الأخطبوط "بول" الألماني كان ظاهرة مونديال 2010 توقع نتائج كل مباريات ألمانيا وأخيراً توقع فوز إسبانيا علي هولندا في المونديال.. وتحققت كل توقعاته بنسبة 100% حتي هزيمتي ألمانيا أمام صربيا ثم أمام إسبانيا توقعهما "بول" الأخطبوط بطريقته الخاصة لذلك حاول بعض هواة الشهرة أن يجذبوا الانتباه لببغاء آسيوي أو عصفور ماليزي.. وغيرها من الظواهر التي لم تجد صدي إعلامياً أو شهرة حقيقية كما حدث للأخطبوط "بول".
لكن السؤال المهم: هل ظاهرة الأخطبوط بعيدة عن الواقع المصري سواء الرياضي أو الكروي أو الحياتي؟
الحقيقة أن الأخطبوط "بول" له ألف اسم بيننا وكما أن الشعب المصري كله يعد ناقداً أو محللاً رياضياً وكروياً بالذات.. فإن نسبة لا تقل عن 10% من هؤلاء النقاد هم "بول" المصري الفارق الوحيد بين الألماني والمصري.. أن بول المصري كثير الكلام.. عديم الممارسة.. يحب التفسيرات المنطقية وغير المنطقية.. ويحلل توقعاته وكأنه الخبير العالمي في كل شيء..!!
الأخطبوط بول المصري لا يتوقع النتائج والأمور المستقبلية فقط.. ولا يفسرها فقط.. بل هو أخطبوط بالفعل تجده في كل مكان.. ينشر أذرعته هنا وهناك وإذا قطعت له ذراعاً ولدت له ألف ذراع جديدة.
وإذا كان الأخطبوط الألماني قد قارب علي الموت وهناك من يطالب بموته أو تحويله إلي سلطة يابانية أو تقديمه وجبة سريعة لمحبي الأخطبوط.. إلا أننا في مصر لا نستطيع الاقتراب من الأخطبوط بول المصري لأنه أقوي منا ولأنه إذا مات تولدت منه آلاف الأخاطب مثله بل وأشرس وأقوي منه!! الأخطبوط بول المصري هو من يدير الرياضة المصرية ببراعة شديدة ومن خلف الستار ولا تستطيع أن تمسك به أو تعرفه.. هو من يدير المؤامرات هنا وهناك.. هو من يحارب النجاح والناجحين.. هو الذي يتسبب في كل المشاكل ويختلق المشاكل في الأندية والاتحادات له ألف اسم.. تراه في الفضائيات باسم ثم تراه في الحفلات الليلية باسم آخر وتراه في اجتماعات الرياضة باسم وفي الملاعب باسم آخر.. هو خبير إعلامي برغم أنه لا يعرف عن الإعلام شيئاً.. وهو خبير كروي لأنه مارس الكرة لعباً.. حتي لو كان نجماً فالنجومية لا علاقة لها بالخبرة الفنية.. لأن النجومية موهبة قبل كل شيء والخبرة علم ودراسة وتجربة قبل أي شيء آخر الأخطبوط المصري.. تراه مرة يتحدث باسم الشفافية وهو يتخفي خلف الستائر ومرة يتحدث عن الشرف وهو أبعد ما يكون في حقيقته عن الشرف.. وعن النزاهة والأمانة وإذا امتلك مالاً عاماً فإنه يستبيحه حلالاً لنفسه ولقلة حوله..!! الأخطبوط المصري مستمر في كل المواقع لأنه أذكي بكثير من الأخطبوط الألماني يسكت ويصمت.. ويتواري عندما ترتفع الألسنة بالتساؤلات والشكوك ثم يعود في الوقت المناسب وكأنه قادم للإنقاذ أو لحل المشاكل.. فهو الذي أشعل النار.. ويعرف كيف ومتي يطفئها لكنه يتناسي دائماً أنه قد يفشل في إطفائها لحظة أن يحتاج ذلك وساعتها ستحرقه النار وستحرق معه الكثيرين.. ولكن أحداً لن يقبل أبداً أو يستسيغ أن يقبله علي مائدته حتي لو كان سلطة يابانية أو ساندوتش "تيك أواي" لأن رائحته ساعتها ستكون نتنة!! هل عرف أحدكم الأخطبوط "بول" المصري؟ أراهن.. لأنه بألف لون وألف شكل وألف اسم..!!
جلاء جاب الله
Emal: galaagaballah @ gmail- com
التعليقات (0)