مواضيع اليوم

الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس ؟

mohamed benamor

2010-09-15 21:30:57

0


الأحزاب الدينية والمشهد السياسي
في تونس ؟

الكاتب
محمد سالم بن عمر
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
محمد سالم بن عمر، كاتب و ناقد تونسي ، عضو اتحاد الكتاب التونسيين .
أصيل سيدي بوعلي ولاية سوسة، متزوج و له شيماء و نصير الله.
متحصل على شهادة الأستاذية في التنشيط الثقافي منذ 1992، وقد عمل مديرا لدور الثقافة بتونس.
له مساهمات عديدة في النقد و الإبداع و المقال الفكري الحضاري...
صدر له كتاب:" اللسان العربي و تحديات التخلف الحضاري في الوطن العربي الإسلامي عام 1995"
كما صدر له كتاب : " نقد الإستبداد الشرقي عند الكواكبي و أثر التنوير فيه عام 2009 "
و قد نشرت له جل الصحف و المجلات الوطنية مقالات فكرية و نقدية و قصص قصيرة وقصائد .. كما نشرت له بعض المجلات و الصحف العربية .. مقالات فكرية وحضارية..
له مخطوطات عديدة أهمها :
ذكريات زمن مضى (رواية) نحو إعادة تشكيل الفكر العربي الإسلامي في العصر الحديث ﴿مقالات فكرية / حضارية﴾ .

 

 

 

 

 


المحتوى
-1الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس ؟
-2الإعلام العربي و تكريس واقع التخلف
مفارقات عجيبة-3
-4حياة أنعام!؟
-5أمة الإسلام... أمة الشهادة على الناس ؟
-6بقايا الإستعمار في ديار الإسلام
-7أنظمة حكم فاسدة ؟
-8مصطلحات مضللة
-9ردا على الدكتور محمد عمارة :
إِنَهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارَ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوب !
حصوننا تتهاوى من الداخل !؟-10
وعــي زائــف !؟-11
دعوة الحق العالمية -12
-13خطاب إلى الهاربين من ديارهم ؟!
-14الأدب إبداع و ليس إتباع
-15النقد الأدبي ضرورة حضارية
16- كلنا خائنون
17 – مفارقات عجيبة

 

 

الأحزاب الدينية والمشهد السياسي في تونس ؟

يؤكد لنا التاريخ أن تونس الخضراء قد صارت منارة إسلامية علمية وجهادية في كيان الأمة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي لأفريقية سنة 27 هـ/467 م وما جامع عقبة بالقيروان و جامع الزيتونة بالعاصمة وفتح إسبانيا على يد طارق بن زياد إلا براهين على عراقة و تجذر الإسلام في ربوع بلادنا التونسية ... أما ما يسمّى "بالاتجاه الإسلامي" و النهضة لاحقا فهو" نبت دخيل" على بلادنا ولا تربطه بمبادئ الإسلام كبير صلة إلا صلة الزي بصاحبه ، لذلك كان هذا "الاتجاه" يغير من اتجاهاته وتوجهاته في كل آن وحين منذ أكثر من عقدين !؟.. بينما مبادئ الإسلام وشريعته الغراء ثابتة مكينة ثبات مسميات الأشياء وحقائقها في الكون والإنسان والحياة... لأنها تمثل فطرة الله التي فطر الناس عليها . كما أنه قد أمضى على ما يسمى بالميثاق الوطني ، معتبرا مجلة الأحوال الشخصية المبنية على أسس لائكية و علمانية "إجتهادا إسلاميا" !!؟
تنقسم "النخبة التونسية" حول "منح حزب ديني رخصة العمل السياسي" !؟ في الحقيقة هذا حق لمن لا يملكه ولا يمكن له أن يملكه، لأن صاحب الأمر والنهي الحقيقي في هذا الوجود ، الله عز وجل ، قد أمر وأمره نافذ لا محالة طوعا أو كرها بتكوين : " أمة " تبلغ شريعته للناس كافة و تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر المفصل في القرآن الكريم ، ليحيى من حيي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة ، وإنك يا قارئي لن تجد وسيلة إعلام واحدة في تونس أو في العالم – حتى تلك التي تكن عداوة كبيرة للإسلام و أهله - لا تذكر بمبادئ الإسلام وشريعته و ثوابته الأزلية المركونة في نفوس البشر جميعا التي فطرهم الله عليها منذ بداية الخلق حتى و إن خالفت "أفعال" المذكرين بهذه الثوابت الأزلية من أئمة السوء ، أقوالهم ... وما إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم عنا ببعيد (رغم تبني المشرفين عليها لنشر فكر الدراويش و تخدير الشعب بمقولات دينية لا تمت للإسلام الصحيح بأية صلة) .. ! فحجة الله قائمة علينا جميعا و ليس للناس على الله حجة بعد الرسل، و تنزيل القرآن الكريم = الكتاب الذي تحدى و لا يزال يتحدى الجن و الإنس و الملائكة أن يأتوا بحديث مثله فعجزوا .

أما القول بأن "الواقع التونسي أو العالمي لا يحتمل تطبيق الشريعة الإسلامية التي سنت قوانينها منذ 14 قرنا فهو قول مرفوض ومردود على أصحابه شكلا ومضمونا، و دليل جهل كبير بالشريعة الإسلامية و الثوابت الربانية : أما الشكل فالشريعة قد سنت و اكتملت كل معالمها منذ خلق آدم عليه السلام وتعليمه "الأسماء كلها" وما بعثة محمد صلى الله عليه وسلم والمرسلين من قبله عليهم السلام جميعا إلا تذكيرا بها لا غير : لذلك كثيرا ما ذكَر القرآن بني آدم بأن الله قد : " شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه..." (سورة الشورى الآية 13). فالشريعة بهذا المعنى لم تسن منذ 14قرنا فقط بل سنت منذ آلاف السنين، ولا أعتقد أن أي مبصر يجهل هذه الحقائق المكتوبة بين دفتي كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه منذ 15 قرنا. لقد حد "بديع السماوات و الأرض" منذ خلقه الخلق حدودا معلومة و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة . إن خروج أين من هذه الكائنات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون والحياة، الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. : يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته.. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته.. أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟ كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل والوساوس و الأمراض المستعصية على قدراتهم المحدودة ( السيدا، جنون البقر ، أنفلونزا الطيور و الخنازير و غيرها ...) إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل، و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم – و ليس تعليم - بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم .
إن الزيغ عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها يعني حتمية نيلهم الخزي و الشقاء في الدنيا و خلودهم في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين .
فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق التي لا يصلح غيرها لتنظيم حياة الإنسان في أدق تفاصيلها و جزئياتها (النكاح ، الممارسة السليمة للجنس ، الرضاعة ، تقسيم الإرث بنسب مدققة ...) منذ خلق آدم عليه السلام ، لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿إهبطوا منها جميعا – الجنة بسبب المعصية التي ارتكبها آدم و إبليس- فمن تبع هداي(الطريق المستقيم الذي عبده الله لبني آدم) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. و الذين كفروا وكذبوا بآياتنا (حادوا قليلا أو كثيرا عن شرع الله) أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ). كما نجد الله عز وجل يذكر المسلمين دائما بأن القرآن هو كتاب الله الخالد الذي جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل وكل الكتب الإلاهية السابقة له:﴿إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى﴾(سورة الأعلى الآيتين 18و19) وعندما يخاطب الله بني إسرائيل يقول لهم :﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون. وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون﴾ (سورة البقرة الآيتين 40 و41). كما أن عقيدة المؤمن مبنية أساسا على الإيمان بالله وجميع كتبه ورسله... يقول الله عز وجل : ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ (سورة البقرة الآية 285 ). وعندما يأمر الله عز وجل المؤمنين بصيام شهر رمضان يذكرهم بأن فريضة الصيام قد فرضت على المؤمنين من أتباع الرسل السابقين أيضا : يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾(سورة البقرة الآية 183). وكثيرا ما ذكر القرآن المؤمنين أنه يريد أن يهديهم ﴿سنن الذين من قبلهم = القوانين التي خضع لها الأنبياء و أتباعهم من قبل ﴾ من عباد الله الصالحين .. والحاصل أن شريعة الله مكتملة منذ خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وقرر أن يجعله خليفة في الأرض و ليس كما يزعم المبطلون من قومنا = "وثنيو العصر الحديث "، فأوامر الله ونواهيه ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمان أو المكان، وكانت المهمة الأساسية لرسل الله عليهم السلام تذكير أقوامهم بها ليسير على هديها من شاء، ويكفر بها من شاء، والمتبعون لها يسميهم الله : « المؤمنون والمهتدون وأولو الألباب وأولو العلم...» وغير المتبعين لتعاليم الله يسميهم الله بـ :« المشركين والكفار والمنافقين والعصاة والظالمين والذين لا يعقلون والجاهلين لافتقادهم إلى بديهيات العقل السليم .. كما يشبههم الله عز وجل بالأنعام﴿ بل هم أضل﴾... وبالتالي لم يترك الله إمكانية للإجتهاد البشري في الدين و التشريع على عكس ما يعتقد الإسلاميون ، ولو كان هذا المجتهد نبيا أو رسولا. فالتشريع و تحديد المعايير للسلوك البشري .. قد اختص الله به دون سائر البشر، وكل ما يحتاجه المؤمن في حياته الدنيا قد فصل الله فيه القول تفصيلا..! وقد أعلمنا الله عز وجل أنه :﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾ و﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا﴾. وهذا الإخبار القرآني باكتمال شريعة الله وتفصيل كل دقائقها ينزع عن المجتهدين في الدين و الفقهاء الإسلاميين أي مشروعية، بل إن الله يعتبر أن أتباع هؤلاء المجتهدين في الدين قد : ﴿ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم﴾ كما فعل اليهود والنصارى من قبل، وبالتالي فان المجتهدين في الدين و المشرعين باسم الإجتهاد وأتباعهم هم كفار ومشركون في المفهوم القرآني / الرباني !؟ فالمؤمن بالله حق الإيمان المقتنع بربوبية الله عز وجل لا يحتاج لانتهاج السلوك القويم إلاّ لكتاب الله الذي أنزل( الكتاب و الميزان﴾ آيات بينات/ بصائر إلاهية استطاع محمد صلى الله عليه وسلم - قدوة جميع المؤمنين- وأنصاره من الأميين المؤمنين فهمها واستيعابها بحسب معطيات عصرهم الحضارية لأنها آيات بينات، وإقامة دولة إسلامية قوية على أساسها .. أوصلت تعاليم الله و شريعته و معاييره و قرآنه إلى أقاصي الأرض.! و منها بلادنا بلاد عقبة بن نافع و طارق بن زياد وليست بلاد المتاجرين بالدين و السياسة المقيمين في نزل خمسة نجوم في بلاد العدو .
كما أن حدود الله وشريعته مطبقة تطبيقا غاية في الدقة لا يدركها الجاهلون بنواميس الكون ،عميان البصيرة ، مطلقا ، في تونس وفي العالم كله منذ خلق الإنسان: "عصيان آدم لله في الجنة أنزله إلى دنيا التعب والكدح والشقاء، عصيان الله في الدنيا ينتج عنه حتما : المعيشة الضنك والتعب النفسي والبدني كلّ حسب جريمته وظلمه وجهله بقوانين الله الأزلية في الكون و الحياة و هذا ما تعيشه كل السلطات المعرضة عن قوانين الله في العالم اليوم معارضة و أحزابا حاكمة لأنها دول و شعوب لا تحتكم إلى ما أنزل الله في كتابه العزيز من قوانين لا يحيد عنها إلا جاهل أو مريد للإنتحار المادي و المعنوي ... = قاتل نفس بغير حق "يُقْتل" ولو بعد حين : "فرعون وجنده لما همّوا بقتل موسى ومن معه ظلما و عدوانا ، أغرقوا جميعا ... الشيخ ياسين لما شجع على قتل الأبرياء قُُّتِل... ألزرقاوي و غيره ممن يقتلون الأبرياء من خلق الله، يقتلون أو يعيشون معذبين إلى أن تأخذهم المنية و يردون إلى أشد العذاب الأخروي و هذا قانون إلهي أزلي مطبق في الدنيا و سيطبق يوم يقوم الناس لرب العالمين على جميع الخلق.../ يوسف عليه السلام لما "همَّ" بامرأة العزيز سجن بضع سنين .. "اللصوص قطعت أيديهم في جميع "دول التوحيد" و في الدولة الإسلامية، أو شلت أبدانهم في كل زمان ومكان أو ماتوا بأمراض مزمنة في قلوبهم وأدمغتهم... وانتابتهم شتى الأمراض المزمنة و المهلكة : "شارون"... "ياسر عرفات"... إلخ . لأن القانون الإلاهي يفرض على جميع الخلق : " و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " و" كل نفس بما كسبت رهينة" صدق الله العظيم أي " كل شاة معلقة من كراعيها كما جاء في لغتنا العامية .
لقد عبرت المعارضة دائما عن تخوفها "من فكرة وجود حزب ديني سياسي" في تونس ودعت إلى "ضرورة التمييز بين حزب ديني سياسي وحزب سياسي ديني ورفض الخلط بين الوظيفة الدينية والوظيفة السياسية"!!؟ و هذا القول يحمل بين طياته منتهى البلاهة و الجهل و التخبط في الظلامية و العمى الفكري و الحضاري ، لأن الإسلام ما جاء و القرآن ما تنزل على محمد صلى الله عليه و سلم إلا ليحيا به الناس في أدق تفاصيل حياتهم ... و ما الدولة التي بناها محمد صلى الله عليه و سلم بالمدينة المنورة بعد ثلاثة عشرة سنة من الدعوة للتوحيد ،إلا برهانا ساطعا على أن الإسلام ما جاء إلا ليحيى به الناس ، دون الإرتهان لتجارب الآباء أو الأقدمون بدعوى" المحافظة على التراث " و التخلف %

 

 

الإعلام العربي
وتكريس واقع التخلف ؟!
لشدّ ما تقلقني تلك التحاليل التي ترجع كل مآسينا الحضارية كالقهر والتسلط وهيمنة الخطاب الواحد على وسائل إعلامنا إلى عنصر واحد أو فرد واحد ألا وهو القائد أو الزعيم/ الصنم المعبود.؟
وسبب قلقي أن مثل هذه التحاليل من شأنها أن تغطي على مواطن الخلل في مجتمعنا ولا تعالجها بكيفية ناجعة، لآن شرط العلاج الصحيح هو التشخيص السليم والشامل لأسباب الخلل، إذ لا يعقل مثلا الزعم بأن التخلف الذي يهيمن على وسائل الإتصال عندنا مرده الولاء لقائد سياسي أو لنظام حُكم معين، فالقائد السياسي لا يزيد عن كونه يمثل رمزا لقوى اقتصادية واجتماعية وسياسية تختفي وراءه هذه القوى حتى لا يطالها النقد والتجريح و يفتضح أمرها. لذلك فهي في سعي دائب لتكريس واقع التخلف و النهب و الظلم باحتكارها لوسائل الإتصال الجماهيرية، حتى لا توظف هذه الوسائل في توعية أفراد الأمة بحقوقهم في الإنتفاع بثروات الوطن، ومشاركة هذه الشرذمة في الثروات والخيرات التي اغتصبوها ظلما وعدوانا من عرق جبين الأمة و حقوقها المسلوبة . وخير وسيلة تتبعها هذه الشرذمة المستبدة بكل حظوظ الوطن ، تتمثل في صناعة "صنم بشري"Ÿ تضعه في الواجهة لتحقيق مآربها و الحفاظ على مصالحها، وتحيك حوله الأساطير وتنشط في تزييف الحقائق لإقناع الناس بضرورة الصبر و الخضوع لصروف الدهر لأن القائد الأوحد/ الصنم المعبود، بصدد حل جميع مشكلاتهم، وهكذا يخلقون الأمل الزائف تلو الأمل ليبقى الناس يتضورون جوعا وفقرا وبطالة وقهرا ومرضا .. صابرين، واهمين ، وهم في شوق ليوم قادم لن يأتي أبدا.
إن هذه القوى المحتكرة لثروات الأمة و المشرفة على كل حظوظها الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية .. لا يمكنها أن تعيش و تستكرش و تتمدد جذورها ، إلا في ظل واقع مريض و مستنقع انتشرت فيه كل أنواع الجراثيم الفتاكة،و سترت عورته الميوعة و الإنحراف ولفه الإستحمار الفكري و الديني لفا ... مما يوفر لها أسباب الإستمرار و التمدد في احتكار الثروة والمسؤولية . والشرط الأساسي لاستمرار هذا المرض العضال و الإستبداد المقيت الجاثم على قلب الوطن، يتمثل في احتكار وسائل الإتصال الجماهيرية لأن انفلات هذه الوسائل من أيدي هؤلاء المحتكرين/ المجرمين يعني بروز رجال صادقين ينصحون الأمة ويكشفون لها الزيف والنفاق ويحاربون الظلم و الإحتكار وهذا من شأنه أن يفقد هؤلاء الأوغاد هيبتهم المصطنعة وثروتهم التي بنوها على جماجم الفقراء والمضطهدين و المستضعفين من الرجال و الولدان و النساء.%

 

 

 

 

 


مفارقات عجيبة!! ؟

واعجبي من أمة أنزل عليها القرآن لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وهي لا تزال تعيش في ليل حالك الظلمة منذ قرون و لا تدري!
واعجبي من حركات و حكومات " إسلامية " تنادي بالديمقراطية الغربية و تتبنى نظم وضعية لائكية ظالمة و لا تنادي بتطبيق قوانين الله المفصلة في الذكر الحكيم !! ؟
إن المرء ليعجب و إن النفس لتحنق من تلك الدول و الحكومات و الحركات الإسلامية التي تزعم أنها تنتهج منهجا ربانيا في كل تحركاتها و تعاملها مع الأحداث المختلفة ، و واقعها يشي بمخالفات جسيمة و تجاوزات رهيبة لكل مبادئ الإسلام و ثوابته و بصائره التي لا تخطئها العين أبدا :
إنها تنادي بالديمقراطية علنا و تعتمدها منهجا لحل المعضلات و تفخر بذلك و تزايد و تقدم التضحيات الجسام و" الشهداء الأبرار" لتعلن في النهاية أنها لا تزال تتمسك بمبادئ الديمقراطية و جبروتها و لن تتخلى عنها مهما أصابها من عنت لاعتقادها الجازم بأنها المخرج الوحيد و الطريق الأمثل لتحقيق طموحات المسلمين و تطبيق شريعة الإسلام !! ؟
و السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو : كيف يجمع هؤلاء الخونة لله و لرسوله ، بين متناقضات ، بين منهج رباني فطري قد فطر الناس عليه منذ خلقهم الأول ، منهج رباني يدرك إدراكا تاما و مطلقا حقيقة الإنسان و الكون و الحياة ، فأنزل من الثوابت ما يلاءم حياة الإنسان و يفي له بكل أشواقه الروحية و المادية و يلبي جميع حاجياته الظاهرة و الباطنة ، و بين منهج إنساني نسبي لا يزال يتخبط خبطا عشوائيا في ظلمات بعضها فوق بعض و يتسبب في مآسي إنسانية لا تحصى و لا تعد ، و قد عجز عجزا تاما و مزمنا حتى عن تلبية أشواق الإنسان الغربي الذي قد انحرف عن فطرة الله منذ أمد بعيد ، فما بالك بأشواق الإنسان المسلم الذي تفتحت عيناه على نور الله و هدايته !! ؟ لقد عجزت الديمقراطيات المختلفة عن إيجاد سلم بين أبناء الوطن الواحد وهي لا تزال تتسبب يوميا في سفك الدماء بغير حق، و انتهاك الحقوق و سحق الإنسان أينما كان، و تشريد الأطفال و النساء و المتاجرة بأعراضهن في أسواق النخاسة... فكيف تصبح هذه الديمقراطية العمياء بديلا عن منهج رباني يرى أن قتل نفس واحدة بغير حق كقتل الناس جميعا !! ؟ منهج يرفض رفضا قاطعا أن يكون أي فرد فيه عاطلا و غير مسئول في بلده و حمل الأمانة التي كلفه ربه بحملها ، لأن العطالة في مفهوم الإسلام تعني الموت ، يقول الرسول الأكرم : (كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ) ، بينما أقصى ما تطمح إليه الديمقراطية الغربية أن تخلق صنفين من الناس : سادة و عبيد، سادة يتحكمون في مصائر الناس و يتولون مختلف المسئوليات و عبيد يصوتون لفائدة هذا أو ذاك ، ليحالوا بعد ذلك على التقاعد و العطالة التاريخية !! ؟ و هذه العطالة ليست بسبب نقص في مداركهم العقلية أو بسبب مرض في أبدانهم ، و لكنها بسبب نقص المال في جيوبهم !! ؟
إني لأعجب كل العجب من مسلمين يسمعون آيات الله تتلى عليم آناء الليل و أطراف النهار تأمرهم بالخضوع لشرع الله و الحكم فيما بينهم بما أنزل الله في القرآن ، و تكفر بألفاظ واضحة كل من لا يحتكم لشرع الله ، ثم لا يجدون غضاضة في الإنتماء لأحزاب و حكومات علمانية لائكية لا تعترف أصلا بالشريعة الإسلامية ، ثم يمنون النفس برضا الله عنهم يوم يقوم الناس لرب العالمين !! ؟

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !