مواضيع اليوم

الأردن... ثورة ناعمة

Saleem Moschtafa

2011-10-18 11:26:42

0

 

يخطأ من يعتقد أن الشعوب العربية ترى في مسألة الإطاحة بزعاماتها "موضة" يجب أن تأخذ كل الشعوب العربية نصيبها منها، و لكن الصحيح أن هذه الشعوب العربية تريد أن تصل الى كرامتها و تريد ان تتحسس مواطنتها و سترضى بالطريق الذي سيوصلها الى ذلك الهدف، و متى ما وجدت ما يمكن أن يغنيها عن الثورة التي قد تصل الى ثورة مسلّحة و ما يترتب عن ذلك من شهداء و ايضا ما يترتب عنها من مخاطر محتملة على بنية الدولة ككل، فإنها بالتأكيد ستختار الخيار الأقل ضررا حتى و ان كان سيستهلك أكثر وقتا.

هذا بالضبط، على ما أعتقد، ما هو حاصل في الأردن الآن، فباستثناء بعض أحداث العنف التي يقوم بها ما يسمون بـ"البلطجية" هنا و هناك، فإن الحراك الشعبي و الحزبي النشط و الثابت في الأردن تقابله، على ما يبدو، نوايا ملكية تتأكد يوما بعد يوم باتجاه الإصلاح و الإستجابة للمطالب و ان كانت تسير بخطى بطيئة، و ليس كما يقابل النظام في سوريا الحراك الشعبي هناك حيث القتل هو الفعل اليومي و هو الإجابة الوحيدة التي يمتلكها نظام الأسد.

قد يقال بأن الحالة الأردنية مختلفة لأن سقف التغيير المحتمل فيه كنظام ملكي يكون أقل منه في الأنظمة الجمهورية كما حصل في تونس أو مصر، غير أن أمثلة في التاريخ المعاصر تثبت أنه هناك أيضا امكانية للإطاحة بالملك و الإنتقال من الملكية الى الجمهورية.

كما قلت سابقا في احدى المقالات أن هذه الشعوب حكيمة و تعرف تماما مصلحة أوطانها و كيف تصل الى حقوقها، و هي أيضا تعرف الفرق بين من يمثل الإصلاح بالنسبة اليه مجرد كلام فارغ من معناه، و بين من يحاول أن يترجم كلامه عن الإصلاح الى واقع ملموس حتى يجنب البلاد و العباد مآسي تحصل فقط بسبب غباء و فساد و ديكتاتورية زعامات خبرنا نفسها "الإصلاحي" في ليبيا و سوريا.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !