بدأ عرب الأحواز العام الإيراني الجديد بصورة متناقضة فمن ناحية يعطي روحاني الوعود للأحوازيين بتغيير جذري لمعاناتهم وزيخطب أمامهم باللغة العربية ومن ناحية تتزايد الإعدامات والمشانق في الأحواز. فإذن نصدّق من فكما يقول المثل الفارسي عن التناقض الفاحش في الكلام ( دم خروس يا قسم حضرت عباس) أي أنّ تناقض الضمائر تفضحه تناقضات الأفواه.
ظلّ الأحوازيون يحملون عبء العام السابق الذي سجّلت الأحواز مع بلوشستان وكردستان أكبر عدد الإعدامات السياسية في إيران خلال عام على انتخاب روحاني للرئاسة في إيران. فلم تنته ذكرى العام الإيراني بحصول إيران على أكبر نسبة من الإعدامات . و لم تمرّ أشهر قليلة على تنفيذ طهران إعدامات شملت معلمين ومثقفين أحوازيين وبدأت تتوالى أخبار تردايد أحكام الإعدام في الأحواز خلال الفترة القليلة الماضية.
وجاءت التقارير الإخبارية من جديد لتذكرنا بما يجري للأحوازيين من جديد لإعدامات متتالية. فقد ذكرت بعض المنظمات الحقوقية أنّ السلطات الإيرانية تنوي إعدام سجينين أحوازيين هما "علی جبیشاط و سید خالد موسوی".فقد ذكرت بعض المنظمات أنّ نشاط الشابين الأحوازيين كان يقتصر على الفعاليات ضمن مؤسسة ثقافية تدعى "الشباب"وهي مؤسسة غير نفعية أسست ضمن الأنظمة الإيرانية تهدف للعمل الثقافي في مدينة سوس.لكن السلطات عادة تتهم الناشطين الأحوازيين بتهم مثل"الحراب"،"الإفساد في الأرض" ، " محاربة النظام"و"تتعريض الأمن القومي للخطر".
في حين تحمّل الحركات الأصلاحية المقرّبة من حكومة روحاني التيار المتطرف في النظام الإيراني والذي يمسك بالسلطة القضائية مسؤولية التصعيد الأخير و تزايد ال‘دامات في إيران . وتتهم هذه المؤسسات الإصلاحية المتطرفين بمحاولة تشويه صورة الحكومة الإصلاحية من خلال تشديد القبضة و فرض القيود على الفعاليات السياسية والإجتماعية. وذلك بغية تعريف الحكومة على أنها مثل سابقاتها تمارس الإعدامات و العنف والقبضة الحديدية لضرب الإصلاحات في إيران. يبدو أنّ هذه التهم تظهر مثل العملة ذات وجهين فمن ناحية هذه التهم التي تساق ضد المتطرفين صحيحة لكن صمت روحاني وجماعات الإصلاحيين باستنكار الإعدامات والقمع المبرح يضع علامة استفهام على صحة مايُقال.
التعليقات (0)