مواضيع اليوم

الأحزاب الإسلامية تسير نحو الهاوية

ابو زيد السروجي

2011-12-17 15:29:47

0

الأحزاب الإسلامية هل تسير نحو الهاوية؟     //// ......////// ........
 

         تتوالى انتصارات الأحزاب الإسلامية في الانتخابات في مختلف الدول العربية من تونس إلى المغرب إلى مصر . وبعد اكتساح حزب النهضة لأغلب المقاعد في البرلمان التونسي وبعد حصول العدالة والتنمية على أكثر من ربع المقاعد في مجلس النواب المغربي وفوزه برئاسة الحكومة.. هاهم الإخوان المسلمون في مصر من خلال حزب العدالة والحرية يحققون فوزا كاسحا في انتخابات مصر متبوعين بحزب النور ذي التوجه السلفي.
      فما دلالة هذا التقدم؟ وهل يعني هذا أن المجتمع العربي بدأ يتخلص من طابعه العلماني ويتحول نحو مجتمع إسلامي تسوده شريعة القرآن ؟ 
      هذا سؤال سابق لأوانه لعدة أسباب .
       أولها أن الشعوب العربية كانت دائما مع الأحزاب الإسلامية . غير أن استبداد الحكام كان يمنع هذا التلاحم بين الإسلاميين وشعوبهم تارة بحظر هذه الأحزاب وتارة بتزوير النتائج وتارة بتعطيل الانتخابات .
لنا دليل واضح في انتخابات الجزائر في مطلع تسعينات القرن الماضي. فقد تقدمت الجبهة الإسلامية للإنقاذ تقدما كاسحا في مختلف الولايات الجزائرية . غير أن جنرالات الجزائر أجهضوا ذلك الفوز وصادروا صوت الشعب في أكبر عملية لخنق الديمقراطية .
وماذا فعل الغرب حينها ؟ لقد تآمر ت الدول الغربية مع بيادقها من جنرالات الجزائر لوأد تلك التجربة الفتية.
وها قد تغيرت الأمور . وهاهي الدول الغربية تعلن ارتياحها لفوز الإسلاميين. بل إن العديد من قادة الغرب دعوا إلى ضرورة الاستماع إلى صوت الشعب العربي. فما سر هذا التحول في الموقف الغربي؟

     ثاني هذه الأسباب أن الأحزاب الإسلامية الفائزة في الانتخابات لا يتضمن برنامجها الانتخابي الحديث عن أسلمة المجتمع ولا عن نبذ القوانين الوضعية ولا عن اعتماد الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع.
كما أن السيد عبد الإله بنكيران زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي صرح غير مرة أن الحزب غير معني بمحاربة الخمر أو التبرج أو الإلحاد ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
     كذلك حزب النهضة في تونس يعلن صراحة أنه لا يطمح إلى إنشاء مجتمع إسلامي ولا يطمح إلى خلافة راشدة .
وهاهم الإخوان المسلمون في مصر يطمئنون المبعوث الأمريكي بأن الإخوان سيلتزمون بكل المعاهدات الدولية بما في ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل.
    وربما لا يختلف ذلك عن مواقف حزب العدالة والتنمية التركي الذى لازال يعلن أنه ليس ضد علمانية الدولة التركية .
ثالث هذه الأسباب يتمثل في موقف الطرف الآخر من فوز الإسلاميين.
الحكام يهللون لفوز الإسلاميين وهم يشيدون بنجاح الديمقراطية في بلدانهم.
الأحزاب المنافسة لم تبد أي اعتراض على نجاح الإسلاميين . ولم يتقدم أي حزب بالطعن في نجاح الأحزاب الإسلامية. ولم يشكك أحد في نزاهة الانتخابات .
       الأدهى من ذلك أن بعض الأحزاب اليسارية سارعت إلى دعم حكومة الإسلاميين وأعلنت استعدادها للمشاركة في تحالف حكومي مع أحزاب كانت تعتبرها عدوها الأول قبل سنوات قليلة. يحدث هذا مثلا في المغرب . ويحدث بشكل مفضوح.
هذه بعض أسباب تجعل السؤال عن مدى استعداد الأحزاب الإسلامية لأسلمة المجتمع سؤالا سابقا لأوانه. وإن كنا نستبعد مجرد تفكير هذه الأحزاب في تطبيق بعض مبادئ الشريعة الإسلامية.
      إذن فما غاية أحزاب ذات توجهات إسلامية وذات مرجعيات أصولية من التهافت على الفوز بمقاعد في برلمانات لا تملك من الصلاحيات ما يخول لها تنفيذ بعضا من وعودها الاتنخابية ؟
       وهل ستنجح هذه الأحزاب في تحقيق عدالة اجتماعية تتطلع لها كل الشعوب العربية؟ مما يبر ر أي نكوص عن إشهار برامج إسلامية شاملة .
       لا جواب عن كل هذا إلا إذا ربطنا تقدم الإسلاميين بالواقع السياسي العربي في ظل ما بات يعرف بالربيع العربي.
لقد عصفت رياح التغيير بكل الأنظمة العربية القائمة على الجور والظلم والاستبداد . لم تسقط هذه الأنظمة . ذهب حكام مستبدون . هذا صحيح ولكن أنظمتهم لم تسقط كلية. لأن الانتخابات كانت خير من يعصم تلك الأنظمة من السقوط.. فهل شجعت هذه الأنظمة فوز الإسلاميين وسهلته تسهيلا ؟
      أنظمة أخرى أحست أنها مهددة بالسقوط فاستغاثت بالديمقراطية . أدركت في الأخير أن الخير كل الخير في فسح المجال للإسلاميين ليشاركوا في اللعبة . حتى إذا سقطت هذه الأنظمة سقط معها الإسلاميون. أو على الأصح كان الإسلاميون أول من يسقط.
     إذن هناك تواطؤ بين كل الأنظمة العربية على تسليم شيء من السلطة للإسلاميين. وأن هذه الأنظمة ضحت ببعض رجالاتها لتمكين الإسلاميين من تسيير شؤون البلاد.
     وقد نذهب بعيدا فنعلن أن الأنظمة العربية تبدو متواطئة مع قوى أجنبية خارجية تتحكم في توجيه السياسة العالمية على النحو الذي يرضي أمريكا وإسرائيل.
     ليس هذا مستبعدا في ظل الأزمة الآقتصادية التي توشك أن تعصف باستقرار العالم. أزمة يمكن أن تعصف بالتلاحم بين الأحزاب الإسلامية والشعوب التي منحتها أصواتها . أزمة ستقول بأن الإسلام ليس هو الحل .

        وحدها الأحزاب الإسلامية تتحمل مسؤولية توريط الإسلام في أزمة صنعها الآخرون..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !