مواضيع اليوم

الأدوار الوطنية .. من يحددها ؟

زينب العالي

2011-06-10 11:34:11

0

 
الوطن العربي، في الوقت الراهن ، يشهد طوفاناً جارفاً من التغيير. قد تختلف الأحداث/ المعطيات من قِطر لآخر، لكنها جميعها ذات معنى/هدف واحد : الحرية / الديموقراطية .. وحياة أفضل للجميع.
بين هنا وهناك، فالشعب يريد، ويقول ويعمل. تتعدد الأمور والمهام التي يقوم بها كل فرد، لأجل الهدف الجماعي / النهائي. وكذلك، تتعدد المواقف/ الآراء داخل الشعب نفسه؛ فهناك الـ ضد وهناك الـ مع. وبشكل عام، فأن كل قطر يرسم تفاصيل مشهده بنفسه، فهناك المشهد الليبي حيث المعارضة المسلحة وقوات حلف الناتو، وهناك المشهد اليمني حيث تتجلى سيطرة القبائل ، أما في سوريا فهناك معارك الجيش بين " القوات الإرهابية " وبين المدن، والمشهد البحريني الذي يزداد تعقيدا مع دعوة الحوار القائمة.

أما مابعد مرحلة تحديد المشهد، تأتي مرحلة لعب الأدوار، وهي مرحلة دقيقة جداً ومفصلية. الأنظمة إجمالاً تلعب دور حفظ الأمن والأمان، بوسائلها وإجراءاتها الخاصة والتي غالباً ما تكون مسائلة عنها أمام الرأي العام والمجتمع الدولي. المجتمع الدولي، يلعب دور المراقب والمحاسب لمسألة حقوق الإنسان والمواطنين. أما المواطنون فهم اللاعبون الأساسيون / الرئيسيون في جميع ما يجري. وبما أنها حركات " تحررية " / " عفوية " / " شبابية /" شعبوية " انطلقت من الشارع، يبقى السؤال الجوهري : من يحدد الأدوار؟ هل هناك سيناريو جاهز يتسلمه كل فرد ويقوم به/ أم أن الأحداث نفسها هي من تختار من يقوم بها ؟

هناك من يلعب دور الشهيد، وهناك الجريح ، وهناك الموقوف ، وهناك السجين. هناك منظمي/ مطلقي دعوات المسيرات/ المظاهرات. هناك من يسهر على الحراسة، أو من يتكفل بالمصاريف. هناك الإعلاميون، الصحفيون ، الكتاب. هناك الصامتون وهناك الشامتون وهناك الموالون وهناك المعارضون. هناك الظاهرون للعيان، وهناك من يعمل بالسر والخفاء. هناك دور من يطلق عليهم بالعقلانيين أو الوسطيين بين جميع الأطراف. هناك من يكون دوره في أول الأحداث، وهناك من يأتي دوره تالياً وهناك من يقف في الأخير ، وهناك من يتم حفظ دوره للمستقبل.

لابد من التوزيع / التنويع. إذ لا يمكن أن يكون الجميع شهداء، لابد أن يموت أحد ما، ويحيا الآخر. لابد أن تكون هناك بداية ،وهناك نهاية، حيث لايمكن للزمن ان يتوقف عند مرحلة ما دون أخرى.
وبالطبع، يتنوع الخير / الشر. فهناك الوطني، الشريف ، المناضل، العاقل ، المتضامن. وهناك الخائن، المتآمر ، المخابر . هناك القاتل وهناك المقتول. هناك السجين وهناك السجان. هناك البريء وهناك الظالم.

في خضم جيمع ذلك، يبقى السؤال، من يحدد دور الآخر؟ الشخص نفسه يحدد دوره أم أن الأحداث تفرض عليه هذا الدور؟ وماذا عن التوقيت؟ من يحدد مسألة الآن ، أم الغد؟

هل اختار البوعزيزي لنفسه دور " مُشعل الثورات " ؟ هل اختارت سالي زهران توقيتها بأن تكون أول شهيدة مصرية ؟ من حدد لوائل غنيم هذا الدور القيادي؟

هناك من يفسرها بأنها " الصحوة العربية " أو " الصحوة الإسلامية " ، التي أنارت العقل / الوعي العربي ، الذي بات مدركاً لمتطلبات هذه المرحلة. بينما يعزوها الآخرون " للمؤامرة الخارجية " و " التدخلات الأجنبية " التي باتت تحرك وتتحكم في البلاد والعباد.

وبين الأحداث، التساؤلات والتفسيرات، تساهم بعض الأدوار في تحقيق النصر ، بينما تشارك أخرى في رسم الهزيمة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !