اغتيال قادة فتح ...لماذا الآن؟

ان قيام اسرائيل باغتيال قادة فتح بهذه الطريقة المدروسة و الانتقائية بالاضافة الى منع البناء في المناطق ج كان عبارة عن رسالة واضحة من نتنياهو لكل من فتح و فياض..رسالته الى فتح هو انه يجب على فتح ان لا تستمر في مسارها الخاص بها و الذي يتألف من تعدد اشكال النضال و البحث عن خيارات في ظل استمرار الاستيطان..فتح قررت ان العقبة المرحلية في هذه اللحظة هو الاستيطان و انه يجب ردع الاسرائيليين عن اي قرار يسعى لتغيير الواقع الديمغرافي على الارض..و في سبيل هذا فان فتح هددت و بصوت عالي بانتفاضة شعبية ضد الاستيطان و الجدار كأحد السبل النضالية..لكن اسرائيل مهتمة بعرقلة هذه الجهودو تتصعيداتها التي بدأت بحرق المساجد شجعت على رد عسكري من قبل حركة فتح باستهداف المستوطنين بالضفة الغربية كاحد البدائل....و لكنها بعد عملية قتل المستوطن قامت برد سريع و مدروس و استهداف لحركة فتح بالذات ربما لجر الحركة نحو العسكرة و من ثم لخلق تناقض مع السلطة الفلسطينية ...الرسالة كانت لسلام فياض و ردا على تصريحه_ بجاهزية السلطة نحو لاقامة الدولة بغضون سنتين_ بأنها قادرة على تقويض اسس هذه الدولة في اي وقت و ان على السلطة الرضوخ لما تفرضه سلطات الاحتلال بالضفة اذا ارادت الاستمرار بالسيطرة الامنية و المدنية بالمناطق الحددة بالضفة
برأي أن الهجوم الدبلوماسي الحالي يزيد من مأزق اسرائيل والخطوات التي اتخذتها السلطة و فتح تضعف من قدرة اسرائيل على السيطرة و اعتقد انه في الوقت الحالي على السلطة الاستمرار في نهجها و الاضافة عليه و برأي على النحو التالي1-استمرار الحرب الدبلوماسية و الدولية على الاستيطان ... 2- توسيع الاحتجاجات الشعبية الجماهيرية السلمية على طريقة غاندي و تعظيمها لتصبح انتفاضة شعبية شاملة3- الاستغلال الاعلامي و زيادتة بطريقة افضل من الماضي و خصوصا الرد العسكري القاسي على الاحتجاجات السلمية و عمليات الاغتيال في المناطق المحتلة التي يقوم بها المحتل بالمحاكمة و التصفية على الارض 4- طرح قرار نتنياهو بعدم السماح بالبناء بالمناطق ج كعقبة اساسية امام الجهود الدولية و مضافا الى قرار الاستيطان5- الاستمرار ببناء و تطوير مؤسسات السلطة و الدولة بشكل منفصل عن عن كل المخطط النضالي للوصول الى جاهزية كاملة لاعلان الدولة كاملة المؤسسات6-تبني رؤية فتح و تسويقها دوليا لادخال قوات دولية تمنع دخول قوات الاحتلال الى مناطق السلطة الفلسطينية مبدئيا و الطلب منها لاحقا التراجع الى حدود 1967 تدريجيا و فق ما تحققه السلطة من مكاسب 7-تشجيع ظاهرة التوسع الافقي بالمدن الفلسطينية بل و منع التوسع العمودي مؤقتا بهدف زيادة مساحة المناطق السكنية و محاصرة المستوطنات..تعمير ما تهدمه قوات الاحتلال و تشجيع البناء على أطراف المدن بشكل اكبر من داخلها..و منح تسهيلات و اعفاءات لهذه المباني.
اعتقد ان اسرائيل تحضر و على المدى القريب للقيام بحرب موسعة على الضفة الغربية تحديدا بهدف نشر الفوضى و تمزيق كافة الاوراق التي تستند اليها السلطة الفلسطينية و تطالب على اساسها باعلان الدولة..
في حال ابتدأت هذه الحملة العسكرية فيجب على قيادة فتح التنسيق لعمليات عسكرية مترافقة مع الانتفاضة الشعبية ..بحيث تكون كل العمليات العسكرية بعيدة نسبيا عن المدن الفلسطينية الكبيرة و تستهدف المستوطنات التي تقع في المناطق الحيوية و المستوطنات الكبيرة بالاضافة الى الضغط نحو اشعال جبهة الجنوب ..و ان قيام كتائب الاقصى بالتصعيد من غزة مترافقا مع التصعيد بالضفة وقتها و اثباتها قدرتها على التصعيد من هناك رغم التشديد من قبل القوات الظلامية الحمساوية قد يعرقل الجهود الاسرائيلية الهادفة لتدمير السلطة بالضفة و نشر الفوضى تدرجيا..
.........بل و دعنا نقل انه و في وقتنا الحالي فان خير رد تقوم به فتح على اغتيال قادتها العسكريين هو بالقيام بعملية عسكرية محدودة على حدود قطاع غزة لارسال رسالة لنتينياهو مفادها انه لا يستطيع خلق قواعد للعبة على مزاجه و انه مهما حاول حصار فتح فهي في كل مكان و حتى في اسوا الظروف قادرة على الرد و على اللعب باوراق مختلفة.
أسامة حمود