يدرك متابعوا الشؤون الإيرانية جيداً أنّ اختيار روحاني لمنصب الرئاسة في إيران خلفاً لنجاد لم يأت من فراغ وإنّما الظروف الداخلية المتشنجة التي أعقبت اعتراضات 2009 و كذلك الضغوط الدولية المفروضة على الاقتصاد الإيراني بسبب الملف النووي وأيضاً الانتكاسة التي مُنيت بها السياسة الإيرانية في المنطقة العربية جرّاء دعمها لأنظمة موالية على حساب تطلعات الشعوب العربية شكلت صدمة لمؤيدي إيران من العرب مما تسبب في تدني ملحوظ للنفوذ الإيراني بين الشعوب العربية لذلك قررت القيادة الإيرانية تغيير سياستها النمطية بواقع اختيار رئيس معتدل كان له دور سابق في الاتفاقات النووية مع الغرب؛ السماح لروحاني بالترشح ومن ثمّ الفوز بمقعد الرئيس قراراً صائباً من قبل القيادة الإيرانية لكن تقييد التغيير على الأشخاص دون المساس بجوهر القضية و صلب مسألة السياسة الإيرانية التي أثبتت فشلها يعتبر خطاءً قاتلاً و ذنباً لا يغتفر بالنسبة للقادة الإيرانيين والسياسة الإقليمية لإيران.
حصر التغيير في إيران على الشكليات والظواهر وتقييد الحركة على الرئيس المنتخب دون المساس بتغيير السلوك الإيراني في الملفات الدولية والإقليمية التي يريد المعتدلون الذي ينتمي لهم روحاني فتح شفراتها من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي يرتكبها القادة الإيرانيون وعلى رأسهم علي خامنئي الذي أعد وخطط برفقة الحرس الثوري لهذا التغيير و ظل يعرقل و يتبجح بقدرته على إعاقة أي تغيير تنوي حكومة روحاني انتهاجه.
ممارسات المتشددين في إيران سد طريق الإصلاح سوف لن تقدم أي أرباحاً في الحسابات الإيرانية لأنّ هذا السلوك الفردي لخامنئي سوف يؤد جميع الآمال التي قام روحاني وفريقه بزرعها في قلوب الإيرانيين ومن ناحية أخرى سوف تفقد هذه الممارسات المتشددة للتيار المحافظ الثقة الدولية بالسياسة الإيرانية وهي من أكبر الأخطاء التي اغترفتها القيادة الإيرانية في الفترة القصيرة الماضية.
التعليقات (0)