صباح جديد
من الذي يقف وراء اغتيال الدكتور حارث العبيدي رئيس كتلة جبهة التوافق في البرلمان العراقي، وكما هو معروف فهي أكبر كتلة سنية في مجلس النواب وشريكة في العملية السياسية والحكم؟
المؤكد أن الفتى الصغير الذي أطلق الرصاص على العبيدي ثم أكمل جريمته بإلقاء قنبلة على المحيطين به امعانا في القتل والتصفية وحتى لا يترك فرصة لأحد من الإفلات من الموت، هذا الفتى ما هو إلا أداة مضللة جرى له غسيل مخ بإيهامه بأنه يقوم بعمل مجيد
الجريمة البشعة تمت في مسجد وعقب صلاة الجمعة ولشخص كان يخطب في الناس والذين قضوا معه كانوا يؤدون الصلاة خلفه، كل هذا لم يمثل أي قيمة أو رادع أو حرج أو شعور بالخطيئة والذنب لدى الصبي القاتل الأرعن الأداة ولا أولئك الذين خططوا ودبروا للجريمة في الغرف المظلمة أو الأقبية والسراديب السرية فكل شيء في العراق أصبح مستباحا مهما كانت درجة حرمة هذا الشيء وليس ذلك من أمس الأول الجمعة اليوم الذي استشهد فيه العبيدي داخل بيت الله إنما منذ دارت دائرة العنف والإرهاب الجهنمية في هذا البلد الذي تعمه فوضى غير مسبوقة تحت الاحتلال لم تكن موجودة قبله كم من مساجد وأماكن عبادة مقدسة إسلامية ومسيحية تم تفجيرها وهدمها على رؤوس المصلين فيها، وكم من شخصيات دينية وسياسية وعلمية وفكرية وفنية وثقافية كبيرة تم تصفيتها بدم بارد، وكم من عقول عراقية نابغة ونابهة لقيت وجه ربها برصاص الغدر والحقد والكراهية والثأر، وكم من مواطنين عراقيين عاديين قتلوا بغير ذنب إلا أنهم يستخدمون وقودا في الحروب والصراعات والمعارك التي تجري على أرض العراق دون سبب ولا مبرر عقلاني وطني ديني إنساني الذين قتلوا العبيدي كانوا يتربصون به الدوائر من قبل يوم الجمعة لكنهم وجدوا في هذا اليوم فرصتهم للخلاص منه وارباك العراق برلمانا وحكومة وعملية سياسية وطوائف ومذاهب فقبل يومين من تنفيذ الجريمة كان العبيدي قد انتقد بشكل واضح في البرلمان ممارسات عديدة تقوم بها الأجهزة الأمنية للمعتقلين وقد طالب بضرورة حضور وزيري الداخلية والدفاع للبرلمان لمساءلتهم عما يجري كانت تلك هي الفرصة لمن يستهدفه ليضرب ضربته حتى يتم الربط بين اغتياله وبين هجومه على الوزارتين وأجهزتهما مع ذلك تحتاج الأجهزة الأمنية الرسمية لتبرئة نفسها من دم العبيدي حتى يتجه الجهد الى البحث عن القتلة والمستفيدين الحقيقيين من توجيه تلك الضربة العنيفة لادعاءات حكومة المالكي بنجاحها في تحجيم العنف وضبط الأمن العراق سيظل ساحة للعنف المنظم والعشوائي لكن إلى متى الله أعلم
طه خليفة
التعليقات (0)