اكتشاف سعودي
اكتشف المجتمع السعودي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي أعقبت أحداث حرب الخليج بعشر سنوات تقريباً أموراً كانت بطي الكتمان والتفكير فيها خلسة يعني أشياء لا تٌحمد عٌقباها ؟
اكتشف حقيقة أن السعوديين ليسوا الوحيدين المؤمنين بالله على هذا الكوكب وأن الاختلاف ظاهرة طبيعية وليست طارئة ,اكتشف المجتمع أيضاً أن الفتوى عبارة عن خطاب ثقافي قابل للنقد والمراجعة والأخذ والرد ولا قٌدسية لرأي بشري "باستثناء الرسول عليه الصلاة والسلام", اكتشف أن هناك فرقٌ كبير بين الدين والتدين , اكتشف ذلك المجتمع أن اقتصاده يعتمد على مصدر وحيد يتعرض للارتفاع والهبوط وخٌطط التنمية الخمسية عبارة عن حبرٍ على ورق , اكتشف أن الداخل متعثر تنموياً وأن وسائل الإعلام مارست عملاً غير شريف تطبيل وتضخيم لمشاريع صغيرة وكأنها انجاز كبير ,اكتشف أن المرأة ليست عورة وليست كائناً ينال حقوقه وحرياته .
تلك الاكتشافات وغيرها الكثير كانت تلوح في الأفق بعد أحداث حرب الخليج لكن تداعيات تلك الأحداث جعلتها بعيدة عن الأعين فكان الحادي عشر من سبتمبر هو من أزال الغمامة , ارتفع هامش الحريات بعد تلك الأحداث ونحى الحديث المجتمعي منحاً آخر مستبدلاً أرفع رأسك أنت سعودي بعبارة ينقصنا ونٌريد ونحلم ونتمنى وهذا هو الأفضل وهذا أمرٌ مختلف فيه الخ , بعد أن كان المجتمع يتلقى المعلومة جاهزة أصبح يٌشارك في صنعها وتحليلها , الأحداث تٌغير المجتمعات إما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ مجتمعنا تغير إلى الأفضل رغم ما علق بالعقل من أفكار وعادات ستندثر في يومٍ من الأيام , أبلغ صورة على تغير مجتمعنا هي صورة الإقبال على القراءة والإطلاع بمعارض الكتاب تلك الصورة تدل وبوضوح على أن المجتمع حي لم يمت مجتمع يبحث عن ذاتٍ مفقودة وفي يومٍ من الأيام سيجدها فالمعرفة والإطلاع وسيلة نهوض ومصل يفتك بالمشكلات المٌعقدة ..
التعليقات (0)