الأثر السلبي للأعلان في نفسية الطفل
تنوعت مؤخرا أساليب الأعلان التجاري بمختلف ألوانها وصورها منها ما يهدف إلى ترويج احتياجات لا غنى عنها,ومنها مايهدف إلى استنزاف أموال المستهلك بكل الأشكال والصور.
يعتبر الأطفال واحد من الأهداف التى يترصدها الأعلان,فهم زهور الأسرة التى نادرا مايرفض لها طلب,ومن هنا تتنوع أساليب الإغراء لتشمل الألعاب,الثياب,الحلويات وهلم جرى,والتى لابد وأن يسيل لها لعاب الأطفال,فتبدأ أنواع الضغوط النفسية التى تمارس على الأهل لتلبية الرغبات بداّ بإستخدام الحيلة مرورا بالصراخ انتهاءاّ بالإضراب عن الذهاب للمدرسة أوحتى عن الطعام أو الشراب,مما يضع الأسرة في وضع نفسي سيء نتيجة لتكرار "اللحح" أو الأزعاج,فيبدوأون في تلبية رغباتهم إراحة لألوان الصداع التي قد تصيبهم إذا لم يفعلوا.
وبالطبع حين نذكر أثر الأعلان السلبي نحن لا ننس ذكر الفرقة الأخرى والتى لاتملك المعونة المادية الكافية لإكفاء حاجتها الأساسية فما بالك بكل إغراءات الأعلانات؟
ومن هنا يعاني الطفل الضغوط النفسية من شعوره بالنقص مقارنة بأقرانه ومن عدم قدرته على الأستمتاع بطفولته على الوجه الأكمل,فبهذه الطريقة قد يميل الطفل إلى الأنفراد والعزلة وعدم مشاركة الأخرين اللعب,أوقد
يلجأ للكذب حتى يشبع الشعور الداخلي بالنقص المتولد لديه,وفي بعض الحالات المتقدمة قد يبدأ في استخدام العنف كوسيلة للتنفيس عن المكبوت من مشاعره,وفي حالات أخرى قد يبدأ الطفل بالسرقة,إما بسرقة ألعاب زملائه, أوحتى سرقة نقودهم,ظنا منه أنها الوسيلة المثلى لإشباع رغاباته.
وقد يصل الأثر النفسي في بعض الأطفال إلى ترك المدرسة,لأنهم لايستطيعون تحمل الفرق بينهم وبين زملائهم ,هذا كله بسب إعلان صغير لاتزيد مدته عن دقائق معدودة.
نحن لاننكر أهمية الأعلانات وأثرها في تلبية احتياجات أفراد الجتمع,ولكن ننقم الأسلوب الذي قد يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة, خاصة عندما يصور الأعلان بأن الطفل الذي لايملك تلك اللعبة لن يكون طفلا مثاليا قط,أو لن يكون قادرا على أن يشارك أقرانه اللعب,وأفكار كهذه أفكار هدامة تؤثر سلبا في الأطفال,نظرا لحداثة سنهم وقلة إدراكهم,وهذا شيء ملموس في المجتمع وحقيقة لايمكن إنكارها,بل يجب التعامل معها بأساليب التوعية,وبضبط نظم وقواعد الأعلانات التجارية وخاصة للأطفال لما في ذلك من تأثيرات سلبية على سلوك الطفل.
التعليقات (0)