إعتقال الممثل الأمريكي جورج كلوني
الممثل الأمريكي "جورج كلوني" لحظة إعتقاله من جانب الشرطة الأمريكية بسبب إعتصامه يوم 16 مارس الجاري ، أمام بوابة سفارة جمهورية السودان في واشنطون ، إحتجاجا على ما أسماه بتصاعد مظاهر الإذلال للمواطنين في جمهورية السودان.
الممثل جورج كولوني ليس غريبا ولا جديدا على الساحة السودانية . فقد أشتهر لتعاطفه (لأسباب دينية) الغير عادل إلى جانب "دولة جنوب السودان" المسيحية ضد "جمهورية السودان" المسلمة. وكان من بين الذين حرضوا الجنوبيين على الإنفصال.
الممثل جوج كلوني لا علاقة له بحال المواطن السوداني في جمهورية السودان . بقدر ما كان مهتما بحال العنصر الجنوبي المسيحي فيه . وقد حصل العنصر الجنوبي فيه على حقه في تقرير المصير وأقام لنفسه دولته الخاصة به .... فلماذا يعود جورج كولوني للتظاهر في هذه الأيام بالذات أمام سفارة جمهورية السودان؟
واقع الأمر أنها جزء من ضغوط تمارس على حكومة عمر البشير في الخرطوم ، كي تقبل بتوقيع إتفاقية مثيرة للجدل تمنح مواطني دولة جنوب السودان "الحريات الأربعة" في داخل أراضي جمهورية السودان . وهذه الحريات الأربعة هي حرية التنقل والإقامة والتملك والعمل.
في يناير 2011م صوّت الجنوبيون من مواطني جمهورية السودان لصالح الإنفصال عن جمهورية السودان ، والإستقلال بدولة خاصة بهم أسموها "جمهورية جنوب السودان" وعاصمتها مدينة جوبا ... ويبدو أنهم كانوا يظنون أن إنفصالهم عن "العرب" في الشمال سيكون خبرا لهم.
جنوبيون عائدون من الخرطوم لبلادهم لم يجدوا في إستقبالهم سوى هذا الكارو وحماره البائس
ولكنهم الآن وبعد مرور أقل من سنة على إعلانهم لدولتهم وإستقلالهم إذا بهم يشعرون بفداحة "إستقلالهم" ... وبات الملايين منهم يرغب في العودة للحياة في كنف جمهورية السودان مرة أخرى.
(هكذا يتناول الأطفال الأكل في دولة جنوب السودان)
ولأجل ذلك بدأ أنصارهم والمتعاطفين معهم في أنحاء العالم المسيحي عامة والأفريقي خاصة يمارس الضغوط على حكومة عمر البشير في الخرطوم كي تقبل بعدم تسفير نصف مليون جنوبي إلى وطنهم بعد أن اصبحوا أجانب . وهؤلاء مقيمون حاليا في حمهورية السودان في داخل العاصمة الخرطوم وأمدرمان وبحري والمدن السودانية الكبرى.
وفوق هذا وذاك يحلم الملايين ممن غادروا أراضي جمهورية السودان إلى أرض دولة جنوب السودان التي عاصمتها جوبا .... يحلم هؤلاء وغيرهم من مواطنيهم إلآن العودة مرة أخرى لجمهورية السودان التي عاصمتها الخرطوم في حالة توقيع الرئيس عمر البشير على إتفاقية "الحريات الأربعة".
نموذج لحياة البشر في دولة جنوب السودان
والأسباب تتلخص في أن هؤلاء وبعد أن اعتادوا على حياة التنابلة والنوم في العسل والكسل والأمن والأمان ، والإعتماد على الإعانات الحكومية المجانية في العاصمة الخرطوم ومدن السودان الكبرى ؛ بدأوا الآن يعانون من الإحساس بإستحالة التأقلم مع الظروف الأمنية وواقع الحال في بلادهم ، بسبب التخلف والغياب الكامل لكافة متطلبات مظاهر ومناحي الحياة العصرية وأبسط حقوق الإنسان مقارنة بما إعتادوا عليه حين كانوا يعيشون في جمهورية السودان.
أطفال وصبيان من دولة جنوب السودان يتسكعون في شوارع عاصمة بلادهم جوبا حيث تنعدم البنية الأساسية ولا تعليم أو إهتمام جاد بمستقبل النشء
صبيان من دولة جنوب السودان يعيشون في العاصمة السودانية الخرطوم يحصلون على أفضل أنواع التعليم الخاص والعناية الطبية والغذاء واللبس والرعاية والأمان ... وهم هنا يحتفلون بفوز فريق مدرستهم لكرة القدم .... لاحظ الفرق بين حال مواطن وطفل دولة جنوب السودان داخل الخرطوم مقارنة بحاله في الصور السابقة أعلاه داخل بلاده دولة جنوب السودان ... ومع ذلك تخرج علينا الصليبية العالمية وجورج كولوني كل صباح يتباكون فيه على حقوق الإنسان ويزعمون أننا نستعبد هؤلاء .. والمؤسف أن العالم يصدقهم على الرغم من أن الأمر لايحتاج إلى مجرد التفكير ... فكيف يكون الإنسان مضطهدا ومهدد بالإبادة في مكان ما ؛ ويسعى بكل ما أوتي من جهد وتوسلات وقوة كي يظل مقيما به ويرفض العودة إلى بلاده؟
التعليقات (0)