مواضيع اليوم

افتتاح القنصلية السويدية في أربيل....تاكيد على الثقة الدولية للاقليم واستقراره

تقرير: محمد زنكنه


في الخامس والعشرين من شباط الماضي شهدت العاصمة أربيل افتتاح القنصلية السويدية في الاقليم بعد يوم من افتتاح السفارة السويدية رسميا في بغداد.

وقد حضر مراسيم الافتتاح رئيس مجلس وزراء اقليم كوردستان د. برهم صالح وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي وكارل بيلدت وزير الخارجية السويدي وعدد من وزراء ومسؤولي حكومة اقليم كوردستان.

وفي المراسيم اكد الحضور على اهمية هذه الخطوة من قبل الحكومة السويدية والتي تمثل رسالة مهمة وواضحة لكل دول العالم مفادها ان اقليم كوردستان هو المنفذ والجسر الآمن للعراق في علاقاته مع دول المطقة والعالم.

خطوة ايجابية

افتتاح القنصلية السويدية في اربيل جاء بعد افتتاح سفارتها رسميا ببغداد عقب مايقارب الـ7 اعوام على سقوط النظام السابق في خطوة اعتبرت بالمهمة والايجابية والتي كان من المفروض تنفيذها منذ وقت طويل.

السفير السويدي في العراق نيكولاس تروفي اعتبر افتتاح قنصلية بلاده في اربيل بالخطوة التاريخية والمهمة في تنمية العلاقات بين العراق والسويد وبالاخص مع الاقليم في الاطار الدستوري للعراق.

واكد انه من خلال زياراته المتكررة للاقليم كان دوما يطرح مسالة افتتاح قنصلية لبلاده في أقليم كوردستان وكان هذا الموضوع من اولويات خططه الا ان سنحت الفرصة لافتتاح السفارة في بغداد ثم افتتاح القنصلية في اربيل.

كما شكر السفير تروفي الرئيس البارزاني على دعمه لهذه الخطوة واصفا لقاءه بسيادته بالمثمر والايجابي.

ثقة المجتمع الدولي بالاقليم

افتتاح قنصلية لدولة اوروبية باهمية السويد في كوردستان دليل واضح على الثقة الكبيرة لهذه الدولة وللاتحاد الاوروبي كون السويد عضواً فيها فضلاً عن ثقة المجتمع الدولي بالاقليم وبوضعه السياسي وهو بحد ذاته رسالة قوية للعالم حول الوجه الحقيقي للاقليم والاستقرار السياسي الذي يعيشه.

رئيس مجلس وزراء اقليم كوردستان د.برهم صالح وفي كلمة مقتضبة القاها في مراسيم افتتاح مقر القنصلية السويدية في أربيل بين ان افتتاح هذه القنصلية دليل على ثقة المجتمع الدولي بالاقليم وبالاستقرار الذي يشهده والتطور الديمقراطي والاقتصادي وثقله السياسي على مستوى العراق مايؤكد بان التطور الحاصل في أقليم كوردستان هو موضع اهتمام المجتمع الدولي.

رئيس مجلس وزراء الأقليم اكد بان الاقليم يعتبر اليوم بوابة للعراق في اتصاله وعلاقاته بالعالم وخصوصا في المجال الاقتصادي كما بين ان التطور الاقتصادي والسياسي الذي يشهده الاقليم لابد ان يستفيد منه العراق ككل للخروج من كل الازمات التي يعانيها.

كما بين ان للسويد مكانة خاصة لدى الكورد والكوردستانيين كونها احدى اكثر دول اوروبا احتضانا للاجئين الكورد في الايام الصعبة التي مر بها الشعب الكوردي في زمن الدكتاتورية مؤكدا على استمرار هذه العلاقات الطيبة في ظل حكم ديمقراطي يتماشى مع النظام العالمي الجديد.

سويد مصغرة في كوردستان

اما كارل بيلدت وزير الخارجية السويدي فقد اعرب عن سعادته لزيارة الاقليم وافتتاح القنصلية السويدية في مدينة أربيل مؤكدا على الروابط المشتركة بين الشعبين الكوردستاني والسويدي والذي كان له الدور الاساس في افتتاح هذه القنصلية.

بيلدت اكد ان وجود عدد كبير من الجالية الكوردية في السويد كان بمثابة وجود كوردستان مصغرة في السويد واليوم يلاحظ وجود سويد مصغرة في كوردستان والتي اعتبرها الوزير نقطة البداية لعلاقات طويلة الامد مع الاقليم بالاعتماد على النقاط المشتركة التي تجمع الطرفين وامتزاج الثقافتين منذ اكثر من 3 عقود مما يساعد اكثر على التواصل وسيسهل تقوية العلاقات للجيل الجديد بين الشعبين الكوردستاني والسويدي.

بعدها تلا هوشيار زيباري وزيرخارجية العراق الفدرالي كلمة قصيرة اكد من خلالها على اهمية تطوير العلاقات الثنائية بين العراق والسويد والاقليم في الاطار الدستوري للعراق.

وقد تمت في هذه المراسيم تسمية كار هنريك كقنصل فخري لمملكة السويد في اقليم كوردستان بقرار رسمي من القصر الملكي السويدي وسلمت اوراق اعتماده من قبل السفير السويدي في العراق.

17 بعثة دبلوماسية في الاقليم

وفي مؤتمر صحفي جمع كلا من وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كوردستان فلاح مصطفى، شدد الأخير على استمرار الحكومة في سياستها الواضحة في تشجيع جميع الدول على فتح مكاتب دبلوماسية او قنصليات لها في مدن الاقليم وبين مصطفى ان الاستقرار الامني الذي يعيشه الاقليم شجع الكثير من الدول على تقديم طلبات رسمية لفتح قنصليات او مكاتب دبلوماسية حيث يبلغ عدد البعثات الدبلوماسية في أقليم كوردستان اليوم 17 بعثة بين قنصلية رسمية او فخرية او مكاتب للسفارات كما اكد على ان بولونيا والبرازيل وعدة دول عربية قدمت طلبات رسمية لافتتاح قنصليات لها في الاقليم كما كشف ان القنصلية التركية سيتم افتتاحها رسميا في منتصف الشهر القادم.

الاستقرار السياسي والامني في الاقليم

وقد اشاد كارل بيلدت وزير الخارجية السويدي بالوضع السياسي والامني المستقر في الاقليم معتبرا اياه العامل الاساسي والمشجع لاتخاذ قرار افتتاح قنصلية للسويد في الاقليم.

بيلدت اثنى على دور القيادة السياسية في الاقليم وشخص الرئيس البارزاني في العملية السياسية في أقليم كوردستان والعراق مؤكدا على ان الاقليم هو عامل لاستقرار وتوازن العراق.

وقد اكد الوزير ان ماتعرض له الكورد في الماضي في ظل الانظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق لم تعق مسيرة التقدم والتطور التي يشهدها الاقليم اليوم بدليل أن وجود اكبر عدد من الشركات الاستثمارية والمكاتب الدبلوماسية والقنصليات يثبت للجميع ان الاقليم يعيش استقرارا سياسيا وامنيا يقل نظيره في المناطق الاخرى من العراق بل وينعدم في كثير منها.

آفاق التعاون بين الاقليم والسويد

بين وزير الخارجية السويدي ان الكورد ليسوا اغرابا عن الشعب السويدي مؤكدا على وجود افاق كثيرة للتعاون بين الطرفين وخصوصا فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمار.

وقد اعلن بيلدت ان وزير التجارة السويدي سيزور الاقليم بعد شهرين مع وفد من الشركات السويدية المتخصصة في مختلف المجالات للمشاركة في اعمار الاقليم وتقديم انجح المشاريع لتطوير مختلف القطاعات في الاقليم.

وزير الخارجية السويدي اكد ان هناك شركات متخصصة في السويد اصحابها من الكورد فلامانع ان يسهم الكورد ممن يعيشون في السويد في رفد بلادهم بمختلف المشاريع التي من شانها رفع مستوى الاقليم اقتصاديا.

من جهة اخرى تطرق الوزير الى مسالة ارسال بعثات دراسية من كوردستان الى السويد عن طريق استحصال زمالات دراسية حيث اكد ان بلاده بصدد تغيير البرامج الدراسية لذا فستحتاج هذه المسالة الى بعض الوقت وبين الوزير ان هذا الموضوع كان احدى النقاط المهمة التي تطرق اليها في اجتماعه مع رئيس وزراء اقليم كوردستان.

مسالة اللاجئين الكورد في السويد

وقد كانت مسالة اللاجئين واعادتهم من قبل بعض الدول الاوروبية احدى النقاط التي تطرق اليها وزير الخارجية السويدي نظرا لوجود العديد من اللاجئين الكورد والعراقيين في السويد.

واكد الوزير على ان بلاده تمنح اللجوء السياسي لكل من لايستطيع العيش في بلاده بحرية او لايسمح لهم بالتعبير عن آرائهم السياسية وهذه سياسة واضحة لدى الحكومة السويدية ولن تغيرها لكنها ايضا لاتقبل لاجئين غير قانونيين.

كما كشف الوزير ان اكثر من 170 الف عراقي قدموا طلبات للجوء في السويد في حين انه لايوجد في العراق سجناء راي او معتقلون بسبب المعتقد او الاتجاه السياسي.

لكنه اكد ان الحكومة السويدية تفكر بجدية في اعطاء الفرصة للمتقدمين بطلب اللجوء بصورة قانونية على توفير فرصة للعمل في بلادها بشكل لايتعارض مع القانون السويدي أو قواعد وقوانين حقوق الانسان.

يذكر ان السويد هي من اكثر الدول الاوروبية التي استقبلت اللاجئين الكورد منذ سبعينيات القرن الماضي وقد تبوأ الكثير من الكورد مناصب مهمة وفعالة في مؤسسات الدولة في السويد ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات اللاحكومية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !