لقد وجدَت [الرحلة ] لنفسها مكاناً في قائمة الآدابِ ، وبجدارة ... فهي حتى وإن ظلت سرداً لتنقلات شخص أو جماعة ما بين مُختلف البقاع ، إلا أنّ رسالتها أعمقُ مِن ذلك بكثير.
فالإنسان إجتماعيٌّ بطبعه ، وفضولي أيضا ... وفضوله هو ما يدفعهُ إلى الإحتكاك بالآخر واستكشافه بطريقةٍ (ضمنيا) هي لذاته .. لأن الآخر [مرآتي] التي أرى فيها محاسني ومساوئي.
ومن قرأ أدب الرحلة - بدءاً بحكايات السندباد (الخرافية) ، أو دراسات ابن خلدون (الواقعية) ، أو حتى تلك التي بين وبين كرحلات ابن بطوطة - تختلج صدره إنطباعات مميزة ... وإرادة مُفاجئة لزيارة عوالِمَ جديدة تـُقربه مِن الآخر .. بالتالي تـُقربُه من ذاته وغرائبها الكثيرة والمُتنوعة في شكل فسيفساء إنسانية.
فالآخر هو أنت .. لكن بشكل مُختلف .. والرحلة تعلمك كيفية تقبُّل إختلاف الآخر عنك أو معك .
وتقبُّلكَ للآخر لذاته لالصفاته .. هو تقبُّلٌ ضمنيٌّ لذاتك أنت الإنسانية.
تاج الديــن : 2009
التعليقات (0)