أول حاكم عربي قام بتقديم الدعم و إيواء الكلدان والأشوريين في مناطق تابعة لحكمه في مدينة المحمرة في إقليم الأحواز بعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن في ظل الحكومة العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر و مكّنهم من بناء كنائس ومدارس تابعة لهم من هذا المنطلق قام البابا بانديكت السادس عشر بتقديم قلادة "غريغوريان" للشيخ خزعل تكريماً لجهوده في حماية المسيحيين في الشرق الأوسط. تمكّن الشيخ خزعل أن يجد له مكاناً يليق به في المنطقة بسبب سياساته الإقليمية الحكيمة رغم افتعال الأحداث بواسطة العثمانيين في تهييج الشارع الديني ضده في مشروع الجهاد عام 1915 باستغلال الدين للقضاء على حكمه من قبل المراجع الدينية في النجف لإثارة القبائل التي تقطن الجهة الشرقية للأحواز(قبائل بني طرف و بني لام وقسم من بني كعب) إلا أنه تمكن الصمود بوجه المؤامرات الإقليمية عشر سنوات بعد عام الجهاد وذلك حتى عام 1925 بعد القضاء على حكومته بمؤامرة دولية و إيرانية (حكومة رضا شاه) ليسقط مخلفاً وراءه إرثاً تأريخياً معقداً الى يومنا هذا.
ترك خزعل إرثاً علمياً متمثلاً بكتاب الرياض الخزعلية في السياسة الإنسانية ألفه في مجلدان طبع الكتاب في مصر أنذاك رغم إدعاء الكاتب الإيراني العنصري والمناهعض لحكم خزعل(أحمد كسروي) أنّ الكتاب المذكور طبع بعد إعطاء خزعل رشاوى لمؤرخين لمساعدته في تأليفه.1 وكذلك إدعاءات كسروي الذي لا يتقن العربية بشسكل كامل تمتد باتهاماته لخزعل بأنه كان يعطي الكثير من المال لصحفيين عراقيين ومصريين للكتابة نيابة عنه في الصحف ذلك منحه لقب "المحسن الكبير" بسبب دعمه للصحفيين أنذاك.2
بعد أن تحوّل الشيخ خزعل الى حاكم بلا منازع في المنطقة الشمالية للخليج العربي أدار البريطانيين ظهورهم لعملية اختطافه بعد الإنقلاب الذي قام به رضا شاه عام 1920 ضد الحكم الملكي الدستوري السائد أنذاك في إيران وذلك بمثابة الضوء الأخضر لقتله في سجن الشاه بعد حوالي عقد من إسقاط حكمه.3
هنالك الكثير من المؤلفات التي تحكي قصة اغتيال الشيخ خزعل على يد مجموعة أرسلها رضا شاه لإتمام قصة منطقة الأحواز مثل مؤلفات- محمدعلي سفري و جهانگير موسي زاده.
يصف أحد المؤلفين الإيرانيين حياة الشيخ خزعل السياسية في حكم الأحواز على أنها تشبه كثيراً قصص ملوك و أمراء الشرق القدامى التي تظهر في روايات مثل ألف ليلة وليلة المزيجة بالموسيقى العربية و الرقص الشرقي الخلاب حيث تمكن الشيخ خزعل بناء إمبراطوريته على منطقة ممتدة من جنوب إيران بفضل الثروة التي كان قد حصل عليها نتيجة الجباية والعائدات الكثيرة في المنطقة وخصوبة تلك المنطقة و انتماءه الى أكثر القبائل سلطة في زمن يسود المنطقة برمتها التوتر والإضطرابات في فترة ممتدة بين الأعوام 1925-1897. فقد يحنّ الأحوازيين في يومنا هذا الى الحكم الخزعلي رغم ما به وعليه بسبب ما ألت إليه الأمور تحت السيطرة الإيرانية الممتدة لأكثر من ثمانية عقود عجاف مرت بها المنطقة نتيجة السيطرة الإيرانية على الأحواز.
1- خزعل، ج 1، ص 3؛ كسروى، ص 230؛ آقابزرگ طهرانى، ج 11، ص 324).).
2- نفس المصدر.
3- حسين مكى، تاريخ بيستساله ايران، ج 3، تهران 1362ش.
التعليقات (1)
1 - عربستان ليس الاحواز
عراقي - 2013-08-23 00:01:24
لماذا تستشهدون بتسمية الاحواز وهي تسمية بعثية اطلقها حزب البعث المنحل على اقليم عربستان عام 1968