المخاوف من نشوة ربيع الثورات العربية كان يقلقنا في مقال سابق و يتغاضى الكثير عن حقائق تحكم الحراك السياسي الشعبي في الجمهوريات و الممالك العربية لا يمكن ان تتناغم مع مطالب شبابية تنقصهم الخبرة في التوازنات السياسية الدولية و الأيادي الخفية التي تتحرك بموازاة ثورات الشباب ، احزاب سياسية ذات اجندة مختلفة تقف وراءها اجندة دولية لتحديد سياسات تصب في مصالح افكارها و اهدافها .
في مصر كشف التيار الأسلامي عن انيابه و يطالب بتطبيق الشريعة الأسلامية في مصر.. تونس سبقت مصر في بقاء الوضع التغيير السياسي يراوح بين صراع الليبراليين و الأسلاميين .. اليمن الصراع القبلي و صراع السلطة تغلب على مطالب شبابية و يتضح ذلك من اسماء تضمنتها تشكيلة المجلس الأنتقالي المقترحة و دخول القاعدة بمواجهات عسكرية للتواجد في اي خارطة سياسية بعد رحيل الرئيس اليمني.. و اخيرا و ليس أخرا اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس قائد اركان قوات المجلس التنفيذي الأنتقالي الليبي على يد معارضين له و صراعات قبلية دفينة.
تعتبر التيارات الأسلامية هي من اكبر المستفدين من اوضاع التغيير الحاصلة في الشارع العربي ، و يبدو من خلال التحول السريع الحاصل في استتراتيجة العمل السياسي و الأعلامي لهذه الحركات الأسلامية من خلال ارتفاع سقف مطالبها باتجاه الشريعة و التوجه الى فضائيات للترويج لأفكارها و نزولها للشارع بشكل انفرادي و بمطالب تحد من شعارات و مطالب حلفاء الأمس.
الأرض لم تعد تتكلم عربي كما تروج قناة الجزيرة لربيع الثورات العربية .. الأرض تلبس رداء الدين بلسان عربي ..
التعليقات (0)