تكلمت هيلاري قبل أيام عن أستئجار وأستيراد بلدها للمجاهدين وللفصيل الإسلامي الوهابي من السعودية ومناطق أخرى أذبان الأحتلال السوفيتي لأفعانستان ، واصفة هذه الصقة ، " بأن ذلك لم يكن استثماراً سيئاً تجاه الصراع مع الاتحاد السوفيتي " .حديث يؤكد حقيقة لاتحتاج الى تأكيد .
وبناءً عليه ، فأن الغرب اللذي خلق المجاهدين الأفغان وأستعملهم في الماضي ، " وربما في الحاضر " ، لديه الخبرة والتجربة الكافية للتعامل مع القوى الأسلامية بأنواعها لتحقيق مصالحه في المنطقة اليوم ، وأول هذه القوى ، الأخوان المسلمين .
في رده على سؤال لأيلاف ، حول الاجندة اللتي تتحاور الولايات المتحدة على أساسها مع "الاخوان" في مصر ؟ قال محسن راضي القيادي في الأخوان .
"هم يريدون معرفة موقفنا من المرأة ووضع الاقليات وتداول السلطة والديمقراطية والموقف بالنسبة للعلاقة مع حماس وايران واتفاقية كامب ديفيد وكل هذة الامور أعلن الاخوان رأيهم فيها .
الواقع يقول أن وضع المرأة في السعودية لم يكن حائلاً أبداً لأن تكون هذه الدولة حليفاً قوياً للولايات المتحدة ، ولم يمنع الوضع المزري للأكثرية في البحرين ، الولايات المتحدة من جعل أرض هذه الدولة مقراً لأسطولها الخامس ، فما بالك بأهتمامها بوضع الأقليات .
البراغماتية الأمريكية تعتمد سياسة قائمة على تحقيق المصلحة الأمريكية المرتبطة عضوياً بمصلحة الكيان الصهيوني ، أولاً وثانياً وثالثاً ..وآخراً، لذا فأننا لابد وأن نستنتج ، أن موقف الأخوان من الكيان الصهيوني وحماس وأيران هو ما يهم الولايات المتحدة في الأساس .
الأخوان أيضاً لديهم من البراغماتية ما يكفي للتعامل مع الولايات المتحدة ، براغماتية بدأت مبكراً ، منذ نشأة هذه الحركة في منتصف القرن الماضي ، تشهد على ذلك وثائق السفارة البريطانية في القاهرة اللتي كشفت أتصال مؤسس الحركة بها وأتصالها به .
لذا فأن أية نتائج أنتخابية ستأتي بالأخوان الى سدة الحكم في مصر ، سوف تلاقي ترحيباً من الولايات المتحدة فيما لو أسفرت الأتصالات بينهما عن ضمانات أكيدة ببقاء مصر تحت رحمة كامب ديفد .
في السابق كانت الولايات المتحدة تتحالف مع الأنظمة الدكتاتورية الضامنة لأمن الكيان الصهيوني ، بل أن أكثر هذه الأنظمة لايزال حليفاً لها حالياً ، وعلى ما يبدوا أن أستبدال هذه الأنظمة اللتي كانت تدعي العلمانية ، بأنظمة تدعي الأسلامية هي لعبة تستهوي أمريكا اليوم ما دامت النتائج واحدة ، تماماً كما كانت تستهويها لعبة المجاهدين الأفغان أيام الحرب الباردة .
صحيح أن الأحزاب الدينية أقل تدجيناً من الأنظمة الشمولية ، ولكن واقع الربيع العربي الحالي قد فرض فرضاً على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بل والعالم ، ولا مفر أمام الجميع من التعامل مع هذا الواقع بأكبر قدر من التخطيط والسرعة ، لأحتواء ما يمكن أحتوائه .
وليس أمام الولايات المتحدة والصهاينة اليوم غير الأخوان المسلمين لضبط الحدود الشمالية للكيان الصهيوني ، ولجم المقاومة في غزة ، والأبقاء على الغاز الرخيص جداً متدفقا في عروق الكيان اللقيط .
ولكن هذا المشهد المعقد اللذي أفرزته الثورات العربية لابد وأن يثير عندنا تساؤلا مشروعاً ، هو .
هل كانت زيارة السفير الأمريكي الى حماه معقل الأخوان في سوريا أتصالاً آخرا بالقوة الأكثر ترشحاً لخلافة نظام البعث هناك ، وأثباتاً لنية التعاون مع هذه القوة ؟.
لو كانت الأجابة نعم " وهي أجابة تعززها غضبة نظام بشار العارمة من هذه الزيارة ، بينما لم نرى غضباً مماثلا من زيارة سابقة للشغور"، فأن هذا يعني أن الولايات المتحدة قد حسمت أمرها بالعودة الى ألعاب الزمن الماضي والتعامل الكامل مع الأخوان المسلمين في مصر وسوريا وتونس "حزب النهضة الأسلامية" ، أو أي أحزاب أسلامية أخرى قد تصل الحكم في بلدان أخرى كليبيا واليمن .
وتبقى الكرة في ملعب الأخوان اللذين عليهم أن يتذكروا ما قالته هيلاري منذ أيام في جزء صغير من حديثها الطويل عن الإسلاميين "دعونا لا ننسى أن من نقتلهم اليوم كنا ندفع لهم الأموال قبل 20 عاما".
http://www.elaph.com/web/mobile/templates/article.aspx?articleid=666491
http://www.elaph.com/Web/news/2011/7/668001.html
http://www.elaph.com/web/mobile/templates/article.aspx?articleid=666556
التعليقات (0)