افق الحل في الازمة المصرية ..

 اما وقد انزلقت مصر راغبة أو مرغمة الى ما انزلقت اليه ،اما وقد حدث ما حدث ، ولا يبدو ان احدا من الاطراف المتصارعة (ولن نجامل هو صراع على السلطة ) لا يبدو ان احدا من الاطراف المتصارعة قادر على التنازل ، او مستعد للقبول بالهزيمة ، وقد شاهدنا ما شاهده العالم عبر ملايين الصور والافلام الفيديو التي صورت حجم الدمار والخراب والدماء والضحايا ... وطبعا يصر القاتل والمقتول انه هو المظلوم .. وانه هو صاحب الحق .. وبات الفريقان يتبادلان الاتهامات ... فهذا ارهابي عميل مدعوم من قوى تريد الخراب لمصر واهل مصر ... وذلك مغتصب للسطلة دموي ارهابي .. عميل لقوى غريبة لا تريد الخير لمصر وشعب مصر ...

ليس هذا فحسب .. طرف يصر على قتلاه هم الشهداء ... والاخرين قتلى وضحايا مدنيين .. والطرف الاخر يقول العكس تماما ... الا ان السلطة وقد احكمت الخناق على فضاء الثوار كما يسمونهم واغلقت محطاتهم الفضائية .. وتحكموا بالفضاء . . وجندوا له اجنادهم ... واشياعهم ... وباتوا يرسمون صورة الثوار كما يريدون ... الا من بعض الفضائيات التي اخذت على عاتقها التعبير بلسان الثوار في الميادين ..

اقول اما وقد وصل الوضع الى ما وصل اليه .. الا يمكن لحكماء مصر (القضاة والوية الجيش المتقاعدين وشيوخ وعلماء الدين الاسلامي والمسيحي ) ان يكون لهم دور في رأب الصدع واصلاح ذات الخلاف ..واحكام العقل .. الا يمكن ان يجلس هؤلاء الى مائدة مستديرة .. يضعون فيها المشاكل جميعها على طاولة الحوار .. ثم يضعون الحلول المقترحة ويدفعوا بها الى الاطراف المتصارعة .. الا يمكن ان يصل كل طرف الى قناعة ان الاستمرار في هذه الدرب مسلك شائك .. هو المسلك ذاته الذي اودى بسوريا الى ما هي عليه ..ونخشى على مصر (لا سمح الله ولا قدر ان تنزلق تحت وطأة الغضب الاعمى الى ما انزلقت اليه سوريا واقحمت ) ..

لا بد من الحوار .. ولا بد من تقديم التنازلات .. ولا بد من التقدم خطوة واحدة من كل الاطراف باتجاه الاخر .. النقطة التي تفصلهم عن الحل ليست بعيدة .. الحوار هو الطريقة الفضلى لفض النزاع ... وحقن الدماء .. وحفظ الاعراض .. وصيانة البلاد ..