Gabriel Alhorani بشار الأسد أعلن أنه سيلقن دول الجوار "تركيا" دروساً في الإصلاح والديموقراطية. وبعدها بيومين أطل علينا البطريق السياسي وليد المعلم ليعلن أن أوربا أعلنت الحرب وأن سوريا "العظمى"ستمحو أوربا من الخارطة.
هذا يذكرني بالحوار الميلوسي الذي كتبه المؤرخ الإغريقي ثوكوديدس قبل حوالي ٢٥٠٠ عاماً في كتابه "تاريخ الحروب البلوبونيزية". تدور أحداث الحوار في ميلوس وهي جزيرة ضعيفة صغيرة محاطة بالأعداء الأثينيين الأقوياء، ومتحالفة مع اسبارطة وهي دولة بعيدة عنها جغرافياَ ،غير ديموقراطية، وأقل حضارة وفكراً وثراءاً من أثينا الديموقراطية. ميلوس في المقارنة الحالية هي سوريا، وأثينا هي الغرب وتركيا، واسبارطة هي إيران.
طلبت أثينا من ميلوس الخضوع لشروطها وهيمنتها مستندةَ إلى منطق القوة بأن "القوي يفعل ما يشاء، والضعيف يرضخ لما يتوجب عليه". لم تخضع ميلوس لشروط أثينا وقررت على طريقة وليد المعلم "محوها من على الخارطة" مذكرة إياها بأنها حليفة إسبارطة. أثينا وجهت إنذاراَ أخير لميلوس تم رفضه فقامت بغزوها وقتل كل رجالها وسبي الأطفال والنساء وتحويلهم إلى عبيد. اسبارطة لم تتدخل وتركت ميلوس تواجه مصيرها.
ميلوس لم تعاني عندما تعرضت للغزو من قبل أثينا من ثورة داخلية من الأغلبية كما يحصل الآن في سوريا ولا كانت دولة مبنية على أساس حكم للأقلية. لكن ميلوس تشبه النظام السوري بأنها لم تفهم الواقعية السياسية ولم تدرك محدودية قوتها أمام قوة الآخرين. الخطأ الأهم الذي ارتكبته ميلوس هو اتكالها المفرط على حلفائها أو من تعتقد أنهم حلفاء لها، لتجد أنهم إما عاجزين أو أنهم لن يغامروا بالتورط بحرب غير مضمونة من أجلها.
التعليقات (0)