بدون مقدمات وإطالة فالأخبار المتداولة بأن الأردن أوقف إستقبال اللاجئين السوريين وأنه في الأيام القليلة الماضية لم يسجل عبور أي لاجئ سوري, وهي أخبار كنت أقرأها يوميا في المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية الإلكترونية. سبب توقف إستقبال اللاجئين هو أن الأردن عاجز عن الوفاء بإلتزاماتهم وأنه طلب ٦٥٠ مليون دولار دفعة على الحساب وأكيد تليها دفعات أخرى الله يعلم كم سوف تكون فالمزاد الآن مفتوح والأردن يتصرف بحزم..ولا حتى لاجئ واحد ويا سبحان الله دائما يزعمون بعدم قدرتهم على إغلاق الحدود وأنه يستحيل ضبطها والآن ولا حتى لاجئ واحد يستطيع الدخول.
عدد السكان في الأردن إحصاء سنة ٢٠١١ يبلغ ٦.٣٠٠.٠٠٠(ستة ملايين وثلاثمائة ألف) وهناك مخصصات أمريكية سنوية لدعم الأردن ٤٦٠ (أربعمائة وستون) مليون دولار هذا غير المساعدات من دول مختلفة وقروض من صندوق النقد الدولي فكل يوم أسمع عن منحة من هنا وقرض من هناك وكأن الأردن بلد كله يعيش على المساعدات والمنح. الأردن عليه ديون خارجية ١١ مليار دولار وهذا الرقم المعلن ويقال أن ما خفي كان أعظم وميزانية سنوية بلغت سنة ٢٠١٢ مبلغ ٦ مليارات ٨٣٧ مليون وكسور.
اللاجئ السوري يكلف الأردن ألف دينار سنويا وهذا رقم تقريبي وبحسب التصريحات الرسمية والتي تنشر هنا وهناك أن في الأردن حاليا ٥٠٠ ألف لاجئ سوري وهذا طبعا لأن الحكومة الأردنية ضمت إلى قوائم الاجئين السوريين في الأردن جميع السوريين الذين كانوا يعيشون فيه حتى قبل مايسمى الربيع السوري.
٥٠٠ ألف لاجئ × ألف دينار (سنويا) = ٥٠٠ مليون دولار سنويا تكلفة اللاجئين السوريين في الأردن مع ملاحظة أنهم لم يصلوا هكذا إلى هذا الرقم إلا بعد مرور أكثر من سنتين على الأحداث الحاصلة في سوريا والتي أدت إلى بلوغ رقم اللاجئين نصف مليون. سوف أفترض أن هذا الرقم ٥٠٠ نصف مليون هو رقم صحيح وأنهم كلهم لاجئون ولم يكن بينهم أحد ممن كانوا يسكنون الأردن بشكل طبيعي سواء من أجل العمل أو الدراسة, سوف أفترض كل ذالك.
وطبعا فإن المنظمات الإغاثية الدولية مثل الصليب الأحمر بالإضافة إلى الأمم المتحدة ودول مانحة تتحمل نسبة كبيرة من تكلفة اللاجئين حتى أن مخيم مريجيب الفهود الذي تم بنائه مؤخرا قد تمت بدعم مالي إماراتي كامل وهناك أموال إضافية أمريكية عبارة عن مساعدات تم تخصيصها للأردن للتعامل مع اللاجئين والعبئ المالي الذي يشكلونه على الأردن.
ولو فرضنا أن الأردن يتحمل ٥٠% من تكلفة اللاجئين السوريين طبعا مع الأخذ بالحسبان فرضية تضخيم أعداد اللاجئين لغاية في نفس الحكومة, فإن الحكومة لا تتحمل سنويا أكثر من ٢٥٠ مليون دولار. وطبعا علينا أن نأخذ في الإعتبار أن هذه تكلفة سنوية لنصف مليون لاجئ مع الأخذ بالحسبان تصاعد عددهم من صفر إلى نصف مليون في فترة زمنية تدريجية وليس هكذا مرة واحدة.
السؤال هو لماذا أصبح الأردن يعاني ماليا من موضوع اللاجئين؟ وأين تذهب الأموال المخصصة لدعم اللاجئين في الأردن , مئات الملايين من الدولارات؟ ماهو الرقم الحقيقي لأعداد اللاجئين السوريين في الأردن؟ ماهي نسبة التكلفة التي تتحملها الحكومة الأردنية للاجئ الواحد؟
المتاجرة بالأزمة الإنسانية للاجئين السوريين ومضاعفة المبالغ التي يطالبون بها بحجة العبئ المالي المترتب على إستضافتهم وطبعا لن يصل اللاجئ من تلك المبالغ إلا النذر اليسير والتوقف عن إستقبال اللاجئين للضغط على المجتمع الدولي وطلب ٦٥٠ مليون دولار دفعة على الحساب وهو مبلغ مضخم مرتي أو ثلاث مرات.
الحكومة الأردنية تتعامل مع موضوع اللاجئين بمنطق التاجر ومصائب قوم عند قوم فوائد فمن مصلحة الأردن إستمرار الأزمة في سوريا لإستمرار تدفق المساعدات المالية بحجة اللاجئين السوريين والأعباء المترتبة على إستضافتهم, وهي المساعدات التي لن يصل اللاجئين منها إلا النذر اليسير.
عيب والله العظيم عيب فسوريا كانت حضنا دافئا لجميع العرب ودرس في جامعاتها برسوم رمزية تماثل مايدفعه الطالب السوري آلاف الطلاب الأردنيين لم تعاملهم الجامعات الأردنية بتمييز. ولولا المياه التي كانت سوريا تزود بها الأردن لمات الأردنيون عطشا أو شربوا شخاخ سكان المستعمرات الصهيونية. ولولا الخرفان السورية بأسعارها التي كانت في متنازل الجميع لما وجد الأردنيون في إحدى أشهر رمضان أضاحي للعيد. ولولا القمح السوري لعز على الأردنيين رغيف الخبز.
اللاجئون الفلسطينيون ثم العراقيون ثم السوريون وصدقوني يا أهل الأردن سوف يأتي عليكم الدور في يوم ما وتلجئون للعراق وسوريا وعندها لا تلوموا كيف يعاملونكم ولكل حادث وقتها حديث.
تحية ثورة فلسطين
تحية دماء الشهداء
الوطن أو الموت
التعليقات (0)