مواضيع اليوم

اعلام سمين وواقع غــث

رانيا جمال

2012-06-10 07:01:32

0

اظهرت دراسة حديثة لمجموعة "المرشدين العرب" نشرت مؤخرا أن عدد القنوات التلفزيونية الفضائية المجانية في العالم العربي وصل الى 642 قناة بما في ذلك القنوات تحت البث التجريبي . مشيرة الى ان العدد ازداد بنسبة 19.3 % ما بين نيسان 2011 وآذار 2012 . وبيّنت ان القنوات العامة المملوكة من القطاع الخاص تصدرت قائمة القنوات المجانية.

هذه الدراسة تجعلنا نقف مجددا عند " ازمة الترهل الصحفي والاعلامي " اذا جاز الوصف والتعبير ، وربما كلمة ترهل هنا لاتفي مع عدد كبير كالتي ذكرتها الدراسة ( 642 ) فهذا ترهل من نوع خاص .

والسؤال المطروح اليوم ماذا يعني وجود هذا العدد من الفضائيات في العالم العربي ؟ يعني ان نسبة الوعي كبيرة .. يعني قلة الانتهاكات التي تحدث لحقوق الانسان.. يعني نضج سياسي واجتماعي .. يعني ارتفاع نسبة الثقافة العامة.. ويعني ويعني ؟!!.

من البديهي طبعا ان يرافق هذا الترهل الكبير في القنوات الاعلامية العربية التطورات المذكورة ، فمن المتعارف ان كل سمين يعني انه شخص مرفه وصاحب دخل جيد ولايعاني ازمات صحية كالسكري وفقر الدم مثلا ، لكن في ذات الوقت ليس بالضرورة ان يكون كل سمين صاحب دخل جيد او مرفه او لايعاني من امراض معينة تسببها له السمنة، بل العكس ربما تراجع حظوظ هذا الفرد في الحياة انعكست على جينات النمو لديه واحدثت له السمنة .

الترهل الكبير في عدد الفضائيات والقنوات الاعلامية العربية اليوم لايعني بالتاكيد ان واقعنا بخير او ان الاعلام ذاته بخير ، فواقعنا على مختلف الاصعدة ينتقل من تدهور الى اخر ومن انتكاسة الى ثانية في مختلف المجالات ولاتوجد علامات على ان الترهل الاعلامي والصحفي هذا ايجابي .

والسؤال لماذا كل هذا الترهل يرافقه قلة نسبة الوعي والثقافة العامة لدى الفرد العربي و ازدياد حالات انتهاك حقوق الانسان وفقدان النضج السياسي لدى النخبة والقادة فضلا عن المتلقي والمراقـب ؟

والاجابة لايمكن ان تختزل بعامل او عاملين او مشكلة او اكثر بل انها منظومة من العوامل التي جعلت كل هذا الترهل في عدد الصحف والفضائيات دون فائدة ، وقد قال راس النظام التوليتاري في الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين " اعطني شاشة اعطيك العالم " فلماذا لاتستطيع 642 شاشة فضائية ان تفعل شيئا لواقعنا البائس . الازمة تكمن في عاملين :

الاول العامل المهني : ويشمل ذلك المهنية التي تفتقدها السواد الاعظم من هذه الفضائيات خصوصا ان التقرير ذكر ان غالبية هذه الفضائيات عائدة للقطاع الخاص ، وافتقادنا لصحفيين حقيقيين وهذا الكلام طبعا سيغيض الكثير لكنها للاسف الحقيقة المرة . ففي العراق عندنا 20 الف "صحفي" هؤلاء فقط الذين ينتمون لنقابة الصحفيين العراقيين ولايزال الاف ينتظرون ترويج معاملاتهم لغرض الانتماء . هذا في النقابة وحدها فكم سيصل الرقم اذا اضفنا اليهم الذين لاينتمون للنقابة او ينتمون لواحدة او اكثر من عشرات المنظمات والمؤسسات الوهمية وغير الوهمية والتجارية التي تنادي باسم الصحفيين والصحافة والدفاع عن الحريات ووو الخ . وقطعا اذا اخُضع هذا الرقم للتقييس والسيطرة النوعية الحقيقية فان الرقم سينزل الى دون الالف مما تطلق عليه النقابة اسم " صحفي " وستطيح باشخاص واسماء هم اليوم لايشق لهم غبار في الوسط الصحفي والاعلامي ويديرون مؤسسات ذائعة الصيت ساهم مناخ الفوضى والتخبط ورواج البضاعة البائرة في سطوع نجمها ، ولانريد ان نذكر نماذج ومواقف تدل على الضحالة المهنية التي يتمتعون بها . العامل الاخر : والذي نستطيع ان نسميه ازمة في شحة القراء والمتابعين او ازمة اهتمام وتفاعل والتي يختصرها لنا وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق موشي ديان بمقولته الشهيرة " العرب لايقرأون وان قرأوا لايفهمون " ، فقبل ايام ذهلت من احصاء لاحدى الصحف الالكترونية وصل عدد قرأئها الى 500 نسمة فيما يتجاوز عدد كتابها الالف " كاتب " !! . ولدي اعلى درجات اليقين بان اي بلد عربي يعرف او عرف عنه حبه للقراءة والتاليف اذا احتجبت كافة صحفه اليومية ليوم او اكثر فسوف لن يحدث ادنى شيء كالذي يحدث في حال ارتفع سعر البنزين او الطماطة !!

اذن و( خير الكلام ما قل ودل ) اننا معاشر ما يطلق علينا وصف صحفيين واعلاميين وكتاب نضحك على انفسنا ونعيش بطالة مقنعة، نستهلك الورق ونصًرف بضاعة الاخرين من اجهزة ومعدات . ونعد ايام الشهر من اجل استلام مستحاقتنا ومكافآتنا ورواتبنا من الاستاذ او الدكتور او ما يقابله من مصطلحات العهد الحالي من السيد والحجي!!.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !