مواضيع اليوم

الأردنيون ... رمضان كريم

محمد غنيم

2009-07-14 14:01:59

0

شهر رمضان الكريم قد اقترب، والأردنيون بدأوا يتحدثون عن قرب هذا الشهر الفضيل ويتهامسون فيما بينهم، أنه سيكون شهرا شاقا وطويلاً هذا العام نتيجة ظروف مجيئه صيفاً، والنهار طويل، عداك عن أزمة السيارات الخانقة التي يمر بها الأردنيون في كل رمضان.

شخصيا لا يزعجني ما يحدث في رمضان سوى أمران، هما أزمة السير الخانقة والدعوات لصيام الشهر الفضيل.

آسف لما سأتحدث عنه الآن ولكنه لكونه واقعاً فسأتحدث وبجرأة مع اعتذاري للقاريء الأنيق.

الأمر الثاني الذي يزعجني جداً في رمضان هو أن توجه لي دعوة الصيام ـ كوني لا أصوم ـ من أشخاص بعيدون بعداً حقيقياً ودينياً عن الدين، فكيف لفتاة لا ترتدي الحجاب بل ترتدي عكسه من الثياب الفاضحة أن تقدم لنصيحتي وتغضب مني لأني لا أصوم، وكيف لشاب يقضي طيلة أيام السنة بتناول الكحول والسعي وراء الفتيات المراهقات الخفيفات كما يقولون أن يغضب مني لأني لا أصوم، وكيف وكيف ...

لا أعرف ما الذي يدور في شهر رمضان، تختلف أشياء كثيرة لتتضح صور أخرى جداً واقعية وعفوية بواقعيتها، وأبرز هذه الشياء هو أننا قد لا نعرف ما الذي نريده وما الذي نعتنقه وما هو الحرام والحلال في الدين.

ولا أجد أحداً يعترف بشيء، حتى هؤلاء المفطرين بغير عذر يخبؤون إفطارهم كونه معصية، وإذا فضحوا أمرهم، يجابهون بسيل من الخطابات والتهم، أولها "خايف من الناس ومش خايف من الله"، وإذا أفطر علناً يجابه بوابل من الخطابات أيضاً، وقد يحاكمه القانون ليس من أجل نص ديني بل بتهمة "خدش الحياء العام"، ولا أذكر حديثاً أو آية من قرآن ذكرت مصطلح "خدش الحياء العام".

وإذا ما ذهبت مثلاً إلى عدد من الأسواق العامة في ليالي وأمسيات رمضان، حيث تكثر عروض المقاهي والفنادق والمسارح وغيرها، وتكتظ الأسواق بالمارة من العوام، فترى الأرصفة تكتظ بمن: رجال ملتحون ونساء يضربن بخمرهن على جيوبهن، رجالاً وشباباً على الموديرن، وفتيات كاسيات عاريات، أنت ترى على الرصيف الأردني في رمضان وغير رمضان ثقافات متعددة ومعتقدات مختلفة في مكان واحد، المهم أنك مفطر في رمضان.

المساجد تكتظ بالمصلين فقط في رمضان، القرآن أينما وليت وجهك تسمعه، ووجبات الطعام الفخيمة واللذيذة في كل اتجاه تولي دبرك إليه.

الجميل ما يذكره هنيئوا أو ميسوري الحال مع الفقراء فيقبلون على مساعدتهم، وهناك الكثيرون من المحتاجين من يفرحون لأجواء هذا الشهر العزيز لأنه يفرج عن قلوبهم ونفوسهم ويغير من أجواءهم القتيمة التي يمرون بها بقية أشهر السنة.

طبعا لا أحد من الأردنيين ينكر إلى جانب ما سبق موضوع العصبية، خاصة عند سائقي التكسي والسرفيس وباصات النقل العام، كونهم مدمني قهوة ودخان خاصة فترة الصبيحة، فتراهم يغضبون ويستشيطون لمجرد تصرف أو خطأ بسيط جداً، ومن غير السائقين تجد ما نسبته 50% من المجتمع غاضب ومكشر، وهذا دليل على إدمان الأردنيين للدخان والقهوة كما أثبتت ذلك آخر وأحدث الدراسات في هذا المجال.

رمضان فترة من الضروري جداً دراستها لمعرفة توجهات وسلوكيات وثقافة المجتمع الأردني، ومنها ما هو قريب في عدد من المجتمعات العربية الأخرى، ضروري ربما ....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات