علي جبار عطية
الأربعاء 08-02-2012
اطل من فراش الانفلونزا وهي تحل ضيفة في يومها السابع عشر على بعض اخبار العالم فيصدمني منظر جثث مصفوفة كقطع الدومينو على شاشة الجزيرة وهي تشير الى سقوط نحو (360) ضحية بقصف سوري على بلدة حمص.
تنغلق شهيتي تماماً مع خبر آخر يشير الى سقوط نحو (220) قتيلاً جراء تساقط الثلوج في اوربا الشرقية وقطع الطرق ! هل هذا حلم يقظة مرعب ام هو حقيقة ؟ هذا العدد من الضحايا في ليلة واحدة وانا نزيل الفايروس الذي قلب يومي رأساً على عقب!
ها انذا اكبر عشرين سنة مقدمة واتقدم سريعاً نحو الكهولة ، اكره الحياة اردد مع (لبيد) : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا اباً لك يسأم!
أي ثمانين عشت فهذا يعني ان اربعة عقود من عمري قضيتها تحت حكم الدكتاتور لا ابتسم الا حين ينقضي شهر نيسان باحتفالاته التي تسلب آدميتي !
اتحسس اذني هل ما زالت فيها آثار اقراط عصر العبودية ؟ يأتيني كوب حليب ساخن فيعيدني الى عصر الطفولة البريئة الساذجة!
اشعر بالاشمئزاز .. ما الذي يحصل لي ؟ اتناول علاجي باقراصه المستطيلة فيحرق معدتي واخلد للنوم . في اليوم الثامن عشر من مصيبتي اتحامل على نفسي واصر على الخروج الى العمل بأي حال .. اتذكر صحة المقولة (العقل السليم في الجسم السليم) واضيف من عندي (العواطف السليمة في الجسم السليم)..
اشهد وداع الفايروس الذي اذلني وقلب نظرتي الى العالم ..
لكن اشد ما آلمني ليس الفايروس ولا تداعياته انما حين صعدت الكيا وبدأ جمع الاجرة التفتت لي امرأة سمينة تقارب عمري وقالت لي - ملوحة بالنقود -: اتفضل عمي !!
التعليقات (0)