الجذور التاريخية للغة العبرية ومنابع تطورها
1ـ مقدمة:
إن تناول اللغة العبرية ، ورصد تطورها وامتدادها التاريخي ، وما أثير حولها من تساؤلات عديدة ، بما يتعلق بنشوئها ، وهل هي لغة مستقلة مترابطة ، أم أنها نسيج من لغات ولهجات متنوعة ، ولقد ساهم في خلق هذا التشويش ، مجموعة من المستشرقين الذين حاولوا إعطاء صفة الاستقلالية للغة العبرية ، وبأنها لغة متكاملة ، ونسبوا إليها العديد من اللغات الأخرى ، التي لم تستطع البرهنة على سلامة هذا التوجه والمضمون ، بل إن الوقائع استطاعت إثبات أن اللغة العبرية ، ما هي إلا إحدى اللهجات الكنعانية والآرامية ، ولم تتوصل إلى لغة ذات أبعاد مترابطة ومتكاملة إلا في منتصف القرن العشرين ، بل أكثر من ذلك ، فإن الجماعات اليهودية التي يطلق عليها أتباع الديانة اليهودية ، فإنها ما زالت لم تأخذ باللغة العبرية ، وإنما تستخدم العديد من اللغات واللهجات التي كانت ولا زالت تتحدث بها ، بدءاً من اليديشية التي يتحدث بها أعداد كبيرة من هذه الجماعات وخاصة الاشكانيزم ، واليديشية هي رطانة من لغات أوربية عديدة ، وهناك لهجة اللادينو الإسبانية ، وهي التي يتحدث بها السفارديم ، عدا عن جماعات يهودية تتحدث بلغات البلـدان المقيمين فيها ، وعدم استخدامهم أو معرفتهم باللغة العبرية ، وهناك جماعات يهودية كالفلاشا الذين جاؤوا من الحبشة ، أما اليهود الهنود والإيرانيون والصينيون والروس ، ويهود أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ، كل هؤلاء ، لازالوا يتكلمون بلغات البلدان التي كانوا يقطنونها ، وانقسموا إلى جماعات متناحرة متنافرة ذات اتجاهات عديدة دينياً وفكرياًَ ولغوياً . مما أصبح من الصعب أن نطلق عليهم ، أنهم أصحاب ديانة يتكلمون بلغة واحدة ، لأنهم بالأصل ليسوا شعباً من الشعوب ، ولا أمة من الأمم ، وإنما هم موزعون على كافة الأمم والشعوب ، فكيف يكون لهم لغة موحدة ، وجرت محاولات لوضع لغة توراتية وتلمودية ، ومع هذا كانت متباينة مع بعضها ، حتى في أداء صلواتهم ، وعليه فإنهم لم يضعوا لغة متكاملة عبر التاريخ الطويل ، وكان أجدادنا السومريون قبل الألف الرابع ق.م في جنوب بلاد الرافدين قد اخترعوا الكتابة نحو 3500 ق.م ، فكانت اللغة السومرية أول لغة مكتوبة ، ومن تاريخ كتابتهم بدأت الحضـارة ، ورغم محاولة البعض التشكيك بعروبتهم ، إلا أنهم قبائل عربية أصيلة كما أن تسميتهم بهذا الاسم تدلل على نقاوة عروبتهم ، لأن سومر تعني لغوياً ضوء القمر ، والعرب يتمتعون بالسهرات الممتعة في ضوء القمر قبل الميلاد ، وحتى هذا التاريخ ، فالتسمية جاءت من واقع معاش ، وعلينا الارتشاف من أقوالهم المأثورة (( الدولة الضعيفة التسليح لا يطرد العدو من أبوابها )) ، و (( من يترك القتال قبل أن ينتهي لن يعيش في سلام )) . وهكذا تتابعت القبائل العربية تحمل التراث والحضارة ، فكانت رائدة في مجال اللغة والعلوم وغيرها من الإبداعات ، واتكأت عليها الشعوب والأمم ، فكان اليهود قد استقوا لهجاتهم اللغوية من اللغة الكنعانية والآرامية والفينيقية والعربية بفصاحتها وبيانها الساحر ، حتى استحقت عن جدارة ريادة علم اللغة بكل أبعاده ودلالاته ومعانيه وأصوله .
اللغة العبرية وآدابها
بداية أن العبرانيين ما هي إلا تسمية تطلق على كل القبائل والمجموعات والأفراد الذين ينتقلون من مكان إلى آخر طلباً للكلأ والماء ، وفي سبيل ذلك يقطعون الفيافي والقفار والصحارى ، والأنهار ، وهذه التسمية إنما هي صفة تطلق على كافة الأقوام التي تقوم بهذا التحرك ، لتحقيق الغايات والأهداف التي ينشدونها ، فعليه فإن لفظة العبرانيون أو العبيرو أو الخبيرو ما هي إلا صفات ، ولا تدلل على الانتماء إلى شعب من الشعوب ، أو أنها تكوّن شعباً من الشعوب ، سواء كان ذلك في الجزيرة العربية ، أو بلاد ما بين النهرين أو في مجاهل أفريقيا ، أو أمريكا اللاتينية ، أو أوربا أو أيّ جزء من العالم .
أما إطلاق تعبير (لغة) على العبرية ، فهي من باب التجاوز ، لأنه لا توجد لغة عبرية ، وإنما هي إحدى اللهجات الكنعانية ، ولم يتحدث بها اليهود إلا لفترة قصيرة جداً ، فلغة الآباء ( إبراهيم وإسحق ويعقوب ) (( 2100 ـ 1200 ق.م )) ، إنما كانت لهجة ساميّة قريبة من العربية أو الآرامية ، أما العبرية القديمة التي يصعب إطلاق هذه التسمية عليها في المرحلة الأولى من تاريخها ، فلم يتوفر لها أسباب الاستقلال اللغوي أو التمايز اللهجي ، وتسمى عبرية هذه المرحلة ( عبرية العهد القديم ) ، وهي لغة دينية بالأساس ، وهذه العبرية استعارت مفردات كثيرة من اللغات المجاورة كالبابلية والآشورية والآرامية والمصرية القديمة والفارسية وأخيراً اليونانية ، واستمروا يستخدمون هذه اللغة حتى التهجير البابلي عام 586 ق.م ، ثم أخذت عوامل الاضمحلال تدخل عليها نظراً لظهور الآرامية كلهجة آرامية لأعداد كبيرة من العبرانيين ، ولهجة للتجارة والإدارة في الشرق ، إلا أنها اختفت تماماً حتى في فلسطين نحو عام 250 ق.م .
وأما العبرية الحديثة : فقد أعيد بعثها في العصر الحديث على يد مفكري حركة التنوير الذين حاولوا بعث ما تصوروه ( التراث الديني اليهودي ) الأصلي ، فتبنوا عبرية العهد القديم ، وأنتجوا أدباً حديثاً ، ولكنهم فشلوا في المواءمة بين العبرية ومتطلبات العصر ، فاستعانوا بمفردات العبرية التلمودية ، ثم استعاروا من اللغات الأوربية ، وخاصة الألمانية والروسية بالإضافة إلى لغات أخرى ، إذ أن عبرية التوراة بلغت مفرداتها ما بين 7500 ـ 8500 كلمة ، وجاء قاموس العبرية الحديثة يضم ما يزيد على ( 68) ألف كلمة ، وظهرت أول مجلة عبرية في عام 1856م ، ونجد أن الأدباء الذين يكتبون بالعبرية في العصر الحديث من أهم مفكري الصهاينة ، منهم آحاد هعام ، وبياليك ، وتشرنحوفسكي . وقد حاول المفكر الصهيوني اليعاز بن يهودا إحياء العبرية ، فقوبلت في البداية بمقاومة شديدة من قبل اليهود المتدينين ، الذين يرون أن العبرية لغة مقدسة لا يجوز استخدامها في الحديث اليومي . كما ظهرت أول جريدة عبرية في فلسطين عام 1886م وأصبحت لغة التعليم عام 1913م في مدارس المستوطنين الصهاينة في فلسطين ، وضغطوا على حكومة الانتداب البريطاني للاعتراف بها إلى جانب اللغتين الإنجليزية والعربية كلغات رسمية ، والجدير بالانتباه أن العبرية الحديثة ، هي مزيج من كل المراحل السابقة للعبرية ، فأخذت العناصر المناسبة ، وأصبحت المفردات والعبارات المستقاة من مراحل مختلفة مرادفات ، أما بناء الجُمل فتأثر باللغات الأوربية ، وامتزجت بالعبرية الحديثة ، مفردات أجنبية كثيرة ، وعلى وجه الخصوص من الإنجليزية واليديشية ، وثبت أن عملية الدمج لم تنجح بعد ، فالصحف التي تصدر في الكيان الصهيوني تظهر بلغة البلاد الأصلية التي هاجر منها اليهود ، وإذاعة العدو الصهيوني تذيع برامجها بلغات عديدة كاليديشية والفرنسية والإنجليزية والرومانية والتركية والفارسية والعربية والروسية والإسبانية ، ومعظم الصهاينة يتحدثون العبرية خارج منازلهم ، وأما داخل المنازل يتم التحدث بلغة الموطن الذي جاؤوا منه أو باللهجة العبرية التي يعرفونها وهي أيضاً متعددة ومتباينة . وأما الصابرا فيتحدثون العبرية داخل المنازل وخارجها ، لأنها اللغة الأم بالنسبة إليهم لأنهم ولدوا في فلسطين بعد هجرتهم من أصقاع الدنيا إليها ، وانطلاقاً من هذه المعطيات فقد ظهرت مستويات مختلفة للغة العبرية ، فهناك : عبرية توراتية ، وثانية تلمودية متأثرة بالآرامية ، وثالثة يديشية ورابعة عبرية نمطية يتعلمها الطلاب في المدارس ، وهي مبنية على نمط النحو العربي ، والذي قاس اللغويون اليهود عليه نحوهم منذ العصر الأندلسي ، وهناك عبرية يستخدمها العامة .
وإذا أردنا الوقوف على العبرية الحديثة في القرن العشرين ، فإننا لابد أن نتحدث عن اليهودي اليعـازر بن يهودا ( 1857 ـ 1922م ) . إذ يعتبر رائد إحياء اللغة العبرية الحديثة ، واسمه الأصلي ( اليعازر بيرلمان ) ولد في إحدى قرى ليتوانيا ، وتلقى تعليماً دينياً تقليدياً ، وقضى بعض سني شبابه في مدرسة تلمودية ، ولكنه وقع تحت تأثير حركة التنوير اليهودية ، فالتحق بمدرسة علمانية ، وانقطع بشكل جذري عن موروثه اليديشي ، واستهوته الأفكار الاشتراكية والعدمية والأفكار القومية العضوية ( ذات الطابع الفاشي ) التي انتشرت في أوربا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، والتي نشأت في تربتها أفكار مثل ( روح العصر ) ، و( روح الشعب ) ، و ( الشعب العضوي ) الذي لا يمكن أن يحقق ذاته إلا في أرضـه ومن خلال خصوصيته الثقافية ، والذي يحوّل الآخر إلى شعب عضوي منبوذ ، .. فاتجه إلى تبني الحل الإمبريالي للمسألة اليهودية أي الحل الصهيوني ( تصدير مشاكل الغرب ، ومنها المسألة اليهودية إلى الشرق ) .. واستقر بن يهودا في فلسطين عام 1881 مع زوجته حيث قام بالتدريس في مدارس الأليانس ، بعد أن أعطى تصريحاً بتدريس الموضوعات اليهودية بالعبرية ، وفي العام نفسه اشترك في تأسيس جمعية صهيونية دعت إلى العمل في الأرض أي فلسطين ، وإلى إحياء اللغة العبرية ، وبناء أدب عبري حديث ، وغرس الروح القومية في الشباب ، وفي عام 1884م نشر يهودا مجلة هاتسفي الأسبوعية والتي تحوّلت إلى جريدة يومية ، وحملت اسم ( ها أور ) منذ عام 1910م ، ونشر أفكاره الصهيونية فيها ، فهاجم نظام الصدقة ( حالوقة ) ودعا إلى العمل الزراعي ، وأدرك بن يهودا ارتباط إحياء اللغة العبرية بالتجربة الاستيطانية الصهيونية ، وأنه لا يمكن إنجاز الواحد دون الآخر .. واليهود الذين سيقدمون إلى فلسطين لن يؤسسوا جماعة دينية تلتزم بقيم أخلاقية ، وذلك أن المثل الدينية ( حسب رؤيته ) لم تنجح إلا في إنتاج أمة يهودية ميّتة لا أرض لها ، ولا لغة ، أمة روحية ناقصة تثير الضحك لدى الأمم الأخرى (24).
الخاتمة:
لقد استعرضنا تاريخ ما أطلق عليه اللغة العبرية ، وتبين لنا أن هذه اللغة ما هي إلا إحدى اللهجات للقبائل العربية الكنعانية و الآرامية والفينيقية . و لم يثبت أنها لغة متماسكة وشمولية ، وإنما هي انعكاس لتلك اللهجات العربية ، ورغم محاولات المستشرقين ومن دار في فلكهم من المؤرخين العـرب وغيرهم ، إنما كان يصب في اتجاه معاكس للحقائق التاريخية ، والتي لم تصمد تلك الادعاءات أمام الحجج والبراهين القاطعة ، سواء من قبل علماء اللغة من شتى الأمم ، أو من قبل اليهود أنفسهم ، إلا أن يعترفوا بالحقائق التاريخية ، وبأن اللغة العبرية لم تنضج إلا في منتصف القرن العشرين ، ومع هذا فإنهم استمروا في استخدام لغات عديدة لا تمت إلى العبرية بصلة ، لأسباب تتعلق بانتماءاتهم القومية العديدة ، وتمسكهم بلغات أتقنوها ، وكتبوا بها إنتاجهم الأدبي والديني ، وشروحهم الواسعة ، حول مضامين التوراة والتلمود ، مما يسقط تلك الادعاءات الكاذبة التي حاولوا نسجها وتقديمها إلى العالم بأنها لغة حيّة ، وحتى في تلك الفترات القصيرة جداً ، التي كتب أدباؤهم بلغة عبرية غير ناضجة ، كانوا يستندون على تراث فكري ولغوي ، اعتمد بشكل رئيس على اللغة العربية وآدابها ، أو على اللغات التي كانوا يتحدثون بها ، سواء كانت اللغات الأوربية أو اليديشية أو الروسية ، وبالتالي لا يمكن القول بأن لغة عبرية وجدت ، واستطاعت التعبير بمفرداتها عن الآداب والعلوم ، حتى كتبهم الدينية لم تكتب إلا باللغة الآرامية ، أو بلغة عبرية سقيمة بعد القرن العاشر الميلادي ، وبمفردات لا تتجاوز ثمانية آلاف كلمة ، مما يجعلها ضحلة في تعبيراتها ومدلولاتها ومعانيها .
وأن المقارنة بين الألسن : الأكادي ( البابلي ـ الآشوري ) والكنعاني والآرامي والعربي ، تقدم الدليل الساطع والقوي ، على أن هذه الألسن تفرّعت عن لغة واحدة ، تكلم بها شعب واحد ، قبل أن يتفرق في مناطق عديدة ، وقد أدرك الخليل بن أحمد ( 100 ـ 175 هـ ) ، هذه الحقيقة الساطعة في وقت مبكر من العهد الإسلامي في كتابه ( العين ) ، إذا أنّ الكنعانيين تكلموا بلغة تضارع العربية .
لقد كانت اللغة العبرية ( فجّة ) جامـدة ولا زالت ، لأنها لا تستند إلى تراث أدبي غني ، ومن ثم فإن هذا الأدب ، مكتوب بالعبرية ، أما الأدب العبري نفسه ، فإنه لم يستخدم ألا ابتداء من ستينيات القرن العشرين ، بعد استقرار تقاليد اللغة العبرية داخل الكيان الصهيوني ، ومع كل هذا التطور ، فإن هناك اضطراب شديد في توظيف هذه اللغة التي لا تزال تخضع للامتحان ، إذ أن أكثر اليهود لا يتكلمونها ، وإنما يتحدثون بلغات عديدة ، تعود إلى مواطنهم الأساسية ، التي هاجروا منها في إطار غزو استعماري إمبريالي صهيوني لأرض فلسطين وللوطن العربي . وحتى وسائل إعلامهم المقروءة والمسموعة والمرئية ، تحمل صفة التعددية والانقسام حولها ، فلا تلمس أن هناك لغة واحدة يشترك فيها الجميع ، وتعتبر من نتاج حاجتهم وحياتهم وشخصيتهم ، وإنما هناك تمزّق عنيف وصراع حاد بين تلك المجموعات المتناقضة بأهدافها ومشاريعها ، فكيف تستطيع تحقيق تلك التوجهات الرئيسة وهي في أشد الانقسام حول اللغة العبرية ، بل هناك مجافاة وقطيعة مع ألسن وأفكار المتحدثون بها ، فكيف يمكن الارتقاء بأدب يهودي ، قادر على الصمود ، ومحاكاة الأدب العالمي ، وهي تفتقر إلى كافة عناصر الترابط والالتزام والإيمان بهذه اللغة التي استكمل الشكل الخارجي لها على أرضية معجمية حديثة من إفرازات القرن العشرين ، والتي تحتاج إلى فترات زمنية طويلة من الإغناء والتطوير والتحديث بما يتناسب مع الشرائط والأصول اللغوية التي قررها العلماء للغة البشرية ، لأن اللغة العبرية لا تجوز على هذه الأصول بعكس اللغة العربية التي اشتملت على العناصر الخمسة ، بينما اللغات الأخرى ومنها العبرية لا توجد فيها إلا بعض هذه الأصـول ، إذ يصعب الحديث عن أدب عبري حتى عام 1948م ، لأنه يتبع عدّة تشكيلات حضارية متباينة ومختلفة ، بعكس الأدب اليديشي المرتبط بتشكيل حضاري واحد في شرق أوروبا منذ القرن السادس عشر ، وبناء على ذلك استخدم بعض دعاة حركة التنوير اللغة اليديشية بدلاً من العبرية .
وعلى ضوء ما أوردناه سابقاً ، فإن اللغة العبرية ، ما هي إلا لهجة من لهجات العربية ، وأحد إفرازاتها ، فكيف يحق لها الادعاء مع المروجين لها أنها أم اللغات ؟.
إن العبرية ما هي إلا كذبة كبرى ، تم نسجها وتصديرها وتعميمها عبر أجهزة إعلامية أخطبوطية ، بغية الادعاء بأن اليهود شعب الله المختار ، وأن الله اصطفاهم دون سائر البشر ، ومنحهم الأرض المقدسة كميراث أبدي خاص بهم ، وأنهم يحملون صفات النبوغ والتفوق والثقافة ونقاء الدم ، بينما هم متسوّلون على موائد حضارات الشعوب ، ويصنفون في أسفل درجات السلّم الحضاري . فهل بعد هذه العجالة من يستطيع الادعاء بأنهم أهل للحضارة والتقدم إلا إذا كان من الشريحة نفسها والنسيج الفكري والثقافي والحضاري ذاته ، فإنه يشاطرهم الرأي ويسير في ركابهم ، ويتبنى مواقفهم ، لأنه وهم يعيشون على هامش الحياة الملأى بالثقوب السوداء .
الباحث حكمت بلعاوي
التعليقات (0)