشديد لها" ، ستفشل .

بينما سنجد المقالات كلها تنصب على الخطر الأسلامي .

تحت عنوان "تنامي اليمين المتطرف في موطن جائزة نوبل للسلام" كتبت لورا دونلي بشأن مستقبل هذا التيار في النرويج على خلفية الهجمات التي شهدتها يوم الجمعة .

لننظر كيف تسلسلت أفكار الكاتبة في مقال لها على صفحات صنداي تليغراف ، ترجمه موقع BBC ، لكي نفهم ما نعنيه في هذا المقال .

تقول الكاتبة . إنه "على الرغم من السمعة الباعثة على الفخر فيما يتعلق بالسلام والتسامح، إلا أن النرويج بلد عانى من توتر متزايد بشان الأعراق والهجرة خلال السنوات الأخيرة " .

وتضيف دونلي "في موطن جائزة نوبل للسلام، حصل اليمين المتطرف على المزيد من الدعم في صناديق الاقتراع وفي الشارع".

وترى الكاتبة أن احد الأسباب التي أدت إلى تنامي التطرف هو الخوف من العدد المتزايد من المهاجرين في دولة تمر بظروف اقتصادية صعبة... " لاحظ أن لاتخصيص حول جنسية هذه الهجرات هنا " .

ويشير المقال إلى أن الشرطة النرويجية توصلت في تقرير صدر عنها العام الحالي إلى أن هناك "زيادة في نشاط الدوائر اليمينة المتطرفة"، وخلص إلى أن هذا النشاط سيتواصل .

وتقول الكاتبة إن تقرير الشرطة حذر من أن تزايد نشاط الجماعات المعادية للإسلام "ربما تؤدي إلى استخدام متزايد للعنف"، على الرغم من أنه توصل إلى أن المتطرفين الإسلاميين هم "خطر أكبر".

أي أن الكاتبة ، وربما المترجم " وأعني الBBC " ، قد توصلا في نهاية المقال الى أن المهاجرين المسلمين هم الخطر الوحيد .

بينما في بدايته تكلمت الكاتبة عن الهجرة بشكل عام ، دون تحديد مصدرها .

ولم تحاول الكاتبة ، كما هو واضح ، حتى نقاش الهجرة الاسيوية ، وبالأخص الصينية ، واللتي عنى بها الأرهابي بيفرك ، الخطر الشيوعي في بيانه .

بعد يومين من العملية الأرهابية في النرويج ، هذا البلد الغني ، وأحد أكثر البلدان ديموقراطيةً وأنفتاحاً ثقافياً ودينياً وأجتماعياً ، وحتى جنسياً ، ليس لدينا ألا أن نقر بأن سايكولوجية الأرهاب لا تخضع ألا لمنطق الجهل بالآخر ، ورغبة الأنتقام المريضة منه ، دون اي أعتبارات أخرى ، أجتماعية أو ثقافية أودينية .

حيث بات واضحاً أن أي مجتمع ، مهما بلغ تطوره الفكري والأجتماعي والعلمي ، ومهما كانت ديانته أو حتى لا ديانته ، فأن التطرف لابد وأن يظهر فيه ، حين يحس البعض بأن الأنتقام هو السببيل الوحيد لتحقيق المطالب .

منظمة أيتا ، الجيش الجمهوري الآيرلندي ، الجيش الأحمر الياباني ، المقاتلون الأكراد في تركيا ، الكوكلان كلاكس في الولايات المتحدة ، وغيرها كثير ، كلها منظمات موجودة في الغرب المتطور ، قبل أن تظهر القاعدة بعقود عديدة ، وهاهو اليوم اليمين المتطرف في هذه الدول يكمل مسيرة قتل المدنيين كوسيلة لتحقيق المطالب بعمليات مثل أوكلاهوما وأوسلو .

الحقيقة أن بدأ التغطية الأعلامية الغربية بأخذ العقول نحو التفكير بربط الأسلام والمسلمين بالأسباب اللتي أدت الى عملية أوسلو الأرهابية ، لا يمكن ألا أن يؤدي الى تحميل الأسلام والمسلمين ، وأن بصورة غير مباشرة وخبيثة ، دم الأطفال الأبرياء . واللتي رفض الأرهابي بفرك بكل وقاحة ، ألا أن يسمي قتلهم بدم بارد ، دفاعاً عن الوطن !! .

وهذا الفعل في جوهره ، هو تبرير للأرهاب بجميع أنواعه وأشكاله من حيث يشعر الأعلام الغربي ، أو لايشعر .

فعندما نحاول القول بأن الهجرة العربية والأسلامية الى أوربا ، هي اللتي تؤدي الى تنامي المد الارهابي اليميني في أوربا ، فأنما نبرر للقاعدة أفعالها المشينة أيضاً .

فأحتلال فلسطين ، وتشريد شعبها الى المخيمات والشتات ، وتدنيس المقدسات المسيحية والأسلامية ، وتقسيم العراق اللذي بات وشيكاً ، ودعم الأنظمة الدكتاتورية الضامنة للمصالح الغربية في الوطن الأسلامي والعربي ، بكل ماجره هذا الدعم من كوارث على شعوبنا ، ناهيك عن الملايين من الأرواح العربية والمسلمة ، اللتي أزهقت جراء الحروب اللتي شنها الأحتلال الاوربي والصهيوني والأمريكي طوال المئتين سنة الماضية على دولنا . كلها أسباب أعظم بكثير جداً من الهجرة العربية والمسلمة الى أوربا .

وهذه الحقائق اللتي نذكرها هنا هي بالظبط ما يبرر به أرهابيوا القاعدة أعمالهم الأرهابية ، ضد أبناء جلدتهم من العرب والمسلمين ، قبل أعدائهم .

أي أن الأعلام الغربي يقول أن الظواهري وبيفرك ينتميان الى ذات التيار الفكري والسياسي ، بديهية يفسرها هذا التطابق التام والواضح بين أقوال الأرهابي النرويجي ، مع أقوال بن لادن والظواهري ، حين أعتبر أن قتل الأطفال من أبناء جلدته ، دفاعاً عن وطنه . ألا أنه يحاول أظهار جزء فقط من هذه الحقيقة .

أن التبرير المبطن ، أو محاولة الأستفادة من العمليات الأرهابية ، لتحقيق مآرب سياسية ، لابد من رفضه شعبياً في كل مكان ، وألا فستجد الشعوب نفسها في النهاية وقد تحولت جميعها الى منظمات أرهابية تبيح قتل الأطفال لتحقيق الأهداف .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات