مواضيع اليوم

الأرض لا تتكلم عربي

 

الأرض لا تتكلم عربي

رباب أحمد

 



لغة أي أمة من الأمم هي طريقة تواصلها، وذاكرتها وجزء من هويتها، ووفق الرواية العربية الإسلامية فان العرب برعوا في لغتهم، وعرف عنهم الفصاحة والبلاغة، لذا فقد كانت معجزة العرب فيما تعده ذات الرواية آية في التفوق اللغوي وهو القرآن الكريم. بيد أن آية التفوق اللغوي، لم تعد أسلوبا قادراً على إيصال أفكار ومشاعر أبناء الجيل الحالي، حسبما يشير ابتعاد كثير منهم عنها، حتى أصبحت لغة هامشية لدى الكثير منهم. الأمر يبدو كاستعمار لغوي محبذ ومدعاة للتباهي. فتجد فئة الشباب تصر في أحاديثها على استخدام ما تعرف بلغة العربيزي ‘arabeezi‘ والتي ابتكرها العرب حينما لم تكن المتصفحات تدعم اللغة العربية، مع الاستخدام العربي الأول لها. 
في المقابل، فإن ذات الثقافة العربية الإسلامية تحبذ وتدعو لتعلم اللغات الأخرى، دون تهميش للغة العربية الأم. كما أنه ليس سيئاً البتة، استخدام اللغات الأخرى، لكن الأمر في بعض دول الخليج تحديدا، يبدو كعلامة على أسلوب الحياة المتحضرة، فالطفل يلتحق منذ سني عمره الأولى بالمدارس الخاصة، التي تضع اللغة العربية في هامش سلم أولوياتها، ووجود المربيات غير الناطقات بالعربية، يساهم أيضا في تشويش ما لدى الطفل من نزر يسير من كلمات عربية، وليس هذا فحسب، فأداة التواصل والخطاب بين أفراد العائلة والأصدقاء، تبدو لغة ممسوخة أقرب منها لتصنيفها إلى لغة واحدة، ناهيك عن أن اللغة العربية لا تدرج ضمن لغة التواصل في مجال المال والأعمال، حسناً هذه ليست نظرة رجعية لتعاطي اللغات العالمية، بل هي وصف لحال كثيرين ممن يعيشون بيينا، وقد نكون نحن -بما في ذلك كاتبة السطور وقراؤها - أحدهم. 

آخر الياسمين
أبناء اليوم ورغم فخرهم باللغة العربية، مع تراوح نسبة الفخر، فانهم لا يعتمدون على اللغة العربية، كأسلوب رئيسي للتواصل، على الأقل في الدراسة أو المجال الإلكتروني، إلا ما ندر. بل أن بعضهم يصف التشبث باللغة العربية كأسلوب وحيد للتواصل بـ الـ «دقة قديمة»، ويبدو أنهم معذورون بعض الشيء في هذا، فحال اللغة العربية في أكثر الدول العربية، لا تبدو كما في الصورة المثالية للغة العربية التي يرسمها الفنان المعروف سيد مكاوي والتي يؤكد فيها على أن «الأرض بتتكلم عربي». 

 

 

رابط المقال في جريدة الأيام

http://www.alayam.com/writers/7577

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !