مواضيع اليوم

افريقيا ترحب بالاستعمار الاخضر .

عبد العراقي

2009-02-18 20:31:02

0

افريقيا  ترحب  بالاستعمار الاخضر .

    في فترة  الحرب الباردة  التي كانت تقسم كل شيء  في العالم  الى قسمين , شرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي  وحلف وارشو, وغربي بقيادة اميركا  وحلف الناتو,كانت افريقيا شانها شان معظم مناطق العالم تعاني  هذا الانقسام  فدولها  مقسمة بين هذين المعسكرين المتضادين  ولان الصراع  في  تلك الحرب  كانت له  صور  واشكال  تعتمد بالاساس  على الحصول على مناطق للنفوذ العسكري  والسياسي  كاولوية مهمة لطرفي  تلك الحرب عمل الطرفان على كسب الحلفاء  للاستفادة من اصواتهم  في المحافل الدولية  لترجيح  كفة طرف على الاخر حيث كان هذا الامر  يعتبر الهدف الرئيسي  التي يسعى اليه اقطاب  السياسة الدولية من قادة المعسكرين , ونتيجة لذلك اشعلت حروب ومعارك  اكلت الاف الارواح من شعوب هذه القارة  الفقراء  بحالهم الاغنياء  بما  تحويه ارضهم من ثروات طبيعية كانت وستبقى  هدفا لكل الطامعين  في هذا العالم فثارت الشعوب الافريقية  ضد هذا الاستعمار  الاحمر بلون  دماء ابنائها  والاسود  بلون معاناتهم  فرفضته  , وكان  عقود من العبودية  والظلم  والحرمان التي  عانت منها شعوب هذه القارة على يد المستكشفين الاوربين لم تكفي  ,فجعلوا منها ساحة  لصراع  النفوذ وصراع المصالح الاقتصادية المشروعة وغير المشروعة  حتى جعلوها  قارة الاحزان بحق .

       بعد ان استطاعت  الشعوب الافريقية  الانعتاق ولو جزئيا من السيطرة الاستعمارية القديمة , وبعد انهيار  حلف  وارسو  وانكفاء   روسيا  وانشغالها  بمشاكلها  الداخلية  وظهور امريكا  كقوة عسكرية  وحيدة مهيمنة  على العالم ومستعدة  لاشعال الحروب  واستعمار الدول  وتدمير الشعوب من اجل مصالحها , ظهر صراع جديد على  هذه القارة الغنية  في   كل  شيء  وهذا الصراع يمكن ان  نطلق  عليه الاستعمار  الاستثماري  الاقتصاديي , لكن هذه المرة تغير  طرف  من اطراف الصراع   فهذه المرة الطرف المقابل لامريكا  هو الصين  , الصين العملاقة باقتصادها  واستثماراتها  وخبراتها الصناعية التي   تحتاجها ارض افريقيا  البكر , الصين مستعدة ان تتعاون  مع  دول العالم بغض  النظر عن  نوع الحكم الذي يحكم هذه الدول   فهية لاتبحث  في  تاريخ الدول  وحكوماتها  لكي  تحاسبها عن سجلها في  مجال  حقوق الانسان او  تطبيقها للديمقراطية ام الدكتاتورية , الصين لاتتدخل في  شؤون الدول  الداخلية  باية حجة كانت  فكل همها  التعاون الاقتصادي الذي يصرف  لها انتاجها  الصناعي  ويمد  ماكنتها الصناعية بالمواد الخام التي  تعتبر  رئة  تنفس الاقتصاد الصيني  النامي  فلماذا تشغل  نفسها  بسجل  لحقوق الانسان  ينطق  باسم امريكا   الطرف المقابل في هذا  الصراع  , وهذا  يمكن ان يكون  جل  ماتريده  دول القارة  والتي  هية بمجملها  بعيدة عن  تطبيق  الديمقراطية وحقوق الانسان ,  ونحن نرى ان الصين التي  درست تجارب الاستعمار القديم  وتعلمت  منها اوجدت لها استعمارا  من نوع  جديد  نوع  يمكن  ان نسميه  الاستعمار   الاخضر  الذي يعمر الارض  ويجعلها  خضراء  مثمرة ,  بعكس  الاستعمار القديم المصبوغ  بالون الاحمر  لون الدم  دم الابرياء من الشعوب المستعمرة .

     الاستعمار الصيني  الجديد لقارة افريقيا  من النوع الذي يدخل الى قلوب الفقراء    ويداعب احلامهم   وهؤلاء هم  جل مواطني  هذه القارة  الحزينة , فهذا الاستعمار ادواته الشركات الاقتصادية الكبرى  بدل  الفرق  العسكرية  ,  والالات الصناعية والزراعية بدل  الات القتل   والتدمير  ولهذا  فالصين   استطاعت ان ترفع قيمة مبادلاتها التجارية مع افريقيا الى  ارقام فلكية وصلت  اخيرا  الى اكثر  من  200 مليار  دولار , وهذه الارقام مرشحة للتزايد  بشكل  مضطرد   بعد التحرك  الاخير للصين  باتجاه  افريقيا والتي  كانت الزيارة الاخيرة للرئيس الصيني  فاتحة لهذا التعاون الاقتصادي القادم الذي  سيغير من   خارطة الولائات  لدول افريقيا   القارة السمراء ...........

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !