فاكرين ميدان التحرير ؟ من يوم 18 يناير حتى 25 منه .. فاكرين مئات الآلاف من شباب مصر اللي زي الورد لما كانوا طالعين يحتجوا على الشرطة في عيدها ؟!.. ولما تمت محاصرتهم راحوا بدون ترتيب على ميدان التحرير .. وكان القدر هناك في انتظارهم .. ليرسموا إحدى أروع الملاحم على وجه مصر الشاحب المرهق .. قبلها أعلنت جماعة الأخوان وجماعة السلفية "رسمياً" عدم مشاركتهم و"براءتهم" من مظاهرات هؤلاء الشباب . . فاكرين هتافات الشباب والفضائيات وقلوب الملايين التي كانت تتابعهم وهي تدق وتتمزق بكاء مع شجن صوت الجميل محمد منير وهو بيعاتب حبيبته مصر " إزاي تِرضي لي حبيبتي ، اتمعشق في اسمك وانتي ، عمالة تزيدي في حيرتي ، ومنتيش حاسَّة بطيبتي إزاي!!
الملحمة كانت شغالة في التحرير ، والشباب الرائع يعزف سيمفونية التضحية والفداء ، والأحداث تتسارع ..وفي غمرة الأحداث ، وفي غفلة من الزمن، ومن الشباب ، ومن الشعب الطيب تسربت إلى الميدان" الجماعة " اللي أعلنت من قبل عدم مشاركتها في الثورة..
وهوب ياباشا .. رجال الجماعة خبطوا شباب الثورة "مقص حرامية" من النوع الكاتم للصوت .. وخطفوا الثورةالمباركة ، وركبوا الموجة .. وقعدوا يشخبطوا هنا وهناك ..والدنيا ولعت ..والناس من عوام الشعب قاعدين قدام الفضائيات بيتفرجوا على الفيلم المثير وعينهم بس على مبارك .. وهل سيتنحى أم لا .وماحدش شايف أي حاجة خلف الكواليس .. الكل عينه على مبارك .. وتنحى مبارك .. وبس ..
ومع آخر كوبليه في أغنية محمد منير "مش لاقي في عشقك دافع ، ولا صدقي فى حبك شافع ، إزاي أنا رافع راسك ، وانتي تحني في راسي ازاي!! ووقعت "الصبية" اللي هي مصر ..وقعت .. ليس في حجر الشباب اللي حمل روحه على أكفه ونزل التحرير وواجه الموت وحده بدون أخوانجية ولا سلفية ولا بلكيمي .. ولكن وقعت في حجر جلباب الجماعة اللي كانت "محظورة " .. وسبحان مغير الأحوال ..
وهوب يا باشا ، في حركات شقلباظية ، وفي غمضة عين .. الشعب لقى نفسه "منتخب "الجماعتين على كراسي مجلسي الشعب والشورى والدقون والجلاليب والعبايات والشرابات والعقالات والشالات متبعترة على كراسي المجلسين .. وتم تظبيط وقلوظة كل حاجة من جديد ..وتم تغيير الشعار التاريخي " اللي بنى مصر كان في الأصلحلواني" ..ليصير .. " إللي بنى مصر كان في الأصل إخواني" !!..
وكل الأثافي ، وكل المصايب، وكل الشمولية ، وكل الاستبداد ، وكل الديكتاتورية اللي كان الحزب الوطني السلطوي الشمولي بيعملها مع الشعب على مدى ثلاثين سنة ونيف "حلوة ونيف دي " .. دلوقتي بنشوف أسخم منها ، وأطين منها ، وأشنع منها ، وأبشع منها على يد المستبدين الجدد بتوع الأخوان والسلفية ..
أول هام .. خبطوا كراسي مجلسي الشعب والشورى .. ولهفوا النقابات ، و بعدين لسعوا منصب رئيس مجلس الشعب ومعاه رئيس مجلس الشورى ، وفوق البيعة كمان لطشوا لجنة تأسيس الدستور علشان يعملوا ويطبخوا بإيديهم دستور مصر القادم لعشرات السنين القادمة ، ياحلاوة يا ولاد .. فيه استبداد أحلى من كده ؟ فيه شمولية أجمل من كده ؟ وكله بالقانون .. مش همه الأغلبية يا حبة عيني ؟!!
وكله بالانتحاب قصدي بالانتخاب .. أيوه يا سيدي الحزين على حلمك .. انتخابات شعب وشورى دخل منها " والله العظيم" ناس لا يصلحوا للجلوس على "المصطبة" ولا حتى على "الطبلية " .. وكفاية حركة البلكيمي .. وأهم دلوقتي بيقولوا لك يا مبخت إنهم ناويين يضموا لاعب النادي الأهلي محمد أبوتريكة للجنة تأسيس الدستور!! .. بيقول لك علشان يظبط " الأوفسايد" بتاع الشعب .!!.
وأنا بقى .. وفي هذه اللحظات التاريخية وفي انتظار إعلان أسماء اللجنة التأسيسية بتاعة دستور مصر العظمى الذي سيتم اليوم وبعد لحظات قليلة من الآن.. ومع علمنا بسيطرة الأخوان والسلفية على العملية "برمتها" وأنه سوف يتم سرقة الدستور من أهل مصر وشعبها .. والبشاير ظهرت من حكاية الخمسين في المية مجلس والخمسين في المية الباقية من خارج المجلس .. نقولها .. وبأعلى صوت فيكي يامصر ..
وزي ما قلناها في عز سطوة مباحث أمن الدولة أيام حكم الحزب الوثني الديمقراطي .. طز في دستوركم .. وطز في قوانينكم .. وطز في أتخن ما فيكم إذا حاولتم سرقة حلم الشعب ، وحلم الشباب، وحلم مصر .. طز في أتخن واحد فيكم، إذا أعدتم علينا أيام الاستبداد والشمولية والحكم المطلق .. ويالله بقى .. جهزوا لنا السجون والمعتقلات .. واعملوا لنا جهاز مباحث أمن الدعوة بل القديم ..
هوه احنا كنا ناقصين وجع قلب يا جدعان !!! زمان .. في الزمن الجميل .. عارفينه؟!
لما كان الشعب الغلبان يدخل السينما ويشوف فيلم "فسكان" وما يعجب الناس .. يحتج الجمهور ويهتف ويقول "سيما أونطة .. هاتوا فلوسنا " .. إحنا برضه لما أصحاب الثورة أخذوا على إيد الجماعة "مقص حرامية " في ميدان التحرير .. وضحينا بمجلس الفلول ، وحكم الفلول ، ونظام الفلول لأجل الحلم الجميل ، ولاجل الحرية ، والعدالة بتاعة الشعب مش بتاعة الاخوان . و لما طلع الفيلم "محروق " .. يبقى الفلول أرحم .. رجعوا لنا الفلول .وبمناسبة طبخ الدستور .. هانهتف دلوقتي ونقول لهم :
"دستور أونطه .. هاتوا فلولنا" ...
التعليقات (0)