مواضيع اليوم

اغتيال زهرة الشباب

شيركو شاهين

2010-12-06 12:08:05

0

شيركو شاهين

sherkoo.shahin@yahoo.com

دخان ازرق معطر برائحة الموت يقيم مملكة من الاوهام تطيح بالصبا مبكرا، انها المخدرات التي يتناولها فئة من الشباب من اجل لحظات ينالون فيها وهم السعادة ويخسرون بعدها المتبقي من حياتهم، ويصبحون بعدها اجسادا بلا روح وعقولا بلا اهداف, انها لحظات ملعونة تمحو ما مضى من حياتهم، وتدمر طريقهم الى ما هو آت, عالم غريب ينتقي من بين لغات العالم كلها لغة غريبة على تقاليدنا الاصيلة، فتلك هي لغة دمار انفسهم، وهم حين ذاك مازالوا يصرون على تدمير انفسهم، ها هي عيون الحياة تذرف دموع اسى على ما خلفه الادمان من حطام، فالكلمات تقف لتسطر بحزن، كيف ان الدمار يسري في اوصال حياتنا ونحن نقف مكتوفي الايدي امام هذا الطوفان الذي يدمر كل ما هو جميل في حياتنا؟ كم تتهادى الى اسماعنا كل يوم قصص تدمي القلوب وابطالها ازاهر مستقبل نصبو لرفعته.
نعم، لقد اصبح المدمن كالقنبلة الموقوتة يتحرك بيننا ولا نعرف متى ينفجر ومن سيدمر في طريقه، ففيها من المصائب ما لايحصى,,, فمنها بيوت تنتهك مقوماتها الاجتماعية، والكثير من الاهوال تحياها يوميا تلك البيوت من جراء وجود فرد مدمن بداخلها,,, جرائم عجيبة حالات هتك عرض، سرقة، قتل,,, جرائم غريبة على مجتمعنا.
فالعائلات تتعرض للانهيار، والبيوت اصبحت خرابا فلنصارح انفسنا، فمن هو السبب الرئيسي في تدمير ذاتنا، فالتفكك الاسري، وانعدام الرعاية الاسرية، ونقص الوعي الديني، وافتقاد المثل الاعلى كلها اسباب ولادة المدمن، فولي الامر يتناسى واجبه تجاه ابنائه، وينصرف الى ملذاته او البحث عن متع الحياة ومكاسبها الانية دون التفكير في حياة ابنائه، وتركهم عرضة وفريسة سهلة لمن لاشفقة عنده ولارحمة، ولم يسلحهم فيه باي شيء، فنرى اماً تتساقط دموعها كشلال منهمر وابا يندب حاله، لان ابنه صار مدمنا, دلع واموال بلا حساب واب غافل عما يحدث، وان كان ذلك حال اسرته، وهي لبنة من لبنات المجتمع، فما بالك بأمم تغتال المخدرات امالها واحلامها، انها كارثة وطنية بكل المقاييس,, ربما لن نصل الى وصف حجم تلك الكارثة, تخيلوا ان عجلة الاقتصاد والبناء في هذا البلد المعطاء تحتاج الى قوة جبارة، لدفعها وتحريكها, والقوة لا يملكها الا شبابنا، ولو تركناهم عرضة لهذا المنزلق الخطير ستنهار هذه القوة وتتوقف هذه العجلة، وبدلا من البناء سنحصد الدمار, فالوطن يرى امام عينه انهيار دروعه، لتصبح هياكل مدمرة تحتاج الى اعوام لاعادة الحياة مرة اخرى, المهمة شاقة امام حكومتنا لحماية شبابنا من التهلكة، ومواجهة هذه المؤامرة لاغتيال زهرة شبابنا واحلامهم الجميلة، فلتشمر الحكومة اليوم عن سواعدها لانتشالهم من هذا المنحدر، ولن يكون ذلك الا بتنمية الوعي بين الشباب، ومشاركة اياهم امالهم واحلامهم قاضية على الفراغ القادم على الابواب بعد نهاية فصول الامتحانات، ذلك الفراغ الذي يعتبر عاملا رئيسا لتعرضهم للادمان ولتساعديهم في تحقيق احلامهم.
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وشبابنا مسؤوليتنا جميعا.

نشرت بتاريخ 19/6/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !