علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــ
يحار المرء في تفسير دوافع بعض الجهات التي تتبنى اعلانات باهظة الثمن لترسيخ افكار مريضة ومن ذلك اعلان ظهر في فضائية مناوئة للتغيير الكبير في الحياة السياسية العراقية ولا اريد ان اذكر اسمها لكنه وبلغة الكلمات المتقاطعة موجود في (عكس الخير +3/5 برقية!(
يتلخص هذا الاعلان في ظهور كرسي حلاقة ثم يظهر تعليق يقول (كرسي الحكم مثل كرسي الحلاق ميدوم لواحد !(
وتعال ايها القارئ لنتبين فجاجة صانع فكرة هذا الاعلان ومجافاته للواقع ، اذ لاوجه للمقارنة بين كرسي الحكم وكرسي الحلاقة ، فالموضوع مختلف تماماً ، فالاول يحكم صاحبه والثاني محكوم والاول له حق التصرف بمن يتولى امورهم والثاني لا حول له ولا قوة بل لا يستطيع رفع رأسه الا بأمر الحلاق ! الى جانب ان الاول يأخذ ويعطي والثاني يعطي فقط سواء كان عطاؤه من شعره ام من ماله وغيرها .
فأي بليد اخترع هذه الفكرة السخيفة وقد كان المتوقع لو كان الصانع يتمتع بشيء من الذكاء ان يجسد المقولة الحكيمة المشهورة ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك) ، ثم ما الغاية من وراء هذا الاعلان ولمصلحة من ومن هم جمهوره ؟ هل هم الساسة او الحلاقون او المحلوقة رؤوسهم ؟ والذي يؤسف له ان تتسع الهوة بيننا وبين العالم المتقدم ، وقد قرأت هذا الاسبوع خبراً عن دراسة يابانية لترجمة بكاء الاطفال بالاعتماد على خبرات الامهات والاباء وهكذا فهم يعملون على فك اسرار المجهول والاستفادة من المعلومة لخدمة البشر نجد عندنا تسفيهاً للمعلوم وتجهيلاً للمعرفة واستهانة بالمتلقي .
يقول استاذ علم نفس الشخصية قاسم حسين صالح (ان الشخصية العراقية اعتمادية تريد من الحكومة ان تحل لها مشاكلها).!!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)