اقليم كردستان.. والمحتل المزدوج ؟

في الوقت الذي يشهد فيه المشهد السياسي العراقي أزمات متكررة يأتي الخلاف مابين الحكومة المركزية واقليم كردستان ، ليصبح اكثر تعقيدا، فمنذ انطلاق اسبابه الاولى والمتمثلة بتوقيع مجموعة شركات توتال النفطية الفرنسية العملاقة عقودا للتنقيب عن النفط في كردستان العراق والمتعلقة باستثمار المحروقات ، والمتتبع لتاريخ هذه الشركات سيجدها بانها غادرت العراق عام 1972 بعد تاميم القطاع النفطي ، وعادت بطرق مختلفة عام 2008 ولم يكتف الاقليم بهذه العقود بل راح يبرم عقودا اخرى مع الشركتين الامريكيتن شيفرون واكسون موبيل اللتين هما اساسا على خلاف مع الحكومة المركزية ، وبين هذه الاسباب النفطيةالبحته التي لاجدال عليها نفاجأ بتعقيد الازمة في الفترة الاخيرة ، وذلك عندما اعترض الاقليم على توجه قطعات من الجيش العراقي الى منطقتي خابور وزمار الواقعتين قرب الحدود السورية للدفاع عن امن الحدود في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها سوريا ،ومع كل ذلك نرى من احقية الجيش الاتحادي في استتباب الأمن استنادا الى المادة (110) (الفقرة ثانيا ) من الدستور وبما ان الاحداث في سوريا في تطور مستمر فمن واجب الحكومة المركزية اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية اراضيها ومن هذا المنطلق نأمل ونتامل كمتابعين وكمراقبين للشأن السياسي ، من حكومة كردستان الاحتكام الى الدستور والجلوس على طاولة واحدة لحلحلة الازمة ، وعدم الاصرار على المواقف المتشنجة والتصريحات الرنانة ،التي تفسح المجال وبشكل سافر للتدخلات الخارجية التي تريد بالعراق العودة الى المربع الاول والا كيف يسمح اقليم كردستان لنفسه ، بتدريب مجاميع مسلحة وعلى اراضيه بهدف تمكين الكرد السوريين من الدفاع على مناطقهم ؟، حقيقة هذا الأمر يجعلنا نستقرأ الاحداث ، ونضع محددات لهذا التدخل الواضح فما يحدث في سوريا كدولة جارة شأن داخلي والشعب السوري هو من يقرر مصيره وليس من حق اي طرف من الاطراف التدخل في شؤونه، فاليوم سمح الاقليم لهذه المجاميع بالتدريب، والسماح لاوغلو وزير الخارجية التركي بالزيارة والتجول في اربيل وكركوك دون ا لرجوع الى الحكومة المركزية يعد خرقا واضحا للسيادة العراقية، مما يتيح لتركيا وغيرها من اللوبي القطري والسعودي الى اختراق الحدود العراقية بذرائع وحجج واهيه ، وبالتالي اذا حدث هذا الأ مر لاسامح اللة ، سنضع اللوم على انفسنا وسنجد شعبنا يصر على محاسبة من باع الوطن، وسيقاوم لكن هذه المرة سيقاوم المحتل والعدو المزدوج. نلقاكم
مقالات للكاتب د. فاطمة سلومي