مواضيع اليوم

اغاني النساء -1-

هاشم هاشم

2009-11-16 12:36:02

0

 

 

 

على جسر المسيب سيبوني !!!!


والنساء فيما تعشق مذاهب وهواجس ومشاعر جياشة ,لاتنتهي عند زمان او مكان .........


......اولا 

لا اعرف بالضبط ان كنت احب السفر ام لا, لكني اعترف اني اذا كنت على موعد مع السفر خصوصا لانجاز عمل ما ,انهض صباحا ضجرا ومتكائبا واجر نفسي جرا من السرير, الى ارتداء الملابس .ولا ذكر اني تناولت فطور قط في تلك الظروف ..لكن الذي انا متاكد منه تماما هو اني كثير السفر والترحال وزرت العديد من الاماكن والمدن ولي فيها ذكريات كثيرة .في احدى سفراتي الى جنوب العراقي وتحديدا في على ضفاف اهوار البصرة , كنت اراقب النسوة والصبايا هناك انهن خلقن من اجل الاعمال الشاقة المؤبدة والعمل بلا كلل ولاملل في رعي الحيوانات وسقيهن ورودهن وتنظيف البيت وغسل الملابس والذهاب الى الحقل, وجلب الاعلاف ,والعناية ببعولتهن ,والذهاب الى السوق لبيع المنتجات الحيوانية من بيض وحليب وقيمر ولبن وروبة ,حقا انها ((اعمال شاقة مؤبدة )),وايضا هذا يذكرني بحديث تلفزيوني للكاتب العراقي حسن العلوي يصف نفسه متهكما وساخرا لكثرة اعتماده على زوجته خصوصا في الكتابة ةادارة امور البيت فيصف نفسه ساخرا انه(( كزوج المعيدية )).


ومرة كنت في مجلس ضمني مع شخص من الموصل من الريف تحديدا .حكى لي انه مرة احب فتاة مصلاوية (حضرية ) ودام عشقهم شهورا وكتم عليها اول الامر انه من ابناء ريف الموصل, لئلا ترفض حبه .واخيرا اتفق معها على التقدم لذويها لخطبتها .فرحت الصبية وطارت من الفرح لان حلم كل فتاة هو الدخول العش الزوجية الذهبي ,

يقول محدثي ان فرح الصبية بامر الزواج احزنني وتاثرت لحالها هنا قررت مصارحتها بالحقيقة .فقلت لها اني من ابنا ريف الموصل والنساء عندنا تنهض مع اذان الفجر, تنظف البيت وتعد الطعام للفطور ,ثم تذهب لرعي الحيوانت الى المرعى ,وبعد ذلك ثم الى الحقل وتقوم بعض الاعمال هناك ,ثم تعود ضحى الى البيت لترتاح قليلا وتعد الغداء ثم تنظف اواني الطعام ضهرا وتغسل الاملابس المتسخة ,وتاخذ قسطا من الراحة, وعند المغيب تتنظر الحيوانانت ,حين ترد من المرعى, وتنظف الزريبة , ثم تربط الحيوانات وتضع كل نوع في محله, وتضع لهن الاعلاف ,وبعد ذلك تحلب الابقار, ثم تعد العشاء ,ونظف الاواني ,وتخلد للنوم بانتظار فجر يوم جديد .. قال محدثي كنت اتكلم واطلق العنان لمخليتي لاصف لها حالنا احسن وصف لئلا تفاجاء بعد الزواج تندم على الموافقة...واضاف بينما كان يتكلم كانت الصبية مذهولة لما تسمع وبعد ان اكمل الشخص كلامه قالت بلهجة هادئة ومعاتبة : ماذا فعلت لك يافلان حتى تريد ان ترميني هذه الرمية . وانتهى كل شيء بينهم من ساعتها .


مرة كنت في البصرة وحضرت حفل زفاف لاحد الاقرباء ورأيت مجموعة من سيدات المجتمع الراقي في الحفل ممن يرتدين أحسن وأغلى الملابس وصففت شعورهن, كحقل الورد المنسق, وصبغ بارقى الاصباغ , وارتدين اجمل الحلي والمجوهرات واغلاها ,وكانت صبية معهن كانها البدر التمام وفما اشبه خاتم سليمان وعود طري كغصن بان ....بهرَن كل من في الحفل واخذ الكثير من الرجال يتملقونهن بعبارات مداعبة او تقديم خدمات بسيطة او البعض اكتفى بلغة العيون وهي خير لغة حينما يتعذر الكلام ,
مع الصباح حزمت امتعتي عائدا الى بغداد وفي الطريق على مشارف الاهوار وكنت جالسا قرب النافذة في السيارة, اشاهد مناظر النساء, تلك تحمل الحشائش واخرى تقود قطيع من الجاموس ,واخرى تصنع الحصائر من عيدان القصب, والمناظر كثيرة ,كنت اشاهد هذه النسوة واقول في سري هذه امراءة !!والتي رايتها البارحة في الحفل ايضا امراءة !!!!!!!!!!!,
الاولى  جار عليها الزمن, والاخرى ضحك لها الدهر وابتسمت لها الايام والليالي .


النساء الغربيات ايضا الاحظهن باستمرار وهن يهتمن باناقتهن ورشاقتهن وجمالهن ايما عناية وهن يعيشن عيشة غاية في الترف والرقي والبذخ ... بيمنا نساء في الصومال وافريقيا لايعرفن شيء اشمه سشوار! او مايوه! او شامبو مطعم بالعسل !عقد او قرط من الماس .


وكان لسان الحال يقول بيت شعر للجواهري :


نهود من شذاهن اخا الدهر يدوخ
ونهود من عضاض الدهر فيهن شدوخ


.اعود الى البيئة العراقية ويقال ان النفوس اذا طابت غنت وطربت وجاد بها الهيام . وفي الليل حيمنا يجن ليل العاشقين وتهداء الانفس ويحين وقت الرقاد والهجوع , ويلتقي العاشقان يناغي احدهم الاخر ويكلم احدهم الاخر, بلا كلمات, ولا عبارات, او اصوات, انه لغة خاصة لا يعرفها لا من هاج به الشوق والمت به صبابة ثم جاء يوم الوصال .
لكن من يفلح في لقاء حبيبه وحال الدهر والظروف بينهما ماذا يفعل انه سيكبت مشاعره, وينفس عنها في اشعار جميلة ترثي حاله ,او يشكو حاله الى اقرب الناس اليه ليواسيه .


الغناء العراقي اجمل الغناء واعذبها. لانه صادق وينبع من الوجدان ويقص قصصا حقيقية اغليها انتهى بمساة مبكية لحال حبيبين فصل بينهم العادات والتقاليد والاظروف وغيرها .وليس كل ما يتمناه يدركه المرء.
الرجال والشباب معروفون بجرأتهم بقص حكايتهم الغرامية الفاشلة وتشخيص اسباب الفشل وانشاد الاشعار وغناء الاغاني التي تصف حالهم .


لكن ماذا عن النساء والكثير منهن ياعنين من ظروف اجتماعية بالغة الشقاء (( الاعمال الشاقة المؤبدة التي ذكرتها في بداية حديثي )) ناهيك عن العادات البالية لتي تحرم على البنات اظهار انثوتهن او التبرج او الحديث امام الرجال حتى من اخوانهن او اباءهن. بل انهن خلقن كايدي عاملة كنمل تعمل من البلوغ الى الممات بلا كلل او ملل. وحتى الزواج نفسه هو لاضافة يد عاملة جديدة للبيت او الحقل ليس اكثر .والعادات العشائرية المتزمتة التي تجبر البنت على الزواج من ابن عمها بل وحتى تفرض عل الولد الزواج من بنت عمه حتى وان احب سواها فلا مجال لتراجع او النقاش .

(نفذ ثم لاتناقش)


ظهرت هناا الكثير من القصائد والاغاني العاطفية الجميلة في التراث العراقي والتي ما أن تسمعها لا ان تقول ان مؤليفها من النساء .وتحكي قصص غرامية مبكية حقا انتهت بالفراق والافتراق وكان الحزن والاسى الاثر البالغ على من كتبها ويشكي بؤس حاله .اذن هنا ندرك ان النساء في الارياف وعلى الرغم من الحكم المسبق عليهم بلاشغال الشاقة المؤبدة , والعقول الاهل المتحجرة , لكن ليست قلوبهن من حجر اصم لاتسمع اوتعقل او ختى عشق, بل هي قلوب مرهفه باجمل الاحاسيس واعذبها وكثير منها صاغت احاسيسها باليات شعرية عذبة اصبحت فيما بعد من اجمل القصائد المغناة وعلى الرغم من خطورة هذا الامر ان تجازف امرا ءة اةو صبية بقص غرامها ووعشقها نثرا او شعرا الا اننا نجد الكثير من تلك القصص في التراث العراقي والعربي.


هنا اذكر قصة تراثية شهيرة سمعتها من الاقدمون وغناها الكثير من المطربون اشهرهم داخل حسن واضاف الكثير من الشعراء ابيات شعرية.
تقول القصة باختصار ان شاب ربما يعمل معلما في نهايات القرن التاسع عشر عين وقتها بعد تخرجه في مدسة حديثة العهد في منطقة عشائرية فيها انهار غزيرة واشجار كثيفة من النخيل واشجار الحمضيات والقصب والبردي وذات تقاليد صارمة. كان هذا الشاب من اسرة ميسورة الحال يسكن في احد المدن الكبرى واهله يعملون بزازين اي تجار قماش .سكن لفتى في صريفة انيقة قرب المدرسة ووفر له وسائل الراحة البدائية انذاك . كان يدرس التلاميذ القراةء والكتابة والحساب والعلوم .وكان الناس ينظرون اليه كشخص قادم من الفضاء, او ذو قوى خارقة, ويضعونه في مرتبة فوق مرتبة البشر, بل في صف الاملائكة ,ان جاز التعبير .انتشر خبره في القرية وعلم به الجميع والكل يقدره ويحترمه وفي كل يوم وبعض الاحيان كثيرا ما يدعى الى الولائم التي تقام على شرفه في القريه وكانت الناس مبهوره باناقته وحسن مظهره وترتيب هندامه


ذات يوم اخذ عصرا يتمشى على ضفاف النهر وكانت من عادة النساء في القرية ان يملاء اوعيتهن من ماء النهر. لانه في ذلك الوقت لاتوجد اسالة ماء , وهنا كان الشاب يسير في طريقه فوقعت عيناه على فتاة غاية في الجمال والحسن وظرف والدلال تحمل على راسها وعاء ملوء في الماء ,ومعها البعض من صبايا الحي نظرته ونظرها. وعرفته لان اسمه معروف في القرية. هو ذاك المعلم الانيق ,واستمر ينتظرها يوميا في نفس الطريق و هي اصبحت تنظره هي ايضا .واخيرا اشاع لها وتبعته الى مكان في ظلال الاشجار وبعيدا عن اعين الرقباء واباح لها عن ما يكنه لها من حب وود جم لكن بصعوبة وخجل بالغ استمر الحال فترة وربما انتشر شيء من اخبارهم في القرية لكن ضمن حدود المعقول .

قص الشاب حكايته الى حارس المدرسة الشيخ المسن الوقور, ووصف له الصبية وطريقها الذي تذهب منه وتاتي الى النهر .


عرفها الحارس الشيخ وقال محذرا وبلهجة حادة الى الشاب المعلم انها بنت شيخ القرية لها ابناء عم شرسين ومستعدين ان يقتلوه ويقطعوه اربا ان علموا بلامر وطلب منه ان يقدم نقلا الى مدرسة اخرى في مدينة اخرى فورا قبل ان يفتضح امرهم ويشيع في القرية .


عز الامر على الفتى لكنه خاف خوفا كثيرا من ابناء عم الفتاة ,وقرر المغادرة, والاسى يعصر قلبه والقاها اللقاء الاخير الذي قال لها انه سوف يغادر انه لاجدوى من حبهم واهلها ابدا لن يزوجوها اليه . وانه يخشى عليها ان تقتل على يد اهلها وابناء عمها , وذكر لها مكان عمل اهله ودلها على مكان سكناه لعل الايام تجمعهم من جديد .


رحل الشاب ومرت سنين وايام ومات ابوه وكبر هو في السن واصبح يدير محل الاقمشه في مدينته بدل ابيه .


وذات يوم جاءت هذه الفتاة اى المدنية وسالت عن دكان فلان البزاز والمعلم ودلوها عليه دخلت الى المحل, ونظرته و نضرها, لكنه لم يتعرف عليها, وسالها عن ما تريد من بضاعة وتعمدت هي الكلام معه, لعله يذكرصوتها, بعد ان نسي ربما صورتها , طلب منه ان يريها نوع من القماش وسالته عن منشاءه وسعره, والرجل منهمك بالحديث العملي كما هو عادته مع الزبائن .

طلبت نوعا اخر من القماش وسالته عن انواعه والوانه لكن الامر لم يفلح ايضا. ومرة ثالثة والامر كما هو .

اخيرا غادرت المحل واخرجت ورقة صغيرة وكتبت عليها الاتي :


اهنا يمن جنا وجنت جينا وكفنا بابك
ولف الصغر ما ينسي مالك نسيت احبابك .


وطلبت من صبي صغير ان يعطيه الى صاحب المحل الذي ما ان قراءها حتى هرول مسرعا  يبحث  عنها لكنها ذهبت مع الريح .......

 للحديث بقية...

 


الصريفة غرفة مبنية من القصب في جنوب العراق

ملاحظة :حقوق النشر محفوظة في الثلاجة وسلامتكم ...






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات