علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــــ
مــا ان انتهى شهر صفر وبدأ شهر ربيع الاول حتى بدأت الاعراس كأنها مارد انطلق من قمقمه واخذت بطاقات الدعوات كأنها اوراق استدعاءات امنية زمن الحروب والامجاد او اوراق مذكرات القاء القبض بتهم شتى زمن الحرية او اوراق الكهرباء والماء والهاتف الارضي المرحوم الذي تقول التقارير ان امانة بغداد وشركات اتصال تقف بالضد من عودة الحياة اليه!
اختفت ونحن نحتفل بالسنة السابعة لانبلاج فجر الخلاص الكثير من المظاهر الا الاعراس ظلت محتفظة بفوضويتها وكرمها حتى عند ابخل الناس ومن مظاهر هذا الكرم دعوة الكثيرين الى الحفل البهيج في يوم يناسب الموظفين وغالباً مايكون يومي الخميس او الجمعة ومن باب الذكر مرت في بالي الان حكاية بطلها احد الاصدقاء الذي اصبح بعد سقوط النظام مراسلاً لفضائية عربية فقد اخبرني قبل بدء الهجوم الامريكي على العراق سنة 2003 انه سيتزوج في الليلة التي تسبق بدء الهجوم !ووضح لي السبب الحقيقي وراء هذه المسألة وقال : انني اريد ان اختصر النفقات لاسيما ان عائلة العروس يحتمل ان تسافر الى ديالى هرباً من بغداد ! وجاء يوم 19-3-2003 وهالني ان صديقي فعلها واخذ عروسه من بيت ابيها الى بيته واحتفل وحده بصمت برغم ان احدى الفضائيات دست انفها في حياته وبثت الخبر على انه اصرار من العراقيين على الحياة !
وبعد سنة صار العرس يجري نهاراً جهاراً وصارت العروس تنقل بسيارة كوستر خوفاً عليها من الخطف ووصل الامر الى السريالية باعراس في العاشرة صباحاً!
وبعد صولات وجولات وانتخابات وتحسن الوضع الامني النسبي عادت الاعراس الى بهائها وتألقها وتوقيتها المسائي في مؤشر على عودة العافية لكن هل يتجرأ عروسان على الزواج يوم العرس الانتخابي في 7-3-2010 ؟
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)