افكار رائد السياسة العراقية عن عمر ناهز الـ77 عاما حول الاحداث في المنطقة"1"

الاحداث ليست بعيدة عن المتغيرات في العالم
نعم هذا الذي حدث في تونس وما يحدث في مصر لا يمكن اخذه بمعزل عما يدور في العالم عما يدور في المنطقة. يخطأ من يتصور ان هذا الانفجار هو توقيت ذاتي ارادوي لانفجار الاحداث . لا ليس كذلك العالم شهد في السنتين الاخيرتين تحولات و تطوات كثيرة هزت الكثير من القناعات والكثير من المعاقل. فهذه السنوات هي سنوات الازمة المالية الاقتصادية العالمية التي لم تقتصر اثارها على امريكا، بل هزت كل العالم بدرجات متفاوته واليوم تصل اثارها بشكل مباشر وصريح الى الكثير من البلدان النامية وبضمنها تلك البلدان المدللة لدى امريكا، ولدى صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، ولدى منظمة التجارة العالمية . لو سأل احدنا احد الخبراء الامريكان قبل فترة . ماهي الاشياء التي تفتخرون بها والتي تعتقدون انكم ساهمتم بصناعتها لشعوب المنطقة ؟ لأشاروا اولا الى تونس وثانيا الى مصر. الآن تلاحظون كيف تتصرف الادارة الامريكية ازاء هذه الاحداث .
نعم ان ما كان يتدفق على هذه البلدان من دعومات ومن اسنادات مالية كان يخفف الى حد ما من معاناة هذه البلدان او من ازمات هذه الانظمة اما وقد شح السيل وجفت الينابيع. فبالتأكيد لا يمكن الا ان نجد تاثيرها على سوق العمل ، على مستوى حياة الكادحين وسعر صرف العملة في تلك البلدان ، على الحالة الاقتصادية التي تعيشها الشعوب في تلك البلدان .
فالذي حصل في تونس ومصر ليس بمعزل عما جرى في العالم، ليس بمعزل عن حركات ونشاطات الحركة الديمقراطية و الثورية في العالم . قد يقال ان بعض البلدان النفطية لايشملها مثل هذا التأثير . نعم ممكن بحكم ما لديها من ريوع نفطية يمكن ان تعالج بها بعض المشاكل .ولكن لنذهب الى الوجه الثاني من العملية . لمن تدفقت تلك المساعدات وتلك الهبات وتلك الدعومات ؟ ولمن تتدفق الريوع النفطية ؟ انها لا تتدفق لتحسين مستوى المعيشة ، ولا تتدفق للتقدم الاقتصادي والصناعي والزراعي ، ولا لتوفير طاقات انتاجية ، هي مصدر للأثراء ولتعميق التمايز الطبقي. لاحظوا في مصر الفقيرة عائلة مبارك تملك 70 مليار دولار .ديون مصر 30 مليار. انه عسكري والملايين تعيش في القبور وملايين تعيش حياة الكفاف . نعم هذه البلدان بنت عمارات وعبدت طرق وانشأت بنى تحتية لخدمة الرأسماليين الطفيليين . هذا التقدم المظهري ، هذا التزويق الخارجي لايلغي ،لكنه قد يغطي لفترة ، هذا الاستقطاب الطبقي العميق . وحتى هؤلاء الحكام الذين ارادوا ن ينأوا بانفسهم عن ما حصل في البلدان الرأسمالية المتقدمة من أزمات، ومن اوضاع غير طبيعية كشفتهم وثائق ويكيلكس فظهروا ، بأنهم شخصيات هزيلة ضعيفة ، مهزوزة الشخصية، بأنهم مزدوجي الشخصية، منافقين يقولون شيئا ويفعلون شيئا . كل هذه مقدمات وظروف واجواء عالمية وغيرها كثير، هي التي تؤطر ماحصل وماسيحصل في بلدان عربية اخرى . نعم لابد ان نأخذ أيضا بالاعتبار الوضع الاقليمي .هناك استعصاء . مشاكل المنطقة لم تحل، ومواقف الحكام هزيل ومؤذي ، ها وانتم ترون مايحصل في كثير من البلدان ، وعلى صعيد القضية الفلسطينية التي يعتبرها الحكام ، نفاقا وزورا هي القضية الاولى اين وصلت ؟ وما هو افق حلها امام التعنت والانفلات الاسرائيلي في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وفي تجاهل الحل السياسي.