مواضيع اليوم

الآيادي العابثة

فارس ماجدي

2010-02-06 06:43:48

0

 ...

اعرض في هذا المقال الى سلسلة المؤرخون اليهود الذين عاصروا فترة المسيح المزعوم والذين سكتوا تماما عن أي ذكر للمسيح ولدعوته ومعجزاته وصلبة ، كما اشير الى فضيحة المسيحيون الذين أدخلوا نصا مقتضبا يشير الى وجود المسيح في كتاب الآثار اليهودية لفلافيوس والذي راح المسيحيون عبر تاريخهم الطويل يستشهدون بهذا الكتاب على وجود المسيح التاريخي فهم سدنة التزوير وأرباب الكذب والبهتان . فقد حاولوا العبث بتاريخ واحد من اعظم المؤرخين القدماء ليدخلوا نصا متهافتا عن المسيح في كتاب هذا المؤرخ وغيره ليؤكدوا زعمهم بوجود هذا الكائن الخرافي راعي الخراف السماويه .
فـلافــيوس جوزيف (حوالي 37م -100)
وُلــد جوزيف عــام 37م من أسـرة يهودية ميسورة الحـال وتـم تعيينه حاكماً على الجلـيل في بـداية ثورة 66، وقـد تـولى قيادة المحاربين ضد الـرومان. ثــم إعتقله الإمبراطور فـسبـازيـان وسـرعان ما إنـقلب موقـف فـلافيوس جـوزيف، إنقـاذاً لحياته، ليصبح متعـاوناً بحماس مع الرومـان، الأمُـر الــذي سمح له بالحصول على الجنسية الــرومانية، إلا أن ذلك لا يمنع من أنه من كبار مـؤرخي عصره، ومن أهــم مـؤلفـاته:"حـرب اليهـود ضـد الــرومـان" من سبعة مجـلـدات، و "الأثــار اليهودية "أو"التاريخ القـديم لليهـود" من عشرين مجلداً، إضافة إلي مـؤلف "ضـد أبـيـون" من جزئين وسيرته الذاتية.
وفي كل هـذا الكم المستفيض خاصة في كتابه آثــار اليهود، وقــد ضمنها منذ عصر سـفر التكوين حتى حرب اليهود مع الرومان سنة 66م، لايوجد سوى فـقرة من بضعة أسطر تقول:
"وفي نـفس العصر آتى يسوع، إنه رجـل عـاقـل، إذا كان يجب أن نطلق عليه رجـلاً. لأنه كان صانع مُعجزات وسيد الرجال الذين يتلقـون عنه الحقيقة بسعادة. وقــد جــذب إليه العـديد من اليهود والهلليـنين، أنه كان المسيح، وعندما حكم عليه بيــلاطس بالصلب بناء على وشاية من مواطنينا الأوائل، لم يكف الذين كانوا يحبونه عن الإعجاب به لأنه ظهر لهم بعد ثـلاثة أيــام، لقد قام، إذ كان الأنبياء الـقدامى قـد أعلـنوا ذلك وآلاف الأشياء الأخـرى بشأنه. والجماعة التي يطـلق عليها المسيحيين لم تخـتف بعـد"! .
ولو كانت هــذه الفـقرة نصاً أصلياً لكانت حاسمة على الأقل في وجود المسيحي التاريخي ولكان لنا أن نقبل بوجوده ، إلا أن كافة العلماء والبحاثة التاريحيون يجمعون على أنها إضافة تحريفية لاحـقة قام . فهي من ناحية، لم تكن موجـودة في أقــدم نسخة من "أثــار اليهـود" تلك التي كان يمـتلكها أوريجـين في مطلع القـرن الـثالث والـذي كان يـؤكد أن فيلافيوس جـوزيف كان يرفض "الإعتـقاد بالمسيح" ومن المعروف أن فـيلافيوس جـوزيف كان شـديد التمسك باليهودية ، وهو ما يبدو في كل أعماله، خاصة في سيرته الذاتية وفي الكتاب الهجومي الذي ألفه "ضد أبيون".
الفضيحة الكبرى أنه في سيرته الذاتية يتحدث عن عن وجوده في أور شاليم لمدة 15 وقد كتب مؤلفه هذا آثار اليهود في هذه الفترة ثم يقول في السيرة أنه لم تظهر طيلة المأتين سنة السابقة وحتى هذه اللحظة بدعة دينية واحدة سوى بدعة الاسنيين وهم اصحاب محطوطات قمران التي اكتشفت لاحقا في البحر الميت والتي هي بدورها لم تذكر من قريب أو بعيد أي معلومة عن المسيح علما أنها كتبت العصر المزعوم لوجود المسيح .
ويــؤكد الأب جيليـيه مـترجم أعمال فـيلافيوس جوزيف سنة 1756: "أن التناقضات والتحريف يتـولد أمامي في كل خطوة. إنني مضطر إلي القول بأن كتاباته قـد تــم تعــديلها بحيث أصبح يتناقض مع نفسه، وأخشى من تكرار ذلك القـول وأثــره غير الحميد على أعماله ".
ويـوضح جوزيه إن "المسيحيين قــد إستولوا على أعمال جــوزيف، إذ أن مـواطنيه قــد تباعـدوا عنه، لإنضمامه إلي صفـوف الرومان، وراحــوا يحرفـونها وفـقاً لهــواهـم"،( " يـسوع المســيح أسطـورة أم شخص تـاريخي " صـفحة 29 ).
ويـؤكـد كوشو، في كتابه حول "مشكلة يسوع وأصول المسيحية"، إستحـالة أن ينطق فـلافـيوس جـوزيف بمثل هـذا القــول "لأنه لو كان قـد قاله حقاً لكان مسيحياً. إلا أنه كان شـديد التعلق بيهوديته الفـاريسية، وهو ما نُــطالعه في مؤلفــاته اللاحـقة وسيرته الذاتية ".
وإجماع أخــر من كافة الباحثين على أن تلك الفــقرة أضيفت بفعل فاعل يوضح أن الجـزء الذي أضيفت فيه لا يتـفـق وسـياق الكلام، حيث إن جــوزيف كان يتحدث عن المصائب التي لحقت بمواطنيه أيام بـيلاطس. وأنه إذا ما حـذفت تلك الفـقرة فإن سياق الكلام يتواصل بموضوعية واضحة ! ثم بدا التحريف واضحا في نوعية قطع السياق .
أما فـوتــييه ، فيوضح في كتابه عن " لـُغـز يسوع" أن فـيلافيوس جوزيف قد كتب عـدّة ترجمات "لحـرب اليهود" وأن النص الآرامــي له يرجع إلي عــام 75م. والنص اليـوناني إلي 79م.وأن هـــذه الترجمة اليونانية لا تتضمن أية إشــارة إلي يسوع ، الى ماذا يوحي ذلك ؟ أن الأبحـاث قــد دلت على أن الجــزء الأول والأجــزاء من ثــلاثة إلي سبعة رائعة الصياغة والمضمون الـدقيق، إلا أن الجــزء الثاني الذي يقص الأحــداث التي تتوافق والفترة التي عـاش فيها يسوع رديئة الصياغة وغيـر متناسقة المضمون. وذلك دليل قاطـع على أن هـذا الجــزء قــد تــم التلاعب فيه بأيــدي النـّساخ المسيحيون فيما بعد .
لذلك يـؤكـد فـوتـييه بإصرار واضح:"أن كتاب (حـرب الـيهود ) والجزء الثامن عـشر من كتاب (الـتاريخ القـديـم لليهود) اللذان يتناولان أحـداث القرن الأول الميلادي" تتضمن آثــاراً شـديدة الوضوح للتغـييروالتبديل، والنصوص المدسوسة، والنصوص المحذوفة.
ويُشير في الفصل الثالث من كتابه إلي أن مقـدمة كتاب "حرب اليهود ضد الرومان": " النص اليوناني يتضمن ملخصاً لما سوف يتناوله الكتاب، وفي هذه المقدمة، فإن الكتاب في وضعه الراهن، ينتقل فجأة من حكم الإمبراطور أغسطس إلي السنة الثانية عشرة من حكم الإمبراطور نيرون
أي أنها فجـوة تشتمل على حوالي ستين عاماً " ومن اللافت للنظر أن هـذه الفجوة هي الفترة التي تحتوي على نشاطات كل من يوحنا المعمدان، ويسوع الناصري، وبولس الطرسوسي".
ومن الواضح أنه لايمكن لواحــد في مثل دقـة فـلافـيوس جـوزيف أن يقـفز متغاضياً عن مثل هـذه الحـُقبة بكل ما فيها من أحــداث مصيرية. وهنا لايمكن لأي دارس أمين إلا أن يـُشير بأصابع الإتهام إلي الأيـادي العابثة في الكنيسة التي من الواضح أنها قامت، منذ لحظاتها الأولى، على عبثيات الغـش والتحريف والتزويــر.
لذلك يقــول فوتيه :"إن الكنيسة قـد حرفت الفـقرات الواردة في مؤلفات فلافيوس جوزيف، والعــديد من الأكاذيب التي لايكفي مجلداً لإستيعابها، إنها أكاذيب ما أن يكتشفها القــارئ حتى تــؤدي إلي نتيجة عكسية لما أراده المزيفون. وتكفي الإشارة هنا إلي كم التحريف الذي قام به يوسبيوس، أسقف القيصرية (314 -340)، والذي أطلق عليه المـؤرخون لقب "الـمـزوِّر " لنـرى ما الــذي قــام به المسيحيون لمواجهة نقـص الوثـائق ولمحاولة إثبات الوجــود التاريخي للشبح الذي أطلقوا عليه اسـم يسوع " (" مهــزأة المسـيح" صفحة 111).
ويورد فــو في كتابه المعنون "خـرافة يسـوع المسيـح" "أن النصوص المتعلقة بيسوع المسيح ظهـرت لأول مـرة في القـرن الرابع في أعمال يـوسبيـوس ولم تكن قـد وجــدت بعــد في كتاب " الأثـار العبرانيـة" في عهد أوريجــين (185 – 254)، بما إنه هـو بنفسه يــؤكد في كتابه المعنون " ضـد سلسـيوس" أن فـلافـيوس جــوزيف لم يتحدث أبداً عن يسوع يُـدعى المسيح. إن الــتزوير لشديد الوضوح لدرجة أن الكنيسة نفسها لم تعــد تــدافع عن تلك الفقرة المدسوسة في أعمال فـلافـيوس جـوزيف".
فــيلون السكندري (13 -20 ق.م -54 م )
فيلسوف ومثـقـف، ولــد أيــام هيـرود الأكـبر، وتـوفى عـام 54م، أي أنه فرضاً يُعـد معاصراً تماماً ليسوع، وهـو شـديـد الإلمام بكل ما يتعلق باليهود , وتتضمن أعماله 57 عملاً، منها كتاب بعنوان "عصر بيــلاطس " وهـو كتاب لو استطاع أن يضمنه شيئاً عن يسوع المسيح لـوجـد عشرات الإمكانيات، لكنه لم يـذكر يسـوع مـُطلقاً.
ويُعـد فيـلون من كبار مـثـقـفي عصره وأنه شـديد الأمانه الموضوعية ومشهود له بأنه لا يغــفل كبيرة ولا صغيرة في الموضوع الـذي يتناوله. وذلك ما إتبعه في كل كتاباته المتعلقة بالطوائف الدينية المتعـددة، لذلك لا يملك المرء إلا أن يتساءل: لماذا لا يـذكر شيئاً عن يسوع وحـواريـيه، خاصة وأن شعبية يسوع – وفـقاً للوثـائق الرسمية – كانت تـفوق الآفـاق، وأنها تعـدت سـوريا، وأنهم أحضروا كل المرضى ليشفيهم، ولا يـذكر شيئاً عن ألاف الأشخاص الـذيـن إتبعوه وأطعمهم بمضاعـفة الخبز والسمك.. خاصة لا يـذكر فيلون شيئاً عن عملية "صـلب " المسيح ولا عـن تلك القـيامة المتـفردة بين الأمـوات، أو عن أولئك الموتى الذين عـادوا إلي الحياة وراحـوا يتجولون في المدينه ! وكلها أحـداث لا يمكن لمـؤرخ بمثل دقـة فـيلون أن يغفلها أو ألا يــذكر عنها سيئاً.
بل المعروف أن فـيلـون كان من الشجاعة بحيث أنه سـافـر إلي رومــا لمقابلة الإمبراطور الـرومـاني كاليجـولا دفـاعاً عن اليهود ضحايا الإضطهاد الـدامي سنة 39 في الأسكندرية. فاستقبله كاليجولا لكنه لم يستجب لمطلبه.. وبعد عـودته إلي الإسكندرية راح يواصل كتابة أعماله التي لا يـرد بها أي ذكـر ليسـوع أو لجماعة المسيحـيين السكندريين ومنهم المـدعـو أبـوللونيـوس الطـواني، الذي يـُقال عنه أنه كان منافساً أو شبيهاً ليسوع الرسـول.
وكان فـيلون تـلميذاً لأفـلاطـون، صاحب نظـرية "اللوجس" أو "الكلمة" وما أكثر ما كتبه عنها وعن العـلاقة بين الله العــالِم بكل شيئ وبين تلك الـدنيا بنواقـصها.
أي أن فكرة "الكلمة" كانت واردة في الـفكر الفلسفي ولم يضـف إليها إلاعبارة "التجـسد" التي أضيفـت في القرن الثاني.
جــوست من طـبرية
يُعــد جــوست الطبري، مــدينة طبرية، مــؤرخاً معاصراً لفـلافـيوس جـوزيف ومنافساً له.. وقد كتب هو أيضاً كتاب بعنوان " تـاريـخ اليـهود". ونعلم من فـوسيوس، بطريارك القسطنطينية أنه لم يـذكر يسـوع بكلمة واحــدة، إذ دون في يــومياته قــائـلاً: "جــوست لا يــقول شيئاً عن مجيئ المسيح ولا عن وقائــع حـياته ولا عن المعجزات التي قــام بها "
وهنا يؤكد روبير فوتيه" إذا كانت قـــد تمت محاكمة يسوع بالظروف الــوارد ذكرها في الأناجـيل، لاضطر الحاكم أن يكتب تـقـريراً رسمياً إلي رئيسه وفـقاً لما تـقتضيه القـواعـد المتبعة في الدولة ولكان قـد تــم حفظه في الأرشيف الإمبراطوري ويظل وثيقة تاريخية يرجع اليها . على شاكلة تلك الوثيقة التي حفظت في هذا الارشيف عن قتل خمسة من اليهود في ارتكابهم لجريمة قتل الفتاة الكنعانية بعد اغتصابها . ......... ويـزعـم الفيلسوف جوستان ( القرن الثاني الميلادي) أنه لم يشاهد اي محضر يكون محتواه موافـقاً تماماً لكل ما ورد بالأناجيل في هذا الأرشيف الامبراطوري وهو الذي كان أمينا على هذا الأرشيف "!.

ولنا عودة ......تيسير الفارس
أوكلاند

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !