رغم حب الإنجليز الشديد لمعبودتهم الأميرة ديانا ..وفرحهم الأشد بإنجابها – قبل طلاقها - من زوجها الأمير تشارلز سبنسر ولي العهد البريطاني وريثي التاج الأميرين وليام وهاري .. فإن الملكية الإنجليزية لم تسمح أبداً لأميرة القلوب ديانا أن ترتبط عاطفياً والإقدام على الزواج من الشاب المصري عماد الشهير ب " دودي" الفايد ابن رجل الأعمال المصري الشهير "محمدالفايد" ..
انقلبت بريطانيا "الرسمية" رأساً على عقب تسرب "خبر" حمل الأميرة ديانا من عماد الفايد .. ومن ثم فقد استيقظ العالم على خبر "مصرع" الأميرة ديانا وخطيبها المصري عماد الفايد في حادث سيارة بأحد أشهر الأنفاق المرورية بالعاصمة الفرنسية باريس ..
لم تقبل بريطانيا أبداً أن يكون لمليكيها القادمين "وليام" و"هاري" أخاً من الأم مصرياً مسلماً ..
ونحن في مصر .. حرمنا مرشح السلفية "حازم أبو إسماعيل" من الدخول في انتخابات الرئاسة لمجرد أن " والدته" الراحلة "كانت" تحمل الجنسية الأمريكية ..
ولكننا نحن أيضاً في مصر "سمحنا" لمرشح "الأخوان المسلمون " محمد مرسي أن يخوض انتخابات الرئاسة وأولاده وأحفاده يحملون الجنسية الأمريكية .. بزعم أن حظر حمل الجنسية الأجنبية مقصور على المرشح وزوجته ووالدية فقط ولم يشمل الأبناء !!!!
بعيداً عن قصور الإعلان الدستوري وباعتبار الواقع .. فإن محمد مرسي مرشح جماعة الأخوان المسلمون يحمل أولاده وأحفاده الجنسية الأمريكية وهم يعتبرون "مواطنين " أمريكان.. وهم يكونون أسرة مرشح الأخوان الرئاسي والذي من المحتمل أن ينجح في إنتخابات الإعادة ويجلس على عرش مصر ..
فإذا أصبح محمد مرسي رئيساً لمصر .. فهو بالطبيعي سيحكم مصر من المقر الرسمي للحكم وهو القصر الرئاسي الذي سوف يعيش فيه "الرئيس " وأسرته ..
ومعنى ذلك بكل بساطة أن "الأخوان الأمريكان" أولاد وأحفاد الرئيس المصري محمد مرسي سيكونون متواجدين بمركز القرار وبأهم مكان سيادي في مصر ..
والله العظيم بعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف "الفكري" مع جماعة الأخوان المسلمون .. إلا أن هذه النقطة الغائبة بل و"المغيبة" عمداً عن الوجدان المصري وجب أن تثير الهلع والذعر في كافة أجهزة الدولة وكذا في نفوس الشعب المصري جميعه..
إن أولاد محمد مرسي وأحفاده بحكم الفطرة الإنسانية ، وبحكم العاطفة العاصفة ، وبحكم الغريزة الأبوية هم قطعة منه ..
وهم أيضاً "رسمياً" " مواطنون" أمريكيون ومن "رعايا" أمريكا .. ووجودهم بالقصر الرئاسي المصري كمركز لصنع القرار وبه رمز الدولة وتصب فيه كافة أسرار الدولة وأجهزتها الحساسة جميعها يعتبر اختراقاً خطيراً ويضع مصر جميعها في ذروة الخطر والتهديد بالاختراق الفعلي ..
دعونا من قصة الفلول ، وغزوة الصناديق ، وموقعة الجمل ، و أجولة البطاطس ، وشنط الزيت والسكر ، وشراء الأصوات ، وإعادة النظام القديم، ورجالة مبارك ، والثعبان الأقرع الذي سيلدغ من ينتخب شفيق ، وثورجية الإعلام وغيرهم وغيرهم .. ولتساءل :
ما هي المساحة المتاحة على الأرض السياسية والاجتماعية والقومية في مصر لمناقشة والاحتياط لاحتمالية نجاح محمد مرسي ودخوله قصر الرئاسة بصحبة أسرته التي يحمل نصفها عل الأقل جنسية أجنبية .. لأ وإيه ؟!.. الجنسية الأمريكية .. وما تأثير ذلك على دوائر صنع القرار في مصر ؟ .. وعلاقة مصر بأمريكا ؟ . ومدى استغلال أمريكا لوجود رعايا لها يحملون جنسيتها في القصر الرئاسي المصري ومدى قربهم واتصالهم برئيس مصر ؟ .. وما الفائدة العائدة على إسرائيل من ذلك ؟ .. ومدى الإحتمالية "الحتمية" لاختراق مصر من رأسها دون حاجة إلى دس عملاء في خاصرتها أو في ذيلها ؟ ..
الموضوع جد لا هزل فيه .. وصمت جماعة الأخوان المسلمون المتعمد عنه وكذا صمت المرشح الرئاسي عنه هو أمر مبرر بأنهم لا يمكن أن ينتقدوا أنفسهم ..ولكن صمت الهيئة المجتمعية والنخبة والسياسية وأجهزة التحليل والرصد والإعلام والصحف والأجهزة القومية والسيادية في الدولة شيء يثير الذعر والهلع ..
لا يمكن لأحد على أرض مصر يزعم أن قصر عابدين أو جميع القصور الرئاسية في مصر لن يدخلها إلا الرئيس وزوجته فقط .. بل الرئيس وأسرته جميعها .. وكلنا يعلم مدى "القرب" الرهيب لقرينة الرئيس مبارك وولديه جمال وعلاء من الكرسي الرئاسي وتغلغلهم في مركز صنع القرار في مصر إلى حد ما سمعنا عن تعيين وزراء وإقالتهم بأمر من سيدة القصر أو أبناء الرئيس ..
مصر ليست ملكاً لفصيل أو لطائفة أو لجماعة أو لتيار مهما بلغ حجمه .. وهما بلغ تأثيره ..
مصر أكبر من هذا بكثير .. مصر أعظم من هذا بكثير .. مصر أقوى من هذا بكثير ..
علينا أن نبحث عن إجابة لهذا السؤال الخطير ..
ماذا لو جلس الرئيس محمد مرسي على عرش مصر وأمسك بزمامها ..
فكيف سيكون الحال حينما تصب بين يديه جميع أسرار الدولة وأسرار أمنها القومي ومن حوله أو يجلس إليه أولاده وأحفاده هم بحكم القانون "أجانب" ومن الرعايا "الأمريكان "؟!!
مع الوضع في الحسبان مدى علاقة أمريكا وحمايتها ودعمها "العسكري " بلا حدود لإسرائيل وضمان تفوقها على كافة الدول العربية والوقوف إلى جوارها بل وشن الحروب معها ضد العرب على مدار التاريخ منذ نشأة الكيان الصهيوني اللقيط ؟!!!!
التعليقات (0)